حوار مع حيوان زاحف

كريم الثوري

الحوار المتمدن-العدد: 2715 - 2009 / 7 / 22 - 05:30
المحور: كتابات ساخرة
    

ذكر مصدر في محافظة البصرة أن حيواناً زاحفاً يخرج ليلا ،قتل اكثر من 40 طفلا بناحية العز 50 كم شمال قضاء القرنة بمحافظة البصرة ، وتشير بعض الأوساط الشعبية الى أن الأمريكيين هم من جلب مثل هذه الزواحف
تلقفني الخبر فقررت أن أواجهه وجها لوجه بعد أن عجز شباب القرية ورجالها عن ذلك ، وبعد الإستدلال على مكان الجريمة ، قررت المبيت هناك وأنا اداري خوفي من مواجهته ، سيما أنه قد تحول لغزاً مُخيفاً يخشاه الجميع.
إستعذت بالله من الشيطان الرجيم ورحت أردد ما حفظته من قصار السور القرانية والمنجيات السبعة وجعلنا من بين ايدهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يُبصرون حتى أخذتني إغفاءة صاحبتها كوابيس ، حينها ظهر الحيوان الزاحف فمررني بسوط ذيله الطويل حتى نبتت أشواكه بحاسة البصر ، فنهضت مسعورا قبالة تكشيرته المُقززة فبادرته التحية:
- أنت إذن منتهك براءة الطفولة؟
- ومن غيري أيها الصعلوك الجرىء ،أراك قد جئت بقدميك لمُنازلني
- نعم وسأقطعك 40 قطعة نيابة عن أربعين طفلا قتلتهم
- وستكون أنت الواحد والأربعين
- لماذا تفتك بالطفولة ؟ الا تستحي من نفسك؟
- ولماذا أبقيهم أحياءاً ؟ إن كانت في القرية حياة؟
- ماذا تقصد؟
- هل تعرف شيئا عن أحوال ناحية العز في البصرة؟
- لا ولكني سمعت بالخبر فتطوعت لمواجهتك .
- هذه القرية خارج دائرة الحياة بالكامل ببشرها وحيواناتها وأرضها البور؟
- وهل هذا مسوغ لا رتكاب جريمتك؟
- هل مرت عليك أيام لم تجد ما تأكله أو تشربه؟
- نعم وكنا نأكل حتى الأفاعي والضفادع ونشرب ماء المستنقعات المُر .
- وكيف تلومني بعد ذلك؟
- وهل أنت محاصر لهذه الدرجة؟
- صدقني حينما كنت أنال من الأطفال، لم اجد فيهم ما يؤكل ، لقد كانوا جلودا وعظاما...
- لكننا لم نسمع بك من قبل ، حتى في ثلاثينيات واربعينيات القرن الحالي حينما كانت الأوضاع أكثر سوءاً
- وانا كذلك ، فأشكالكم غريبة لم أعهدها من قبل
- ماذا تقصد؟
- لا أدري ، وكأن الأرض ليست هي التي تربيت عليها وكذلك البشر والهواء والطبيعة والشمس والليل.....
- إذن من أين جئت؟
- جاءوا بنا بطائرات وبواخر ودربونا أشهرا حتى تعودنا هذا الطقس اللعين
- من جلبكم بالطائرات كما تدعي؟
- وهل يٌسأل الحيوان مثل هذا السؤال ؟ إنها مسؤولية البشر من اولي الحل والعقد؟
- ولكن لماذا تهاجموننا بهذه الوحشية؟
أسال من يقتل الطفولة وهو من جنس سلالتكم وأنتم تنعمون بالخيرات
- تقصد الإرهابيين؟
- حسب علمي الحيواني ، أنتم القتلة الحقيقيون لطفولة العراق ، أما أنا ، فالجوع دفعني لأفعل مافعلت ، فمن هو الحيوان منا؟
- نعم لدينا نصف حيواني بأجسادنا ، يتضخم كل يوم حتى احتل مكان الإنسان فينا
- لكونك اعترفت بالحقيقة ، سأطلق سراحك ، ولكن بلغ ذوي الشأن والحسب والنسب من السادة والعوام ، أن يهتموا بالحيوانات ،ويوفروا لهم سُبل الحياة والإ سيشهد العراق ثورة حيوانية كبرى هي ثورة الجياع وسنحرق الحرث والنسل فنحن لم نتعود القحط والإهمال.... هيا اغرب عن وجهي..

#كريم_الثوري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات