أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - لماذا نجحوا ... ولماذا فشلنا ... ؟















المزيد.....

لماذا نجحوا ... ولماذا فشلنا ... ؟


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2712 - 2009 / 7 / 19 - 11:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المفروض أن يكون عنوان المقالة ( في معنى التنوير ) .. وبما أنني لا أفقه في أصول الكتابة ولكنني أفقه في صياغة الأسئلة لذلك جاء العنوان على صيغة سؤال ..
هذه المقالة ( كنتُ قد ذكرتُ للأستاذ مختار ملساوي ) أنني بصدد كتابتها في تعليقي على مقالة الأستاذ إبراهيم علاء الدين ( يوم اشتريت جارية ) والمنشورة على الموقع بتاريخ 17 / 7 / 2009 . في محاورته مع الأستاذ صلاح يوسف . . سوف تكون الآراء الواردة ( رائي شخصي ) غير مُلزمة لأحد ...
في بحث قدمه علي أومليل أستاذ الفلسفة في جامعة محمد الخامس – الرباط – على هامش الندوة الفكرية التي نظمها مركز الدراسات وتم طبعها في كتاب بعنوان ( حصيلة العقلانية والتنوير في الفكر العربي المعاصر ) وشارك في الندوة 8 من الباحثين .. يقع الكتاب في 380 صفحة – الطبعة الأولى – بيروت – نيسان / أبريل 2005 ...
يشير الأستاذ علي إلى أن فلسفة عصر الأنوار الأوربي في القرن الثامن عشر وأفكاره الكبرى قد تكون انتقلت إلى المفكرين العرب وتأثروا بها بطريقة أو بأخرى ..
فلماذا تم نجاحها في أوربا في حين أن الإخفاق كان حليفنا ... ( هذا هو السؤال ) ..
بمعنى أخر . المقارنة بين مواقف مفكرينا ومواقف الأنواريين الأوربيين تجاه قضايا محددة كمفهوم – العقل والعقلانية – علاقة الدين بالعقل - والإيمان بالعلم - وتقد الحكم الاستبدادي – وقضية التربية باعتبارها تربية على الحداثة والمواطنة والديمقراطية ..
ولكن قبل ذلك ما هي الأنوار ؟
في كانون الأول / ديسمبر 1784 طرحت صحيفة ألمانية على قرائها السؤال أعلاه ؟
أجاب كانط عن سؤال الصحيفة بمقال لا يزال موضوع اهتمام .
عرف كانط الأنوار بما يلي :
خروج الإنسان من حالة الوصاية عليه والتي هو المسئول عنها .. ( حالة الوصاية هذه هي عجزه عن استعمال عقله دون إرشاد من غيره ) ..
يقول كانط : إن حالة الوصاية هذه ليست آتية من نقص في الإدراك العقلي .. بل من تقص في الإرادة والشجاعة في استعمال العقل دون توجيه من الغير .. فلتكن لك شجاعة الاهتداء بعقلك وحده ....
ذلك هو شعار الأنوار..( هناك أيضا سؤال يطرح نفسه ) ؟. بالنسبة لمفكرينا هل كانت لديهم هذه الشجاعة التي طالب بها كانط .؟
سوف نكتفي بهذا القدر ألا وهو التعريف دون الدخول في تفاصيل الآراء التي جاء بها هيغل حتى نصل إلى غايتنا ( نجاحهم وفشلنا ) وأقصد هنا جميع المفكرين الذين سوف نأتي على ذكرهم في التصنيفات العقلانية..
يقول الأستاذ علي :
من مميزات عصر الأنوار ( النقد ) .. خصوصاً تقد ( الفكر الديني ) – نقد المعجزات – الطقوس – الأسرار – الثيولوجيا – وكان لفلسفة سبينوزا في هذا المجال أثر بالغ على الفلاسفة ..
سؤال يطرح نفسه أيضا ( ولمرات كثيرة ) ؟ ( هل كان التنويريين العرب بالمستوى المطلوب الذي أشار إليه سبينوزا ؟
هذا ما سوف نحاول الوصول إليه . إذا استطعنا إلى ذلك سبيلاً ...
دائماً هناك أسئلة من قبل السادة الكُتاب عن السبب الذي أدى إلى فشلنا ؟ وهناك تعليقات أيضا تبحث في نفس الموضوع ويسألون عن السبب وما هو الحل ؟ وهذا حق مشروع للجميع خصوصاً إذا ما أجرينا مقارنة بين شعوبنا وبلادنا وشعوبهم وبلادهم ...
أنا لا أدعي أنني وجدت الحل السحري الذي إذا ما أشرنا إليه سوف تنصلح الأحوال .. لا أبداً .. ليس هذا هو غاية المقال ولكن هو رأي شخصي أو هو الأقرب إلى سبب ما نحنُ فيه . بمعنى أخر أستطيع أن أقول أن الحيرة التي تلازمني دائماً قد خفت وتيرتها .. ( لعلي لا أكون مخطئاً ) .
في فصل أخر من فصول الكتاب تناول السيد علي محافظة أستاذ التاريخ في الجامعة الأردنية ( تيارات العقلانية والتنوير في الفكر العربي ) . ومن أجل الربط بين الموضوع وصولاً إلى الغاية التي ننشدها سوف نتناول بصورة مختصرة هذه التيارات وخصوصاً في الحقبة الممتدة من مطلع القرن التاسع عشر وحتى نهاية القرن العشرين والتي يؤكد فيها الأستاذ محافظة على ظهور التيارات العقلانية والتنوير في الفكر العربي ويمكن أجمالها بما يلي :
أولاً : التيار العقلاني الإصلاحي الإسلامي ( سوف نذكر بعض الأسماء ونتغاضى عن أسماء أخرى ) .
يتمثل هذا التيار في رفاعة الطهطاوي الذي تأثر بأفكار جان جاك روسو وجون ستيورات مل .. من بعد الطهطاوي جاء جمال الدين الأفغاني وسار في نفس الاتجاه محمد عبده وقاسم أمين وخير الدين التونسي وعبد الرحمن الكواكبي ومصطفى عبد الرازق ورشيد رضا وأحمد أمين ..
ثانياً : التيار العقلاني الليبرالي والمتمثل في بطرس البستاني – محمد فارس الشدياق – سليم البستاني – فرتسيس مراش – أديب أسحق – شبلي الشميل – فرح انطون – جورج سمنة – ندرة المطران – خير الله خير الله – أحمد لطفي السيد – طه حسين – زكي نجيب محمود ..
ثالثاً : التيار العقلاني الثوري ( ظهر هذا التيار كرد فعل على التيار الليبرالي ) ويمثل هذا التيار .. الأحزاب الشيوعية في الأقطار العربية – الماركسيون العرب – الحزب القومي السوري – حزب البعث – حزب القوميين العرب – ثورة مصر _ 1952- 1970 ) .
رابعاً : التيار العقلاني النقدي .. ( ظهر بعد هزيمة 1967 ) ..
من رواده .. صادق جلال العظم – عبد الله العروي – عزيز العظمة – هشام جعيط – هشام شرابي – إسماعيل صبري – محمد عابد الجابري – محمد أركون جلال أمين – برهان غليون ..
يقول الأستاذ محافظة :
كانت وما زالت هذه التيارات العقلانية الأربعة تتفاعل في مجتمعنا العربي ويحتدم الصراع بينها .. فيتغلب احدها على الآخر إلى حين ثم ما يلبث أن يتراجع أو يتوارى ...
وعلى أي حال ما زال الغرب قبلتنا التي نتوجه إليها لدراسة واقعنا ومشكلاته ووضع الحلول المناسبة لها وما زلنا نقتبس منه ونستعير ونستورد كل شيء .. دون أن نتمكن من بناء قاعدة فكرية سليمة ننطلق منها لفهم واقعنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي .. وما زال الخلاف محتدماً بين مفكرينا حول ماذا نأخذ من الغرب وماذا لا نأخذ .. كما أن تياراً شعبياً قوياً يتنامى في وطننا العربي الكبير يُكن الحقد والكراهية للغرب .. ويرفض هذا التيار الغرب وحضارته رفضاً قاطعاً ويدعو إلى الانكماش على الذات والعزلة .. وفي ذلك خطر كبير يهدد مستقبلنا ..
إذن الصراع بين التيارات الأربعة مستمر ( والمفروض أن يكون العكس كما يؤكد دائماً الأستاذ مختار وغيره . أي لا بد أن يكون هناك تعاون ) . هذا بالإضافة إلى أنني أستطيع أن أقول كذلك أن الجميع فشلوا ...
ما هو سبب الفشل ؟ أو نستطيع أن نصيغ السؤال على وجه أخر وكما ورد عند الأستاذ أومليل وهو على الشكل التالي :
لا يمكن القول إن آراء الأنواريين في المسألة الدينية قد انتقلت لتؤثر على المفكرين العرب الإصلاحيين ..
لماذا ؟ لأنهم ( المفكرين العرب ) لم يستطيعوا أن يذهبوا في نقدهم للظاهرة الدينية . والوحي . والمعجزات . إلى المدى الذي ذهب إليه الأنوار يون .. ذلك أن هناك فروقاً في الموقف من الدين هنا وهناك .
بتعبير أخر لم يكن لديهم الشجاعة الكافية التي طالب بها كانط .
يقول الأستاذ أومليل :
فقد نقد الأنوار يون المفهوم المتوارث للدين لأن هناك تقدماً علمياً بفضل ثورات علمية متعاقبة. فكان لابد أن تتصادم العقلانية العلمية والفلسفية لعصر الأنوار بالأسانيد التي يرتكز عليها الإيمان بالوحي وكتبه المقدسة وبالمعجزات حين تكون حجة لإثبات الأديان
يستمر أومليل :
لقد استعاضت الأنوار في مجملها عن دين الكتب المقدسة ووساطة الكنيسة بدين طبيعي ...
ما كان للمفكرين الإصلاحيين العرب أن يتخذوا الموقف النقدي نفسه من الدين ( وهذا هو أهم سبب ).
لماذا ؟ لأن الدين يمثل هوية جماعية دفاعية لمجتمعاتها الواقعة تحت الضغط الأجنبي .. قصارى ما يستطيعونه هو تخليص الدين من الخرافات ومن الوسائط .. أي من سلطة الفقهاء التي تتوسط بين النصوص المقدسة الوسيطة بين الناس ومن سلطة شيوخ التصوف الشعبي ... ( ولكن يبدو أن هذا الأمر غير كافٍ ) .
نعود للأستاذ أومليل في فقرة أخرى :
لقد رام مفكرو الأنوار تخليص الدين من الخرافة والطقوس وتقويض وساطة الكنيسة بين الله والناس ليصلوا في نهاية هذا الأمر إلى هذا ( الدين الطبيعي ) . الذي هو إيمان فردي بإلوهية خالصة لا تحتاج إلى وساطة الكنيسة . ولا إلى العقائد والشروح الثيولوجية ..
دين ينسجم فيه الإيمان بالإلوهية مع الطبيعة وقوانينها .. وفي المقابل فإن الإصلاحيين المسلمين لم يقولوا بشيء من قبيل الدين الطبيعي .. بل بدين ( الفطرة ) .. أي الإسلام .. بمعنى أن هناك إسلاماً خالصاً تراكمت عليه صنوف التقليد . فاستقرت الشروح والمذاهب كسلطة قائمة الذات . فكان لا بد من تجاوزها للوصول إلى إسلام ( الفطرة) .. ليس فطرة المسلم حين يتخلص من تراكمات التقليد وحسب بل أي إنسان يعود إلى فطرته الخالصة .
يقول الأستاذ أومليل : لكن الفطرة ليست هي الطبيعة .. فنحنُ بعيدون عن هذا الإنسان الطبيعي المفترض عند أصحاب العقد الاجتماعي والذين افترضوا أن الإنسان بعد أن يتجرد من كل المضاف الاجتماعي الذي رسخ بالعادة والتربية المجتمعية والسلطة .. فإنه يبني مجتمعه المدني السياسي انطلاقاً من حرية الأفراد وتعاقدهم الإرادي العام ..
ولذلك فإنه لا يمكن الحديث لدى الإصلاحيين المسلمين عن إنسان الطبيعة . بل عن إنسان الفطرة المتقبل تلقائياً للدين ( أي للإسلام ) . فالإنسان إذا تُرك لفطرته لا يمكن إلا أن يكون مسلماً ...
فالإنسان الملحد ليس إنساناً سوياً ...
( برائي الشخصي ) :
هذا هو سبب الفشل .. بالإضافة إلى عدم تملك الشجاعة الكافية التي طالب بها كانط لدى الإصلاحيين العرب الذين تم ذكرهم ضمن التيارات العقلانية الأربعة ...
هذا مجرد رأي شخصي كما قلنا سابقاً للأسباب التي أدت بنا إلى فشل كافة مشاريع التي نادى بها الإصلاحيين.
فكيف السبيل ؟
أهل مكة أدرى بشعابها كما يقولون ( أي المفكرين الإصلاحيين العرب هم المعنيون ) ..



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رباعيات عمر الخيام ... كتبها اليهود ؟؟؟
- إسرائيل .. الولاية 52 .. لأمريكا ..
- منظمات الإسلام السياسي هي التي قتلت مروة الشربيني ...
- المهدي المنتظر وحكم المعصومين في طهران ...
- جميع مصائبنا سببها إسرائيل ؟ هل حقاً ما يقولون ... ؟
- كلاكيت مرة ثانية ( نحنُ واليهود ) ...
- نحنُ واليهود ...
- لحظة ليبرالية ... لو استمرت ؟
- تأثير التيارات الدينية في الوعي الاجتماعي للمرأة العربية 3 م ...
- تَأثِيرُ التيًاراتِ الدينِيَة في الوعي الاجتماعي للمرأة العر ...
- تَأثِيرُ التيًاراتِ الدينِيَة في الوعي الاجتماعي للمرأة العر ...
- مهدي عامل وتنظير حركة التحرر الوطني ...
- كشف حقيقة الليبراليين المنافقين .. يدا بيد لمحاربة حزب المنا ...
- كيف قرأت الدكتورة وفاء سلطان خطاب أوباما ...
- كل شيء خطر على الإسلام ...
- طائر طارق حجي ... الذي أزعج مخالفيه ...
- أنفلونزا المطاوعة ...
- القضية الفلسطينية .. بين واقعية المعلم الثاني .. وأناركية مح ...
- وفاء سلطان .. طارق حجي .. كامل النجار ..
- أيهما اخطر المساجد أم الملاهي ؟


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - لماذا نجحوا ... ولماذا فشلنا ... ؟