أحمد الجنديل
الحوار المتمدن-العدد: 2715 - 2009 / 7 / 22 - 06:48
المحور:
حقوق الانسان
مع شيء من الإنصاف ، يمكن القول بأنّ قضية حقوق الإنسان كانت ولا تزال ، من أهم الأهداف النبيلة التي تسعى أمريكا إلى تحقيقها سواء كانت هذه القضية داخل أمريكا نفسها أو خارجها وعلى امتداد أرض الله الواسعة .
لقد دلـّت الأحداث بأنّ دولة عظمى كأمريكا لا يمكن أن تتساهل بتحقيق هذا الهدف النبيل والتي تفرضه حضارتها العريقة وأخلاقها الرفيعة ، لهذا دأبت على التعامل مع هذه القضية بشكل نموذجي رائع ، كي تبرهن للعالم أجمع أنها أم الحضارات ومن دهاليزها تتعلم دول العالم وشعوبها كيف يحترم الإنسان ؟ باعتباره أثمن رأسمال في هذا الكون .
ومع شيء من الإنصاف ، يمكن القول بأنّ أمريكا العظمى تعاملت في هذه القضية مع كلّ بلدان العالم ، ولم تسلم دولة واحدة من عطائها السخي في هذا المضمار . فعلى صعيد الداخل أعطت درسا بليغا في احترام حقوق الإنسان حيث سياسة التمييز العنصري الذي كان السمة البارزة من سمات الحكم فيها ، حتى وصل الأمر بها أن أبعدت الفئران والقطط عن مختبراتها وأبدلتها بالمواطن الزنجي ، ووفقا من قناعة مفادها ، إن الفأر أغلى من رأس الزنجي الأمريكي . والذي يعرف ماحدث للزنوج الأمريكيين 1953 والأعوام اللاحقة يدرك حجم الخزين الإنساني الهائل الذي تحمله أمريكا في جيوبها. وعلي صعيد خارج أمريكا، فالمسالة تحتاج إلى خبراء لتصنيف مجمل الأفعال التي مارستها الإدارة الأمريكية تجاه دول العالم ، فقد تعاملت في حربها مع فيتنام بنيَة خالصة لوجه الله ولم يخدش أي فيتنامي واحد حتى بكلمة نابية ، وعلى مدى سنوات الحرب معها ، وتعاملت مع اليابان بان أهدت لها باقتين من الورد لازالت رائحتيهما تملأ أنوف اليابانيين. ومع دول أمريكا اللاتينية تعاملت بطريقة وبما ينسجم وسمو أخلاقها ولا تزال هذه الدول تجني العطاء الذي منحته أمريكا لها ففي نيكاراغوا وغرينادا وبنما وغيرها من الدول الكثيرة أبدت أمريكا صرامة في احترامها لحقوق الإنسان .
ومع شيء من الإنصاف لابد من التأكيد على حقيقة إن هذا العطاء الإنساني السخي ظهر بشكل واضح وعميق في تعامل أمريكا مع العرب على وجه الخصوص ، فالمواقف الإنسانية النبيلة واحترام مبادئ حقوق الإنسان قد وصلت إلى فلسطين ولبنان والسودان واليمن والعراق وكل الدول والشعوب العربية والمجازر التي حدثت وتحدث على ارض العرب خير شاهد على هذا العشق الأمريكي في حقوق الإنسان . ففي السودان نظرت أمريكا إلى شعبه وأدركت انه يعاني من شحَة الدواء فقامت بإرسال شحنه دوائية دمرت من خلالها مصنع الشفاء للأدوية . وفي العراق لم يحرم بيت عراقي واحد من درس واضح لاحترام حقوق الإنسان ، والأطفال في العراق أدركوا جيدا أن ماتفعله أمريكا في بلدهم لايختلف عمَا يفعله أباطرة هوليود في صنع الأفلام المزيفة .
ومع شيء من الأنصاف لابد أن نصفق جميعا لأمريكا ولحقوق الإنسان .
ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
#أحمد_الجنديل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟