|
لمصلحة أية أجندات سياسية توظف منظمات التطرف الآصوليةالإسلامية في الصومال ؟
سيمون خوري
الحوار المتمدن-العدد: 2715 - 2009 / 7 / 22 - 06:51
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
عندما عبرت بعض القطع البحرية الإسرائيلية ممر قناة السويس الدولي ، سارعت العديد من وسائل الاعلام الفضائية العربية ( المتأسلمة ) ومعها حشد من ( الصحافيين ) الذين كانوا سابقاً ولا زالوا يترحمون على دولار صدام ، بعد أن حل مكانه دولار الفقية ، بأن هدف التحركات الإسرائيلية هو ضرب القدرات النووية الإيرانية ..؟ . وبعضهم شن حملة شعواء على النظام المصري متناسياً أن قناة السويس تخضع لإتفاقيات دولية مثل ممر البوسفور ، وقناة بانما ، ومضيق هرمز. ورغم أن التجربة الإسرائيلية في ميدان العمل الإستباقي عادة تخضع الى أعلى المستويات من السرية . وغالباً بعد إتمام العمل أو الهدف ، يجري الإعلان عنه رسمياً أو تسريباً . كما حصل سابقاً في ضرب مواقع الأنشطة الاولية النووية في العراق ، أو ضرب بعض المواقع السورية في الشمال . أو طريق السلاح الى غزة في عقر دار النظام السوداني الذي لم تكن لديه أية معلومات متوفرة حول ذلك ، وحتى العديد من مسلسل العمليات العسكرية الإسرائيلية الخاصة . إلا أن جهابذة التحليل المؤدلج لصالح سواء منظمات التطرف ( الاسلامي ) أو الإيراني أمعنت في ممارسة سياسة تجهيل المتلقي للمادة الإعلامية . فالصحافة تعني توخي أكبر قدر ممكن من المصداقية والحيادية . وعادة في العمل الإعلامي ، يخضع الخبر الى عملية جراحية ( تفكيك ) وإعادة تركيبه ، بعد نشره في حال صحته . وهوما يعرف بتشريح الخبر وقراءة ما بين السطور ، دون اللجوء الى التحليلات المتسرعة . على طريقة أصحاب الفتاوي الإعلامية الجاهزين لكل سؤال وجواب . الذين إستبدلوا لندن مربط خيلهم بعواصم البترودولار الخليجية . أولاً ماذا حصل ؟ قبيل إنعقاد قمة عدم الإنحياز في منتجع شرم الشيخ المصري ، عبرت عدة قطع بحرية إسرائيلية ممر قناة السويس وبعضها كما قيل يحمل صواريخ متطورة أو نووية ..الخ . وعلى الفور بدأت التصريحات والفتاوي الإعلامية مما يطلق عليهم المحلل الإستراتيجي أو الخبير بشؤون ( كذا ..) أن هدف هذه التحركات هو الإعداد لضرب إيران الثورة ..؟ والمراقب العادي لتطور الاوضاع في إيران يدرك أن ما حصل في إيران من تظاهرات، تجاوز سقف الأهداف السياسية التي يرفعها الموسوي أو غيره . فقد تجاوز الشارع الإيراني حتى المعارضة الرسمية . وبدل الطلب بتغيير الحكومة أو الإصلاح، أصبح الشعار المطروح هو تغيير النظام برمته . وهذا هو الشرخ الكبير أو الصدع الذي أصاب نظام ولاية الفقية في الصميم . وفي كافة الدوائر العالمية وصناع القرار العالمي لم تعد المشكلة لديهم من هو الرئيس الفعلي في إيران ، بل عواصم عديدة تناقش الى أين تسير إيران في مرحلة ما بعد الخامنئي . وبالتالي فإن أي عمل عسكري خارجي من شأنه إعادة توحيد الجبهة الداخلية الإيرانية خلف أحمدي نجاد عدا عن عواقب ونتائج العمل العسكري على كافة الصعد الإقليمية والدولية . وواشنطن وأكثر من عاصمة أوربية ليست جاهزة لتحمل أعباء ونتائج من هذا النوع . لكن هذا لايمنع من تكشيرة أسنان في مواجهة الإبتسامة الصفراوية . لنعود قليلا الى الوراء من موقع تنشيط الذاكرة السياسية لبعض الذين إعتادوا على التصفيق السريع أو العويل والصراخ . قبيل ( الإنتخابات ) الإيرانية الأخيرة ، وحرب غزة الذي جاء على خلفية طلب إيراني لخلط الاوراق في المنطقة ، شكل لبنان وفلسطين أحد أهم ساحات كسر العظم الإيرانية في مواجهة الطلب الدولي لوقف الأنشطة النووية الإيرانية. من موقع الحصول على مصادقة دولية حول الدور الإقليمي الإيراني في الشرق الاوسط ، كلاعب وكطرف رئيسي في رسم سياسات المنطقة . ومع بداية تراجع الملف اللبناني والفلسطيني لإسباب ليس هنا مجال الإشارة اليها الأن ، إنتقل ملف المواجهة الساخنة الى منطقة الخليج لاسيما مع دولة الامارات والبحرين وحتى السعودية، والتهديدات الايرانية لكافة بلدان الخليج عموماً . بيد أن هذا لم يكن ليخفي طبيعة الأنشطة الإيرانية التي تجاوزت حدود ما تطمح اليه من دور في منطقة الخليج ، وذلك وصولاً الى البحر الاحمر . والعديد من المراقبين وكذا وسائل الإعلام الدولية تدرك ولديها من المعلومات التي تشير الى أن نظام الفقية كان قد قرر فتح جبهات بعيدة عن حدوده وتفجير حروب صغيرة ، لوضع سواء إدارة أوباما الجديدة أو المجتمع الدولي أمام واقع سياسي جديد . وهذا يعني نقل الحرب الى خليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر . بواسطة وكلاء محليين يتولوا مهمة تنفيذ أهداف سياسية لإهداف غقليمية إيرانية. وبالتالي فقد شهد البحر الحمر في الفترة الأخيرة إهتماما إيرانيا متزايداً من خلال تحسن العلاقات الإيرانية مع إرتريا .( زيارة الرئيس أسياس أفورقي الى إيران في مايو / ايار من العام الفائت) وأسفرت عن توقيع ( إتفاقية تفاهم ) بين البلدين . وفي المؤتمر الصحفي للرئيسين نجاد وأفورقي أشارا الى تلاقي وجهات نظر البلدين حول القضايا الإقليمية وسبل التصدي للهيمنة ..؟ كما أسفرت عن توقيع عقد نفطي تقوم بموجبه إيران بالإشراف على مصفاة ميناء عصب . في البداية إعتقد بعض المراقبين أن الاتفاق هو تعبير عن مصالح إقتصادية مشتركة ؟ لكن فيما بعد تبين أن الإتفاق كان مجرد وضع قدم إيرانية نحو غزو بقية البلدان الإفريقية وبأجندات سياسية ذات طابع يؤدي الى خلخلة الوضع السياسي العام في أكثر من دولة . سواء تلك المطلة على البحر الأحمر أو الداخل الأفريقي .من خلال ما يسمى بفيلق ( القدس ) . وعلى ضوء تقارير المعارضة الأرترية فإن الهدف الإيراني تمثل في محاولة الدفاع عن نظامة من خارج حدوده . رغم أنه من حق أية دولة الدفاع عن سيادتها . لكن ليس من حق أية دولة إثارة النزاعات والفتن الطائفية ، وتقويض البلدان الاخرى على طريقة بوش الأبن . بل أن الدور الإيراني هنا هدفة بالضبط زعزعة الإستقرار الهش الذي تعيشة العديد من البلدان الإقريقية وتحويلة الى حرب أهلية الخاسر الأكبر فيها الأبرياء . تحت يافطة تطبيق الشريعة الإسلامية ..؟ وهذا ما حصل في الصومال . طبعاً ليس دفاعاً عن حكومة الشيخ شريف شيخ أحمد ، الذي يدرك الجميع طبيعة المصالح التي جاءت به الى السلطة ، بل لأن العامل الإيراني هنا تدخل من خلال حركة شباب المجاهدين والحزب الاسلامي وبمساعدة أرتيرية في مواجهة حكومة الشيخ شريف . المشكلة هنا ، أن هناك توجهاً إيرانياً عبر التنسيق مع منظمات التطرف الإسلامي لخلق قواعد طالبانية جديدة ، في وقت تعاني فية القاعدة الرئيسية من ضعف وتفكك بعض بنيتها في أفغانستان والعراق وحتى باكستان . والبدائل العملية هما الصومال واليمن إضافة الى دعم بعض القوى المعارضة للنظام السياسي الحاكم في اليمن .( بغض النظر عن التقييم السياسي للنظام اليمني ) عن طريق المساهمة بتأمين وصول عناصر من طالبان الى القاعدة الجديدة في اليمن . وفي الوقت الذي تبدو فيه البلدان العربية المطلة على البحر الأحمرعاجزة على مواجهة الإختراق الأمني الإيراني لأمن البحر الأحمر. وعاجزة أيضاً على مواجهة منظمات التطرف الديني ، فإن هذا العجز عملياً يجري توظيفة لصالح تعزيز هيمنة التطرف الديني في الصومال ، وبدوره يخدم هذا العنف الأهداف الإسرائيلية في تحويل البحر الاحمر الى بحيرة إسرائيلية ، أو تدويلة كما يشار في بعض التقارير الدولية كأحد النتائج المحتملة لتزايد عمليات القرصنة البحرية ، والتي يعتقد بتورط بعض القوى السياسية الإسلامية ( غير الصومالية ) في نشاط القرصنة. عدا عن دور شركات التأمين البحري الهادفة الى رفع الأسعار العالمية . وبالتالي الجميع وجد ضالتة بإستخدام المنظمات الإسلامية لتحقيق أغراضه ومصالحه بواسطتها . على قاعدة أعداء الأمس حلفاء اليوم ، ( السودان – ارتيريا – إيران ) وهي عمليا ينطبق عليها الوصف الذي أطلق سابقاً على ( صبري البنا ) المعروف بأبو نضال بأنه ( مسدس للإيجار ) . وعلى كل حال في الثمانينات سبق وجرى تلغيم البحر الاحمر، دون أن يعلن أحداً عن مسؤليته . ولتذكر أيضاً جيداً الخلاف اليمني – الإرتيري حول ملكية بعض الجزر الإستراتيجية في مضيق باب المندب . وعمليات تهريب الاسلحة الجارية للعديد من منظمات الارهاب ، وحتى تجارة المخدرات . لهذا أدت الحرب الناشبة والمستعرة في الصومال بين القوات المدعومة من أرتيريا – إيران وبين القوات الحكومية ، الى فتح الأعين مجدداً حول الخطر الناجم عن سيطرة حركة شباب المجاهدين على سلامة الملاحة الدولية في البحر الأحمر . وعلى إحتمالات تحول الصومال الى أفغانستان جديدة في القرن الافريقي . وإذا تذكر القارئ جيداً تلك الإتهامات التي وجهت سابقاً للرئيس أسياس أفورقي حول علاقاته ببعض أطراف الصراع العربي – الإسرائيلي ، عندها يمكن فهم معنى معادلة التحالف الأرتيري – الإيراني – والتطرف الآسلامي . وبصيغة واضحة فإن منظمات التطرف الإسلامي تحولت الى آداة في خدمة المصالح الإستراتيجية الإسرائيلية والإيرانية معاً . وفي ظل غياب خطة عربية واضحة من البلدان المطلة على البحر الأحمر لمواجهة الأخطار الناجمة عن تغلغل الارهاب والأصولية الإسلامية في القرن الأفريقي ، وشواطئ البحر الآحمر . يصبح من المنطقي أن يملاْ الفراغ الناشئ قوى أخرى سواء محلية أم دولية وهذا بيت القصيد .
#سيمون_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا لا تجلد فرنسا المنقبات
-
لماذا لم يعلن الجهاد المقدس ضد الصين ؟
-
لا.. لحملات الإعدام في إيران نعم ..لحق المواطن في المعارضة
-
على هامش قمة الثمانية بين خيام المنكوبين وخيمة العقيد ومدن ا
...
-
سوريا .. والعودة المتدرجةالى مثلث القرار العربي
-
مؤتمرات تشتيت الشتات ومهرجانات لإتحادات جاليات بالجملة
-
هجرة أم فرار غير منظم من الاوطان
-
هل تعيد القاهرة بناء خارطة سياسية فلسطينية جديدة ؟
-
لماذا لا يتمسك المفاوض الفلسطيني بدولة كل الشتات ؟
-
مؤتمر حركة فتح السادس ومهمات التحول من مفهوم الحركة الى حزب
...
-
هل نتنياهو كذاب..أم ..؟
-
النرجسية في العمل السياسي والاصل الاغريقي للمصطلح
-
لماذا تراجع اليسار اليوناني في الانتخابات الاوربية
-
نحو حزب إشتراكي فلسطيني
-
حقيقة ماحصل في أثينا
المزيد.....
-
سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي:
...
-
أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال
...
-
-أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
-
متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
-
الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
-
الصعود النووي للصين
-
الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف
...
-
-وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب
...
-
تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|