العراق يقيّد حركة القوات الأمريكية - واشنطن بوست-ارنستو ليندونو -دارين دييونك

حسين خاني الجاف

الحوار المتمدن-العدد: 2716 - 2009 / 7 / 23 - 05:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ترجمة حسين خاني الجاف
قامت الحكومة العراقية بالتحرك لتقييد حركة وأنشطة القوات الأمريكية في قراءة جديدة للاتفاقية الأمنية العراقية الأمريكية التي مضى على توقيعها ستة أشهر، وهي الخطوة التي أذهلت القادة الأمريكان وأثارت المخاوف بشأن سلامة قواتها .
وفي رسالة مقتضبة صدرت عن قيادة العمليات في بغداد بتاريخ 2 تموز ،بعد يومين من احتفال العراقيين بانسحاب القوات الأمريكية إلى قواعد خارج مركز المدينة، طلب كبار القادة العراقيون من نظرائهم الأمريكيين " وقف كل الدوريات المشتركة " في بغداد . وقال القادة العراقيون إن ارتال التموين الأمريكية يمكن لها أن تسير في الليل وأمرت الأمريكيين "بإبلاغنا على الفور بأي انتهاك للاتفاقية ".
وتزامن التطبيق الصارم للاتفاقية مع تصريحات المسؤوليين العسكريين الأمريكيين في واشنطن بان الهجمات ضد قواتها تصاعدت من قبل الجماعات الشيعية المتطرفة التي تدعمها إيران والتي لم تستطيع أن تستجيب لها بشكل كامل . وقد دفع هذا مسؤول بارز في الاستخبارات العسكرية الأمريكية الى القول " اذا علم المتطرفون بتلك القيود المفروضة علينا".
وتعكس التعليمات الجديدة ، تصاعد التوتر بين الحكومتين ، وينظر القادة العراقيون بشكل متزايد الى الاتفاقية باعتبارها فرصة ليظهروا أمام مواطنيهم بأنهم يتولون زمام الأمور وان اعتمادهم على الجيش الأمريكي بدأ يتضائل ويتراجع .
الموعد النهائي لانسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية والقرى كان الأول من ثلاثة مراحل وفقا للاتفاقية ، حيث على الجيش الأمريكي أن يخفض حجم قواتها من 130000 إلى 50000 بحلول آب من العام القادم .
ووصف القادة الأمريكيون الانسحاب من المدن كالأنتقال من العمليات القتالية الى الاستقرار ولكن العديد من الكتائب القتالية بقيت في المدن ، واعربوا عن املهم بان بقاء هذه القوات للمشاركة في تدريب قوات الأمن العراقية،ومقابلة المخبرين السرين التي يمولونهم وحضور أجتماعات المجالس المحلية والإشراف على مشاريع الولايات المتحدة ومشاريع إعادة الأعمار.
وكتب قائد فرقة بغداد الجنرال دانيال بولغير، في رسالة عبر البريد الالكتروني حصلت عليها الواشنطن بوست جاء فيها " إن الأمريكيين تفاجئوا بالقيود الجديدة المفروضة على أنشطتها فهذا الأمر يتعارض مع روح وممارسة العمليات التي تمت في الأشهر العديدة الماضية".
واضاف بولغر قائلا "هناك بعض الفقرات فقدت أثناء الترجمة " . " نحن لن نخفي دورنا الداعم في المدينة . انا آسف لقيام السياسيين العراقيين بالكذب والنفاق والتلفيق ، فنحن لسنا مختفيين ولا ينبغي أن نكون كذلك ". فالقوات الأمريكية " تعتزم المشاركة في العمليات القتالية في المناطق المتمدنة لتفادي أو الاستجابة للتهديدات ، مع أو بدون مساعدة العراقيين" .
القادة في الجيش الأمريكي لم يصفوا، علنا وتفصيلا، الكيفية التي تمت فيها ترجمة الألفاظ المبهمة في الاتفاقية التي أعطتهم الحق في الدفاع عن أنفسهم. القضية أربكتهم لان القادة قلقون بان الاستجابة السريعة والقوية على التهديدات سوف تحرج الحكومة العراقية وتثير مزاعم انتهاكات الاتفاقية .
وأوضح مسئول أمريكي بان ألأعداد الكبيرة للمصابين جراء التفجيرات الانتحارية في المناطق الشيعية المرتبطة بتنظيم القاعدة في العراق والجماعات المتمردة السنية المتعلقة بها قد غطت على الهجمات المتزايدة التي يقوم بها المتطرفون الشيعة التي تدعمهم ايران .
المسئولون وافقوا على مناقشات العلاقات مع الحكومة العراقية والجيش ، والدعم الإيراني للمتطرفين بصورة سرية لان هذه القضايا تتضمن اشياء أمنية ودبلوماسية واستخابراتية . الجماعات الرئيسية الثلاثة عصائب الحق ، وكتائب حزب الله ، وكتائب اليوم الموعود كلها قد انبثقت من "جماعات خاصة " في جيش المهدي وهو ميليشيا شيعية متطرفة تعود لمقتدى الصدر، وهي التي روعت بغداد وجنوب العراق منذ عام 2006 , بتمويل وتوجيه من قبل قوى فيلق القدس التابع لحرس الثورة الايراني .
وعندما حاولت القوات الأمريكية ملاحقة قادة هذه المجموعات وتوضع خطة ضدهم ،واجهت جهودهم عراقيل وتسويف وإجراءات معقدة من قبل الجانب العراقي وفقا لما صرح به المسئولون الأمريكيون .
القادة العسكريون الأمريكيون قالوا بانهم في الشهر الماضي استجابوا لطلب الحكومة العراقية بإطلاق سراح احد المعتقلين المهمين والمدعو ليث الخزعلى . وهو قد اعتقل في اذار 2007 مع شقيقة قيس الذي يعتقد انه زعيم تنظيم عصائب الحق . الولايات المتحدة تعتقد بانهم مسؤولون عن مقتل خمسة من الجنود الامريكيين في كربلاء في ذلك العام .
المالكي ينتقد بين الفينة والأخرى تدخل الحكومة الإسلامية الشيعية في إيران في الشؤون العراقية . ولكنه أيضا يحافظ على علاقاته الوثيقة مع ايران ويقلل من إصرار الولايات المتحدة على تورط إيران بشدة ، من خلال فيلق القدس وفي مجال التدريب والسيطرة على المتطرفين الشيعية في العراق .
مسؤول في وحدة مكافحة الإرهاب الأمريكية قال إن الاستخبارات الأمريكية لم تلاحظ " زيادة ملحوظة في دعم طهران للمتطرفين الشيعة في الشهور الأخيرة "، ولا يزال مستوى الهجمات منخفض بالمقارنة مع السنوات السابقة . ولكن القادة الكبار في الجيش الأمريكي يصرون على إن إيران لا تزال تدعم المليشيات الشيعية والتي تركز هجماتها الآن بشكل حصري على القوات الأمريكية .
الهجمات استمرت خلال هذا الشهر بعد توقف قصير ، بما فيه الهجوم الصاروخي على قاعدة أمريكية في البصرة ليلة الـ 16 من يوم الخميس الذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وهذه الحدة التي اتسمت بها الهجمات الفترة الانتقالية قد أثارة امتعاضا وفقا لعدد من الجنود الامريكيين ، الذين قالو ان الثقة التي عبر عنها القادة العراقيين لا تتناسب مع كفاءتهم .
المتحدث باسم بولغر لم يذكر فيما اذا كان الجيش الأمريكي يعتبر الأمر العراقي في 2 تموز ساري المفعول . منذ صدورها تم تعديل بعض الاستثناءات . ولكن لا تزال التوجيهات اكثر تقيدا مما كان يامله الأمريكان وفقا للمسؤولين الأمريكيين ..
الجنرال هايدي براون المشرفة على الجوانب اللوجستية للانسحاب قالت بان القادة الأمريكيين والعراقيين قاموا بمناقشات مثمرة في الأيام الأخيرة حول هذا الموضوع .
وقالت هايدي في مقابلة أجريت معها الجمعة "كانت تلك الاجتماعات مثيرة للاهتمام ، واعتقد باننا قمنا بتسوية أي سوء فهم كان موجود منذ البداية".
وصرح احد المسئولين في الجيش الأمريكي بان القادة الأمريكيين والعراقيين الميدانيين مشوشين بشان التوجيهات . وأضاف المسئول بأنه قلق من عدم الوضوح الذي قد يؤدي إلى الجمود والمواجهة بين العراقيين والأمريكان .
وأضاف، مشيرا إلى بروتوكولات الدفاع عن النفس ونوع المهام التي لا يستطيع الأمريكيون إجراءها من جانب واحد،" أننا لا نزال نفتقر الى فهم مشترك والمضي قدما في جميع المستويات فيما يتعلق بمثل هذه الحالات" .
واضاف " انا اعتقد ان قادتنا قد تخلوا عن فكرة فيما اذا كان الجيش العراقي سيرحب بتنفيذ عمليات مشتركة برحابة صدر او لا " . "ومع ذلك ، اننا لا نزال مهتمين جدا، ونشعر بالقلق حول مقدرتنا في العمل بسرعة وفعالية لمواجهة التهديدات الارهابية ضد القوات الامريكية"

#حسين_خاني_الجاف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات