سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 2712 - 2009 / 7 / 19 - 11:24
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
لا داعي للصحف الخاصة والحزبية، التى يمكن اتهامها من جانب البعض بأنها تسعى للإثارة، وتعالوا نلقى نظرة على صحيفة "الأهرام" القومية والرصينة الصادرة أمس الجمعة، ونتوقف قليلا أمام صفحة الحوادث، لنجد العناوين التالية:
- "فى تصادم مروع بين أتوبيس سياحى ومقطورة: مصرع 11 شخصاً بينهم 8 سائحين على طريق سفاجا- قنا".
- "... ومصرع 4 وإصابة 18 فى حادثين بالغردقة"
- ".. ومصرع 3 أشخاص وإصابة 18 آخرين فى حادثي تصادم بطريقى الصعيد".
هذه هى حصيلة ما نمى فقط إلى علم الزملاء فى صفحة الحوادث بـ "الأهرام"، من ضحايا لحوادث الطرق فى يوم واحد فقط. وهى حصيلة مروعة لا يجب السكوت عليها ، خاصة وأن التقارير الرسمية الصادرة عن حكومة الدكتور أحمد نظيف ذاتها قد اعترفت منذ شهور بان "أكثر من ستة آلاف مواطن مصرى يقضون نحبهم سنويا بسبب حوادث الطرق، فى حين يبلغ عدد المصابين نحو 32 ألف شخص؟ . وأكد التقرير الصادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء أن حوادث الطرق التى تعتبر السبب الثاني للوفيات فى مصر "كلفت الدولة ما يعادل 3% من اجمالى الناتج القومى".
وإذا كانت الحوادث تقع فى كل مكان فى العالم فان إحصائية صادرة عن قطاع الرعاية العلاجية والعاجلة فى وزارة الصحة أكدت أن نسبة الحوادث فى البلاد وصلت إلى 25 ضعف المعدلات العالمية مما يجعل مصر من أكثر دول العالم التى تشهد حوادث طرق منذ عام 1992، بل وان حوادث الطرق هى السبب الأول لوفاة الفئة العمرية ما بين 5 إلى 25 سنة فى مصر .
وأرجعت إحصائية وزارة الصحة أهم أسباب تفاقم مشكلة الحوادث المرورية إلى أن 45% من الطرق غير ممهد وان 46% تعانى من الازدحام الشديد. وهو ما يؤكد ضرورة إيجاد حلول عاجلة وسريعة لهذه المشكلة لوقف نزيف الطرق، الذى جعل الخسائر البشرية لهذه الحوادث اكبر من خسائر حروب مصر منذ 1948 إلى 1973 التى تعادل مائة ألف شهيد ومصاب.
ووصل الحال إلى أن تصدر وزارة الخارجية الأمريكية والحكومة الفرنسية والحكومة السويسرية تحذيرات إلى رعاياها فى مصر بعدم قيادة السيارات فى أرض الكنانة وذلك بسبب رداءة الطرق ورعونة السائقين المصريين.
نحن إذن أمام قضية تمثل التهديد رقم واحد لحياة المصريين بكل ما يمثله ذلك من خسائر بشرية وعذابات إنسانية.
وأمام قضية تمثل نزيفاً اقتصادياً لمليارات الجنيهات فى بلد تعانى موازنتها العامة من عجز مزمن.
وأمام قضية تمثل فشلا ذريعاً لإدارة مرفق هام من مرافق الدولة ألا وهو مرفق الطرق.
وإذا كانت الحكومة عاجزة عن وضع حد لكارثة حوادث الطرق التى تسبب كل هذه الآلام والخسائر والتى تهدد كل خطط التنمية...
فماذا نتوقع منها فى ملفات أكثر تعقيداً؟!
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟