حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 2713 - 2009 / 7 / 20 - 10:29
المحور:
الادب والفن
الحياة في الكتابة_كتابة حياة
أنا أيضا كنت في منتصف العمر يوما. تجاوزته بكثير....للأسف.
صرت كهلا. أعرف أنني كهل كبير في السن وغير سعيد وغير حلو المعشر غالبا.
وأكتب لأن ليس لدي ما أفعله, أقل أذى من الكتابة.
أحبّ الثلج. أحبّ منظر النجوم. أحب سهرات الأصدقاء أحيانا, أحب وجود الصبايا كثيرا جدا.
في الحقيقة لا أعرف امرأة لا أراها جميلة.
هل توجد امرأة غير جميلة!
مزاجي سيئ يتغير بسرعة. مزاج هستيري_اكتئابي. تناوب دوري متواصل بين كآبة مطلقة وبهجة عارمة. من الحدّ إلى الحدّ
تنقصني سعة المخيلة. الشغف بالموجود. ينقصني الكثير
_ من أين يأتي هذا الشغف بالتدوين اليومي!
بسهولة أتخيل استغراب_استنكار البعض,كيف أكتب بهذه السهولة,بهذه الخفة_ دون حساب لمعايير الخارج.
.
.
غدا إلى طرطوس. ربما إلى دمشق
وقد يكون اليوم الأخير في حياتي.
كم الحياة قصيرة ومدهشة_ أكثر ما أفهمه وأعرفه وأشعر به دوما
*
كم حلمت بغرفة ونافذة على المحيط
يوم لا يتكرر ولا يعاش كأنه وظيفة وواجب.
ما الذي تعنيه عبارة"الكرامة البشرية"!
_هل تعني أكثر من كلمة واحدة_الحرية
حرية الخيال أولا وقبل كل شيء.
أليست فتنة الكتابة كاملة!
*
قصصت شعري,حلقت لحيتي. استحممت وتطيّبت بالروائح العطرة.
فعلت كل ما استطيع لأبدو جميلا بعين نفسي
كان الألم يزداد والتقدير الذاتي ينخفض.
اشرب الكحول. المزيد من الكحول وأضاعف عدد السجائر,اشعر بالتحسن لفترة قصيرة.
بعدها تزداد الأمور تعقيدا
صعوبة في النوم. مشقة في التكيف. سوء فهم وسوء تفاهم. عسر في التواصل وفي التعبير والإصغاء....
خست الحلم . الشباب مضى. منتصف العمر ابتعد في الماضي
فجأة وجدت نفسي في هذا المظهر غير اللائق.
*
ربما في تدوين هذه اليوميات الكئيبة_قراءتها,بعض العزاء
بعض الفائدة! هذه مبالغة
أكثر من 50 سيجارة,عدة كؤوس عرق, ليمرّ يوم من بقية عمري بأقل قدر من التعاسة
مات أجدادي الأول والثاني والثالث
أمي الكبيرة تزوجت أكثر من مرة
لا اعرف من أنا
.
.
فتشت في المرآة عن طفولتي
يخيّل إليّ,أحيانا
الصورة هي الأصل
*
في كل مرة أنظر إلى المرآة تزداد دهشتي وتتعقد أكثر.
_يوجد دوما ما يسحرك في الكلمة
خلف كل كلمة تاريخ يختصر حياة الأسلاف جميعا_تلك المطمورة تحت الخطب والأمجاد
للكتابة حياتها الخاصّة والفريدة
ورثة الشامان والعراف والحالم والنبي
والساحرات
ورثة السوء
نحن
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟