أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - الجزيرة : السم والدسم















المزيد.....


الجزيرة : السم والدسم


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2710 - 2009 / 7 / 17 - 09:34
المحور: القضية الفلسطينية
    


ليس من الصواب التسرع بتقييم قرار السلطة الفلسطينية تعليق عمل مكتب الجزيرة في الاراض الفلسطينية التي تسيطر عليها , والتسرع باتخاذ موقف القبول به او رفضه , دون اعتبار الا للمفاهيم الفردية حول المركزية التي تمثلها السلطة الفلسطينية , وحرية الاعلام التي يمثلها هنا مكتب الجزيرة , فللاوليات هنا دور خطير في تحديد الموقف من سلوك الجزيرة وقرار السلطة
فمن جهة اولى : لا شك ان من حق السلطة الفلسطينية ان تتخذ القرارات والاجراءات والخطوات , وان تحدد السياسات وان تنفذها, باعتبارها المركزية الفلسطينية الامينة والقادرة على تحديد المصالح القومية الفلسطينية العامة , وتمثيلها , والعمل استرشادا بمتطلبات حاجاتها .
وهي باعتبارها بناءا من المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية , فان هذه المؤسسات هي المخولة شرعيا وقانونيا ان تعيد نقاش قرار أي من مؤسسات السلطة الفلسطينية , وان تقره او تعلقه او تلغيه , وليس لاحد غيرها حق التمتع بمثل هذه الشرعية والصلاحية , ولا يرتقي الى مستوى هذه الاهلية والضرورة والخطورة موقف او وجهة نظر اب مستوى بنيوي اخر سواءا كان مؤسساتيا او فرديا وسواءا كان مخطئا او مصيبا
ان السلوك الحضاري المدني المتفوق يتجسد في الواقع بمقدار تجسد الالتزام والانتظام الاجتماعي بهذه الحقيقة السلوكية الثقافية النفسية , والتي يفتقدها المجتمع الفلسطيني ويمثل افتقادها اكبر خطر يحيط باهليته القومية في القدرة على التحكم بالذات والتعبير عنها وتمثيلها وتقديمها بينة الى المجتمعات القومية الاخرى دليلا على مستوى النضج والحكمة القومية حتى تقبل هذه المجتمعات وجودها الى جانبها في مجال الحياة الانسانية المشتركة ومشاركتها مسيرة الحركة الانسانية في التقدم والتطور .
لقد نجحت الدول المحيطة بفلسطين اطراف تنفيذ قرار التقسيم عام 1947 والاحتلال الصهيوني باستمرار في افقاد الوجود القومي الفلسطيني المستقل هذه الاهلية , الامر الذي مس بصورة القومية الفلسطينية عالميا وجعل من عدم الايمان باهلية حكم الذات احد ابرز تاخير قيام الدولة الفلسطينية , حيث يقدم هذا السبب كاحد عوامل التهرب من استحقااقات رفع الوصاية والحالة الاحتلالية عن القومية الفلسطينية والدعوة الى بقائها تحت كفالة رشد ونضج الغير
وللاسف لم يقدم المجتمع الفلسطيني بنخبه النظرية السياسية وتجسداتها التنظيمية وحالة حكمتها حين امتلاك القوة , الا ما يؤكد دعاوي الاطراف المعادية للاستقلال الفلسطيني , حيث قدمت الحالة الانفصالية الاخيرة المستوى الاكثر انحدارا لهذه الحالة وهي جاءت تعميقا لمستوى متدني متحقق اصلا مثلته صورة علاقات الفصائل ببعضها البعض سابقا عن التجربة الانفصالية
هذا الصدد لا بد من الاعتراف اننا نمثل نموذجا سيئا لفهم وممارسة الحريات لا يدانيه سوى صورة الغرب القديمة السابقة على تبلور المركزية القومية الامريكية , وهو مستوى من التخلف لا يتفوق علينا به في الوقت الحاضر سوى الصومال والعراق
ان الصورة البديلة اللازم تحققها في المجتمع الفلسطيني هي صورة الانضباط والالتزام الاجتماعي لضرورات التنظيم الحضاري ووحدة الحركة القومية واستمرار التزام سلم الاولويات البرنامجية وتجسيد ذلك بالخضوع الواعي للقانون والادارة تقبلا وتنفيذا واللجوء الى الاساليب الحضارية في التعبير عن الاختلاف مع فرد اخر او مؤسسة اهلية او حكومية – ولا يجب ان يشكل امتلاك السلاح دعوة الى الفوضى التي نلمس ان اضرارها اكبر من فوائدها
للفهم السابق وحيث انه مبدأ فهمي لللتجسد الحضاري في القوميات فانني اؤيد حق السلطة في تعليق عمل مكتب الجزيرة في الاراضي الفلسطينية , طالما انه لم يات في سياق اعلان حالة طواريء عامة غير مبررة وتعطيل كامل لكل وسائل الاعلام المحلية والفلسطينية , بل لا بد من الاعتراف ان هذه الخطوة جاءت متأخرة تماما كمثل خطوات خطيرة اخرى حملنا اضرارها الكبيرة تاليا
ان الجوهر السياسي الذي التزمته قناة الجزيرة في تعاملها الاعلامي مع القضية الفلسطينية ليس طرحا اعلاميا عفويا جاءت به حركة الحدث السياسي اليومي , بل هو انعكاس لجوهر الموقف السياسي للحكومة القطرية المعاد لطموح التحرر الفلسطيني والمؤيد لاستبدال الضرورة الفلسطينية في واقع المنطقة السياسي بالوجود الصهيوني المتحقق , انه جوهر قرار التقسيم الذي شرع لهدم القومية الفلسطينية واستبدالها بحالة التقسيم , وقد دلل تاريخ علاقة قطر بالقضية الفلسطينية على هذا الامر , ولكن لكل ذي عين بصيرة سياسيا ولا يخدعه شكل حركة العدو , فشكل حركة اعدائنا المتعددين خادع في ظهوره الاعلامي وحديثه الاعلامي وصورته الاعلامية , وعلى سبيل المثال فان استمرار الدعوة لحل شامل وعادل للقضية الفلسطينية يخفي اكبر ضربة خنجر لظهر المطلب الوطني الفلسطيني وان جاء في صورة تسر المستمع والقاريء , فقد تحدد دوليا الحل الممكن للقضية الفلسطينية في ظل سيادة الوضع الراهن لميزان القوى العالمي والاقليمي , وقد التقطت م ت ف هذا الامر وتعاملت بايجابية معه فلماذا اذن الاستمرار بمطلب ( العدالة ) غير القابل للتحقق ؟
ليس الجوهر السياسي لاعلام قناة الجزيرة سوى صدى الموقف والنهج السياسي القطري الذي يتقاطع ونهج وموقف معسكر دول الممانعة والتي ليس في منظورها السياسي صورة الدولة الفلسطينية المستقلة , ولذلك كان عدائها المطلق ومنذ البدء لاتفاقيات اوسلو وما تجسد عنها من انجاز فلسطيني ورفضها له الذي قدمته اعلاميا في صورة انتماء وولاء للفكر السياسي الاسلامي والعرقي القومي العربي وهما مقولتان عزيزتان على شعور الفلسطيني بالحاجة دائما للاسناد والدعم حيث عززته لديه وانتصرت للقوى التي تمثله في الساحة الفلسطينية فعززت اعلاميا صورتها الوهمية كمقاومة لها مطلق حق خيار القرار المستقل وحق خيار الالتزام او الانفكاك وحق خيار الحركة المستقلة , وبذلك فلم تعد السلطة الفلسطينية ومؤسساتها ممثلا للمركزية القومية الفلسطينية , بل انحدرت بمستواها الى حد عتبارها فصيلا فلسطينيا تخضع العلاقة به لاعتبارات العلاقات الفصائلية , ولسنا بحاجة الى العودة لتحليل الصورة الاعلامية التي قدمتها الجزيرة للسلطة الفلسطينية فهذا امر كان يجب ان يتم بشد انتباه عين المراقبة الوطنية
غير ان الحيلة الاعلامية لقناة الجزيرة لم تقف عند حد تشويه صورة المؤسسة الرسمية الفلسطينية بل امتدت لتطال الصورة الاخلاقية لمكونها من الافراد الامر الذي احال الجوهر السياسي لعلاقات الداخلية والخارجية الفلسطينيةالى جوهر اخلاقي قابل لمحاكمته من قبل كل فرد على حدة وقابل لاعطاء الموقف الفردي الاستقلالية والسيادة الكاملة وحرية الانفلات من ضرورة الخضوع للضرورة الشرعية
لقد اسهمت قناة الجزيرة بصورة حثيثة في احالة القومية الفلسطينية الى مسطح افقي من الوجود الفردي بدلا من الانتصار له ودعمه واسناده ليكون بناءا هرميا متماسكا من المهمة الوطنية ذات المستويات المتعددة , وهوامر للاسف سقطت به بصورة مقصودة او غير مقصودة عديد من المكاتب الاعلامية ووسائلها
انني اعيب على السلطة الفلسطينية من واقع الالتزام بحركتها استمرار تاخر انتباهها لتنوع وتعدد مصادر واطراف الخطر والعداء وكذلك برامجها المعادية المدروسة , وهو امر يعود ولا شك ويدلل على تدني مستوى رؤية المهمة وتقسيم العمل في مؤسسات السلطة , لى جانب سلوك المهادنة مع تعددية الاطراف وتقديم التنازلات في محاولة لتجنب فتح جبهات هي اصلا مفتوحة من قبل هزيمة 1948 , وهو مؤشر ايضا على فوقية طبقية متحققة لا تؤمن بقوة المجتمع القومي , وهي ايضا عمى عن قراءة التجربة الفيتنامية والتجارب الاخرى التي انتصرت على قوى مركزية عالمية واسنادتها من اطراف اقليمية في العادة
نعم لاجراء السلطة , ونعم لتاسيس علاقة اسناد ودعم مع وسائل وواجهزة الاعلام تستند الى ضرورة تمثل الموقف الفلسطيني تحت طائلة الرقابة والتقدير والتشجيع او المسائلة والعقاب





#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدومي بيع الوسام من اجل لقمة العيش
- حتى لا نكون العوبة الاستعمار
- القمة الامريكية الروسية فرص امام الانسانية
- خطاب نتنياهو مناورة ضد الولايات المتحدة
- نتائج الانتخابات اللبنانية قراءة موضوعية
- جوهر الخلاف الامريكي الاسرائيلي
- اوباما يدعو الى الواقعية والسلام من اجل الحداثة
- فلسطين والصراعات ؟
- الادارة السياسية وصراعات القرن الواحد والعشرين ؟
- نتنياهو _ اوباما ..الى اين ؟
- تهنئة ومباركة تشكيل الحكومة الفلسطينية
- حول تأليف حكومة فلسطينية جديدة
- معنى اعتذار الانظمة عن استضافة مؤتمر فتح
- ردا على التعليقات على مقال (فتح والولاء القاتل)
- فتح والولاء القاتل
- دور التخلف في اعاقة الحوارالفلسطيني عن الاتفاق
- موقف من قوى اليسار الفلسطيني
- ماذا لو نجح الحوار الفلسطيني؟
- الطبقة العاملة الفلسطينية وعيد العمال
- وهكذا تكلم الجعبري نيابة عن حزب التحرير


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - الجزيرة : السم والدسم