|
من مظاهر إنحسار الرقي العربي والاسلامي في بلدان اللجوء
حامد حمودي عباس
الحوار المتمدن-العدد: 2713 - 2009 / 7 / 20 - 10:26
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
انها واحدة من العلامات الدالة على درجة ( الرقي الحضاري لامتنا المجيده ) ، تلك المظاهر التي تردنا ملامحها من خلال اخبار ما يفعله المهاجرون الى بلدان قررت قبولهم كلاجئين من ظلم اوطانهم الاصليه .. ففي بلدان المهجر واللجوء ، نسمع يوميا انباء تنقل لنا ( طيبات الافعال ) يقوم بها جمع ليس بالقليل من ابنائنا البرره ، ليثبتوا للعالم من خلالها بأننا مصرون على ان نبقى كما نحن ، لا نجيد التعامل مع حيثيات الحضارة من حرية ، ورقي في التعامل الانساني ، والكياسة في التصرف ، والحركة المنظمة ، ومحاكاة الانظمة المتطورة في كل شيء . الاخبار المتواتره تنقل لنا في كل لحظة ، تلك المواقف المخزية لشريحة واسعة من العرب الوافدين على بلدان اللجوء ، والمصيبة الكبرى هي انهم حين استجدوا ذلك اللجوء كانوا متحمسين للعيش في كنف بلدان توقعوا منها بانها ستحميهم من شضف العيش وتمنحهم حريتهم المفقوده ، وهكذا فعلت معهم تلك البلدان ، غير انهم لم يكونوا أوفياء معها ومع شعوبها المضيفه . اوروبا لم تسمع يوما بأن هناك معركة تسمى بمعركة ألطف قد حدثت قبل مئات السنين بين رمز من رموز بني هاشم والامويين على ارض كربلاء ، وشعوب اوروبا لم يكن في نيتها أن تحيي ذكرى تلك المعركه ، وأن تلطم الصدور وتدمي الهامات بالسيوف على فقدان ابن بنت رسول الله ، حيث ان المسلمين انفسهم هم من قتلوه وسبوا عياله وفتكوا بانصاره ، وليس لاي شعب من الشعوب الاوربية ذنب في تلك الواقعه .. المسلمون الشيعه ، كان في نيتهم دائما أن يجسدوا احداث معركة الطف في كربلاء ، وهموا بشراء بعير ليركبه احدهم ويمثل دور علي ابن الحسين ابن علي ويجوب حدائق الهايد بارك في لندن ، عله يستدر دموع الانجليز ، ومن يدري ؟ .. فقد يحثهم ذلك المنظر على اعتناق الاسلام والانتماء الى المذهب الشيعي بالذات .. في حين برع اخواننا السنه في اقتناء اضخم أجهزة مكبرات الصوت لنقل اجواء خطب الجمعه على الهواء مباشرة رغما عن انوف شعوب لم تعتد الضجيج ، ولا تعرف للصخب من سبيل ، وتمنع اعرافها وقوانينها الاضرار بالغير والتشويش على ادمغتهم واقلاق مضاجعهم وتهديد مرضاهم . وتقول الاخبار ( المسره جدا ) عن أحوال بني يعرب وأحفاد عدنان وقحطان الاشاوس ، والمهاجرين الى بلدان العالم الاول ، كيف انهم يفتخرون بانهم يتسببون بالاخلال بالنظام العام للمرور حينما لا تكفيهم ساحات المساجد لاداء صلوات الجمعه ، فينتشرون على الطرقات الخارجيه غير آبهين باعتراض الماره ، ولا بتحذيرات الشرطة ( ألمؤدبة حتما ) وغير الشبيهة باجراءات شرطتنا الوطنية حينما تعترض على سلوك ما .. وقد اقترحت اجهزة الشرطه في احدى العواصم الاوروبية على المصلين بأن يتكرموا على الناس وينقلوا موقع صلاتهم الى احد الملاعب ليكونوا في مأمن من مضايقة الآخرين ، ولم يقولوا لهم بأنهم يضايقون الآخرين باعتراضهم للسير وقطع سبل المرور .. عندها قامت قيامة المؤمنين على تقديم هذا الاقتراح ، ولولا رعاية الله وحفظه لاستلت السيوف من أغمادها وتقدمت جحافل المجاهدين في سبيل الله لاقتحام معاقل الكفر والقضاء على منابع الرذيله ، وطبعا في بلدان الاعاجم وليس في بلدان ترفع فيها أسماء الله الحسنى من الدول المسلمه ، فهناك حتما سيكون الرد من نوع آخر ، رد تلقم فيه الافواه بالحجر ، وتطمر فيه الاجساد خلف جدران السجون حتى تتعفن . وتقول الاخبار بأن أحد اللاجئين العرب ضبط وهو يزرع نبات القنب في حديقة داره بهدف انتاج الحشيش .. وتقول أيضا بأن آخر هرب الى بلاده بعد أن اغتصب طفل من مواطني البلد المضيف فاضطرت حكومته الى تسليمه الى تلك الدوله ، وأن حوادث كثيره راحت ضحيتها نساء طلقهن أزواجهن ( بالحلال ) طبعا ليتمتعوا برغد آخر ومن نوع آخر ، وأن نوع من هذا الطلاق يسمى بالطلاق الكاذب ، حيث يعمد من خلاله ضعاف النفوس باستغلال رقي القوانين الاوروبية في رعاية المرأة المطلقه وحماية أطفالها ليزيدوا من تخصيصاتهم ومصاريفهم من جيوب شعوب هي لسيت شعوبهم .. وتقول الاخبار بأن العديد من اللاجئين الغيارى على دينهم والحريصين على المحافظة على تقاليدهم ( التحفه ) ينشطون في محاربة السنن التي وضعتها تلك البلدان بهدف تغييرها لصالح سنن الامة المجيده ذات الرسالة الخالده ، وصاحبة الفضل العظيم على باقي الامم ، وأن الاجهزة المعنية بتنظيم شؤون الحياة هناك لا تفعل غير أن تلتمس من هؤلاء الهدوء والسكينة واحترام قوانين البلد .. لم يظهر أحد ممن تنعمت عليهم قوانين احترام حقوق الانسان من شيوخ الفضيلة علماء فقه الامه ، والذين قبلت الدول الاوربية لجوئهم اليها حينما رسمت لهم حكوماتهم الوطنية دروب الهلاك ، لم يظهر أي واحد منهم من خلال وسيلة للاعلام المرئي وهو يشكر تلك الدول على حسن الضيافة ومنح الحمايه ، بل جميعهم شتموا وتوعدوا ونالوا من الرؤساء قبل المرؤوسين ، وجميعهم تناسوا بفضل نظام الحرية المحيط بهم أنهم في بلدانهم لا يطيقون سب حمار القاضي فضلا عن شتم وزير . لقد وصف لي أحد المعارف حرجه وهو يرى أخاه يستقبله في احدى المطارات البريطانيه ، فقد دخل ذلك الرجل صالة الاستقبال والانظار جميعها شاخصة اليه بتوجس وخوف ، انه نسخة مطابقة تماما لتلك الشخصيات التي رأيناها في فلم الرسالة كما قال صاحبي ، ثيابه قصيرة بشكل نشاز ، ولحيته تنتشر على وجهه بلا انتظام ، ومداسه يخط به بعصبية على الارض وهو يسرع الخطى على طريقة عكرمه بن نوفل رحمه الله وأعاده لنا في القرن الواحد والعشرين ليعيننا على حل معضلاتنا الجسام ، رأسه مغطى بالكوفية الاسلامية البيضاء ، ووجهه لابد وأن يكون متجهما والا فان ايمانه سيكون ناقص ، ولا أعرف - حيث لم يخبرني صاحبي - هل أن أخاه المؤمن تعمد في ان يبقي في فمه على سن واحدة بارزة كرمز من رموز التقشف وكره الحياة أم لا .. على كل حال يقول الرجل تمنيت لولم اتصل بأخي ليستقبلني وهو على تلك الهيئه .. مصيبة كبرى حلت بدول لا أعرف كيف أجازت لنفسها قبول ضيافة من هب ودب ، ولم تضع لذلك القبول معايير رفيعة المستوى تجعل ممن يطلب اللجوء متسما بميزات الحضارة والاستجابة لواقع المجتمع الجديد ، انها وفود مهووسة تلك التي اكتسبت حق اللجوء الانساني خاصة ، ممن يمسكون اليوم برزنامة بائسه ليقرروا احياء ما يشاؤون من مناسبات برون فيها بأنها مقدسة ، وبطرق سمجة تتعارض وأبسط مقومات اللياقة البشريه ، والا كيف يفسر منظر اطفال يمسكون بأيديهم سلاسل حديدية ليضربوا بها ظهورهم وفي الشوارع العامة حزنا على ابي عبد الله الحسين ، وفي بلدان لا تتقبل أن يبكي طفل فيها في مكان عام ؟؟ .. كيف لنا أن نتصور ردود أفعال الاطفال في السويد مثلا حينما يصر الغيارى على المحافظة على شعائر الله ليقوموا بذبح الخرفان على ارصفة الشوارع ؟؟ .. أو ينصبون القدور الضخمة لطبخ الهريسة تيمنا بسنن الاولين من الآباء والاجداد دون ادنى حساب لتعاليم البلدية أو الجهات الختصه ؟؟ .. ترى من أباح لهؤلاء اللقطاء حشر أفكارهم وتصرفاتهم حشرا في بلدان تحترم فيها الاذواق العامه ولا تبيح لأي كان الاضرار بالبيئة والمجتمع ؟ ..
#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
واحة من ذكريات عن مدينة كان يزهو العيش فيها .. وغدت خرابا تن
...
-
بين واقع مزري لأمة يقتلها ( محرروها ) .. وبين المشاعر الكاذب
...
-
سيد القمني .. مصر قالتها فيك قولة حق .. فالف مبروك .
-
ألاستاذ شامل عبد العزيز .. وجهده المتميز لبيان تأثير التيارا
...
-
في محافظة ديالى .. كانت لي هذه الحكايه .
-
بين تمرد مشوب بالقلق .. ومصير مجهول .. هل من قرار ؟؟
-
مجتمعاتنا لم تمر بما يسمونه مرحلة الطفوله ، وأطفالنا هم مشار
...
-
ألرشوة حلال .. والمرتشي له ثواب القبول .
-
ألعار سيبقى هو المصير المحتوم لجبهة الفكر الرجعي المقيت .
-
لمسات لشعار .. فليسقط الوطن ولتحيا المواطنه .
-
متى تنتهي عهدة الانظمة السابقه عن ما يجري في العراق اليوم ؟
-
وفاء سلطان .. مبضع متمرس ، لا زال يضرب في عمق الورم العربي .
-
أنا والأبيض المتوسط ... والمفوضية الساميه لرعاية شؤن اللاجئي
...
-
بين الانتصارات الحقيقية للمرأة في الكويت ... وزيف التمثيل ال
...
-
من منكم يعرف ( صبيحه ) ... سمراء العراق ... ضحية الزمن المكر
...
-
ما هو السبب في انقراض حضارتنا ، كما يقول أدونيس ، وماذا علين
...
-
هكذا يعاملون نسائهم ... وبهذه الطريقة نعامل نحن نسائنا .. فه
...
-
ألمشهد العراقي من خلال بيان نيسان للحزب الشيوعي العراقي .
-
منابر ألفتوى ألدينية وعواقب اجترار ألتاريخ ألبائس
-
تجليات فكرية من وحي الواقع .
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|