أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - متى يفهم الرئيس اليمني انه هو سبب هذه المشاكل ؟














المزيد.....

متى يفهم الرئيس اليمني انه هو سبب هذه المشاكل ؟


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2716 - 2009 / 7 / 23 - 05:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


في مقالة للرئيس نشرت مؤخرا في أحدى الصحف الرسمية بمناسبة الجلوس ( الغير محدود الزمن ) على كرسي الحكم في اليمن والذي تطرق فيه إلى طلب الحوار مع خصومه السياسيين ثم خروج قيادات المؤتمر الشعبي العام للترويج لهذا الطلب ولعرض منح المحافظات الحكم الكامل الصلاحيات بعد أن كانت واسعة الصلاحيات وذلك لتهدئه الحراك في الجنوب .

وأن كان هذا العرض يدل على الرئيس استطاع أن يستوعب حجم المشكلة ويخضع لها ويقدم التنازلات المريرة التي تتعلق بإرخاء قبضته على مقاليد الحكم ، فأنه ورغم ذلك لا يمكن الجزم بقرب انتهاء المشاكل العاصفة التي تمر بها البلاد إذ أن الأمر لا يتعلق بالعرض والقبول وحسب ، بل يجب أن تسبقه إعادة بناء الثقة المفقودة بين الشعب وبين رئيسه الذي نادرا ما يفي بعهوده ، ولعل من لا يصدقني أو مازال في قلبه مثقال ذرة من تصديق لما يعد به الرئيس أن يتجول في موقع اليوتويب ويبحث عن الوعود التي نثرها الرئيس في حملته الانتخابية أو في تلك الخطابات المكررة والتي يمر عليها سنين طويلة دون أن تنفذ بل لا نجد إلا تكرار لتلك الوعود وبطريقة كاريكاتيرية معتمدا في ذلك على ضعف ذاكرتنا وسماحة أخلاقنا وعلى البسطاء الذين منحوه ثقتهم .

مسألة الثقة هي مسألة مهمة وعميقة ، أما الشعارات والوعود الزائفة فهي مرحلة تجاوزها الزمن ، والعقل اليمني صار أكثر تفهما ومقدرة على توقع القادم من خلال الأحداث ومن خلال أيضا كل حرف يدلي به الرئيس ، لذا ما الذي سيجعل الجنوبيون الغاضبون أن يصدقوا وعد الرئيس هذه المرة بعد أن خذلهم قبلها ملايين المرات وسمح لرفاقه في الحكم في العبث في كل شيء دون أن يحرك ساكنا ، لأنه أن تصرف بمسئولية وباعتباره رئيسا على كل اليمنيين آنذاك لما حدث ما نراه الآن يجري في الشارع .

الجرح غائر وكبير ، وعلينا أن نعترف أنه ثمة انفصال حقيقي بين شعب كان يعتقد أنه واحد حتى وأن لم تظهر براميل الحدود ، وأن هذا نتيجة لتصرفات رعناء وغير مسئولة من عصابات الفساد المهيمنة والتي تعمل تحت مظلة الرئيس مباشرة والتي يقوم بحمايتها ويرفض إيقاف نهمها لأسباب مجهولة ، ويكذب كل من يقول أن الرئيس يملك منجزات عظيمة غير إفشاء ثقافة الفساد وتضخيم دور القبيلة وضعف الدولة وانعدام هيبتها ، لأن هذه الأمور هي من تمس حياة المواطن وهي من تجعله يقيم ماذا فعل الرئيس وكيف أنجز ، أما هذيان أعلام اللوزي أو تجمع يقوم به بعض الوزراء في المؤتمر الشعبي العام لإقامة حلقة ذكر في عظمة وقيادة هذا الرئيس ، فهي باتت في محل التهكم من قبل المواطن العادي ، لأنه يرى أنه هنالك عالمين في اليمن منفصلين تماما ولا توجد أية علاقة بينهم ، عالم الرئيس وحاشيته التي تبتهل وتسبح بحمده وتنفخ في ذاته ، وعالم الإنسان المسحوق والكادح الذي يخرج في مظاهرات يعلم أن احتمال عودته إلى البيت حي يرزق هو احتمال ضعيف ، ومن هزلية الأمور أن تصور هذه المظاهرات بأنها لا تعبر إلا عن من فقدوا مصالحهم ، لأنه لا عيب أن أخرج متظاهرا في حال فقدت مصلحتي في إيجاد سكن أو وظيفة أو لقمة عيش تقيني ذل السؤال ، فكل ناقم وكل متظاهر وكل مطالب بالانفصال فقد مصلحته في هذه الحياة ، ومن حقه الطبيعي أن يناضل لاستعادة تلك المصالح التي كانت موجودة قبل الوحدة .


الرئيس في مأزق ، وأحسب أن لا أحد يتعاطف معه ، وهذا المأزق ليس مرتبطا بما يحدث في الجنوب فقط ، بل هنالك صعدة تلك المشكلة المستعصية وهنالك القاعدة التي تعمل بصمت ، وهنالك الثلاثي الخطير المكون من الفقر والجهل والمرض ، وهنالك الفساد والبطالة والمجاعة القادمة ، وكل هذه الأمور هي حصيلة حكمه التي تجعلنا فعلا نتساءل أن أية منجزات يتحدثون وأين نستطيع أن نجد هذه المنجزات .
والرئيس الذي بلغ مرحلة الترف المادي والمعنوي والانفصال التام عن الشعور بمعاناة المواطن العادي لا يستطيع أن يستوعب حجم المشكلة والألم التي تمر بها الأسر اليمنية ، فهو لم ولن يقدر أن يفهم ما هو المزعج والمذل حين تذهب أسرة قادمة من الريف إلى أحد المستشفيات طالبة العلاج فلا تجد حتى قطعة القطن بشكل مجاني بل تجدهم مفترشين ساحة المستشفى لعجزهم عن دفع رسوم سرير داخل المستشفى ، هذه المعاناة وهذا الألم وهذا القهر لو شعر الرئيس ولو بجزء يسير منه لرأينا تغيرات جذرية لحل هذه المشكلة الغير أخلاقية التي تتاجر بمرض وألم الناس ، لكن الرئيس قرر أن ينعم بالثروة وبالرفاهية وطبعا بالعلاج في المستشفيات الأوروبية وترك هذا الشعب لمصيره تعبث به العصابات والأيادي الملوثة >

مما يجعلنا أخيرا نضع سؤال فعلي وحقيقي حول مدى مقدرة مثل هذا الرئيس على أن يجد حلول جذرية وفعليه لكل هذه المشاكل التي لا يمكن حلها إلا بتكاتف حقيقي بين كل أطراف هذه المشاكل وعدم وضع أية عقبات أو شروط مسبقة وأن يتخلى عن عقلية أنه الرئيس الهمام والمنحة السماوية التي نزلت على هذا الشعب وعليه أن يؤمن بأنه مجرد إنسان عادي أثقلت أخطائه كاهل الوطن وأنه هو وحده المسئول عنها وهو أيضا القادر على حلها أن أراد .



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستنزع ايران القناع عن وجهها
- اين العدالة الدولية عن مجازر الجنوب في اليمن
- لا أعبث ...ولكني أعشق الحياة
- بين تقديم الروح فداءً للوحدة اليمنية وعدمية المعارضة .
- في اليمن اما الكي او بتر العضو الفاسد
- كيف تكون إنفصاليا حتى النخاع ووحدويا جدا في آن معا ؟
- ترانيم ليست في محلها
- نجل الرئيس ...مرتشي
- نعم لمفاخذة الرضيعة
- رغم المصالحة إلا أنها اسوء قمة عربية
- عزل دول الأعتدال العربي أمر في غاية الأهمية .
- كم تبلغ قيمة حذاء الصحفي منتظر الزيدي
- شكرا مصر
- مواقيت مشبوهة
- ما هي اليمن بالنسبة لإسرائيل ؟
- في بلاد الديمقراطية ، تضامنا مع اليمنيين الذين غيروا دينهم
- من الرائع ان تبقى عروبيا
- اشياء اود أو تعرفيها
- بعد ثلاثون عاما .....من صفات الديكتاتور ان يزداد يدكتاتورية
- على اللقاء المشترك أن يحدد موقفه من موجود ميليشيات دينية


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - متى يفهم الرئيس اليمني انه هو سبب هذه المشاكل ؟