|
الاستحذاء وأزلام القباقيب
عبد الكاظم العبودي
الحوار المتمدن-العدد: 2716 - 2009 / 7 / 23 - 05:25
المحور:
كتابات ساخرة
اخشى ما اخشاه ان تصبح الخيانة وجهة نظر غسان كنفاني
تمر الايام بسرعة ومنتظر الزيدي لازال منتظرا فك أسره وتحريره، وله المجد" بأنه باق وأعمار الطغاة قصار"، كان منعطف عام 2008/2009 له وحده من بين مليارات البشر على هذه البسيطة. بامتياز منحه العصر إسما ومكانة ولبلده خلودا، أين وقع بفردة حذائه نهاية مرحلة تاريخية باسقاط بوش وحقبته الى الابد من سجل التاريخ. وسيندفع هواة تحقيب العصور، وتسميتها نحو وضع عنوان لهذه المرحلة. ربما سيسمى عصرنا، عصر منتظر الزيدي، وعندما سينسى الناس بوش وديك شيني ورامسفيلد، فلا مجال لذكر عبيدهم، ومن تبعهم ووالاهم على حكم وظلم العراق بغزوه وتدميره. نحن ننتظر هذه الايام مساعي لجنة الدفاع عن الاسير البطل منتظر الزيدي، فهو قد اوشك على انهاء ثلثي فترة محكوميته، وله الحق في أن يخرج من سجنه حرا طبقا للقوانين السارية هناك، طالما شهد له العالم وحتى جميع سجانيه من أزلام وسياسي المنطقة الخضراء انه ذلك الشاب ، المؤدب، الدمث الاخلاق، إضافة الى شجاعته ونبله وحلمه الكبير، فهو الصابر والمتفجر على ضيم العراق كله. منتظر الزيدي سوف لن يكون شاهدا على ضربة جزائه بحذائه بوجه ألامبراطورية الامريكية وتسجيل لحظة سقوطها المدوي؛ بل سيكون منتظر شاهدا على سلوكيات ونماذج من "أزلام " يُحسبون على بلدنا ،" أزلام" إسترجلوا وتطاولوا على مجد العراق يصدون عن وجه بوش، لحظة إنحناء قامة أمريكا تحت قوس رمي حذاء منتظر. والمفارقة أن أحد هؤلاء "الازلام" لازال يعتقد أنه لن يكون مأمورا عند الامريكيين أو أنه يُحسب ويقال له " مت قاعدا " ولازال يرى له نصيبا في العملية السياسية القادمة ، فقلت له" كش ملك" لا تحلم أبدا إنك " ستموت واقفا". عندئذ إعترف لي: ان نهايته إقتربت مع انتهاء عهدة العملية السياسية التي تورط فيها، ولايريد أن يصبح " مت قاعدا" . وتمنى لو انه سيعمل بتشكيل تياره وكيانه الجديد والعمل على ترشيح منتظر الزيدي لرئاسة حكومة العراق حتى ولو تم ترشيحه من داخل سجنه. أستحلفكم بالله ماذا يمكن للمرء مثلي أن يرد على دابة سياسية لازالت تتمنطق بمنطق " الازلام" وتتطاول على أسمى رقاب العراقيين. مثل هذا جاء عبر شبكة الانترنيت الينا لاستطلاع رأي مثقوب بهذا الموضوع يخص منتظر وغيره،. ذاكرة الأزلام قصيرة ويعتقدون أننا نتناسى في محنتنا كل شئ ونتسامح وفق المصالحة التي يريدونها. فهذا المعتوه سياسيا يقول لي إنه أراد أن يرد جميلا لمنتظر الزيدي. وحسب قوله أيضا: بأن منتظر يستحق التوظيف في الدورة القادمة لمجلس القباقيب. ويعترف لمنتظر أيضا إنه قد حرره من كل أوهامه السابقة ببقاء أمريكا سيدة على العالم وتحكم بواسطته وأمثاله شعب العراق. لم اعلق على المسنجر لمثل هذه التفاهة لواحد من أزلام تنقرض مثل أزلام وخصيان العصر البويهي او السلجوقي . هذا المنطق يبشر به مثل هذا السياسي المعتوه؛ ويدعونا معه الى المطارحة الغرامية بحب العراق. يقول إنه أُدرك متأخرا بفضل صحوة حذاء منتظر في رأسه بعد سبات أعمى بكره العراق. ونسي ان منتظرا وغيره من الأحرار يعرفون مسبقا مواقعهم في صفوف العراقيين الاشراف. ويعلمون ان قبول أي منصب تحت حماية القوات الامريكية يعني لهم خيارا مرذولا وشيئا كريها فاما ان يصبح الانسان عبدا أو أداة أو حمارا لغيره. ولتوضيح الوظائف الاستعمارية للأزلام مثل تلك سأستعين بما قاله لي ذلك "السياسي" المعتوه المنسحب من العملية السياسية يوما وبنص إعترافه بنفسه وبعظمة لسانه " انه تورط فيها "، وانه بات يخاف تكرار تطبيق المصطلحات السياسية الجديدة المتداولة عليه وعلى أمثاله عندما وصفت مثل هذه النماذج التي تطوعت وهي تلهث وتجري خلف الدبابات الامريكية لتكون " عبيدا للاستعمار" يوم 9 نيسان 2003، حينها إعتبروا الغزو الامريكي "تحريرا" سيؤدي الى" إستعمار " للبلاد ، فاكتشفوا أن الاستعمار هو العكس، يعني الخراب والتدمير لما كان قائما من كيان البلاد وذبح العباد. وصار هو وأمثاله، بحكم وظيفة " الاستزلام" " عبيدا للإستعمار". وعندما إكتشفوا أن " التحرير " الامريكي للعراق، صار غزوا ونهبا ولصوصية وفسادا ومصطلحا اتفقت عليه الامم " إستدمارا "، كان هو وأمثاله يتسارعون لكي يكونوا معاول هدم للبلاد بيد الجرمين والقتلة واللصوص وسماسرة العملية السياسية، ليشكلوا ديكور الدمار الشامل، فصاروا برلمانا وحكومة وأحزابا ومليشيات وشركات ووزارات تُشكل مجتمعة " أدوات للإستدمار" في العراق . وفي الجهة المقابلة عرف العراقيون أن العصر الامريكي القادم لبلادهم يسمى أيضا بعصر " الاستحمار" فاستغربوا أن من بين " الازلام" من يغيرون جنس حيوانيتهم ويعلنون الاستعداد ليكونوا مطايا الغرباء وهم دائما في وضع المركوب فكانوا حميرا بإستحقاق ، لحمل مشاق المرحلة الاستحمارية تحت سرج الامريكيين في دروب العراق. يخشى محدثي الهارب من العملية السياسية القادمة من ان تكون الثانية كالاولى يعةد منها بخفي حنين نهاية هذا العام. ويخاف أن يوصف اما بالعبد الذلول أو المعول أو الحمار المرذول. قلت له أنتم إرتضيتم ذلك قبل وخلال وبعد الغزو، وينطبق عليكم مقولة الشهيد الراحل غسان كنفاني: " اخشى ما اخشاه ان تصبح الخيانة وجهة نظر". وحين انزعج محدثي من مواجهة الحقيقة قلت له دع منتظر لشعبه وخذ حصتك من الألقاب فكل النعوت التي كنتم تخشونها صارت نياشينا كالوشم على محياكم. ولكن الذي لم تسمعوه بعد هو إنكم قبلتم أن تكونوا أحذية رخيصة في مرحلة تقبل بها " الازلام" التحول الى " الاستحمار" ومنها الى " الاستحذاء" ، وصرتم قباقيب بائسة مُسيَرة تحت خطو العقب الحديدية، خاض بكم الغزاة جميع دورات المياه القذرة، وصرتم أدلاء بطرق وسخة يطوف بكم جنود المارينز المستنقع الآسن والماء الاسود والمجاري الفائضة. وليس امامكم بعد خروج " بلاك ووتر " وأخواتها الا ان تغرقوا بصمت في مجاري أمانة العاصمة ومزابل العراق. وفي مرحلة الاستحذاء لا يمكن للقبقاب أن يرفع طرقه أمام زمجرة وزئير حذاء منتظر المنتظر حرا بين أهله الأحرار.
#عبد_الكاظم_العبودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دور ثورة 14 تموز 1958 في دعم ثورة الجزائر وانتصارها
-
قراءة في ديوان -دموع الفرح- لعبد الوهاب حمو فخار
-
جذور مخططات تقسيم العراق في ملفات الاستعمار البريطاني
-
الوطن هم ثقافي أم منفى وجداني للحنين
-
ذكرى ابي الطيب عبد الرحيم محمود
-
صحوة كولن باول هل جاءت متأخرة
-
النوبليون ومحنة شعب العراق
-
-اسرائيل تحضر لضربة نووية محدودة في المنطقة
-
البعد الايديولوجي لليسار الاوربي التقليدي
-
دارفور الشجرة التي تخفي ورائها كل ضباع الغابة الافريقية
-
منظمات المجتمع المدني مساحيق بشعة على وجه ديمقراطي امريكي زا
...
-
تقاطعات الرحيل الى الازهر الغافي والمرجع المتعافي لا يصلح ال
...
-
رمضان وتكريس البغض الطائفي في العراق
-
بوش في الانبار يعيد لي ذكرى حكاية جدتي
-
القادمون على ظهر الدبابات الامريكية لا تمنحوهم -شرفا-... او
...
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|