نقولا الزهر
الحوار المتمدن-العدد: 827 - 2004 / 5 / 7 - 05:27
المحور:
الادب والفن
تاريخ قبلة
هربتْ من أناملِ أمِها طفلةُ الثلاثِ سنواتِ
كي تَسْرَقَ من والدِها بعضَ القُبُلاتِ
لمحوها تتدحرجُ إليه في آخرِ اللحظاتِ
وإذْ بالكرةِ الغضةِ راحتْ تطيرُ بين أياديهم
المذعورة....
إلى آخرِ البواباتِ......
دمشق -13-4-1982
على غير ميعاد
طرَقَ بابَها في غَسَقِ النهارْ ....
راحتْ تبحثُ عن علبةِ الزينة ....
عبثاً...لم تجِدْها....
لا هي .... ولا المرآة.....
ولا آنيةَ العطرِ
قرَصَتْ خَديْها
دعَكتْ شفَتيْها
مشَطَّتْ شعْرَها بيديْها
ثم ألقتْ بعيداً ....
ما كانَ عليها
وراحتْ جمْراً يتوهجْ ...........
دمشق-30-7-1989
كلمات لم تقلها يوماً
بعد انفضاضِ (المسرحيةْ)؟؟..
كان في يدِها منديلٌ أبيضْ
راحتْ ... تمسحُ به وجنتيَّ
هرَبَتْ من فمِها { كلماتٌ }.....
لم تقلْها في يومٍ من الأيامْ...
فرفعَ الحارسُ عليها البندقيةْ ...
ولكنْ ..لمَّا رأى سيوفَ عينيها
وعينيَّ
ذهبتْ عيناهُ الإثنتانِ في الأرضِ
زريَّة
دمشق-21-4-1994
الرعاة
من كلِ حفلٍ لتوزيعِ الأنصبةْ …
من كلِ عقدٍ مكتوبٍ على الوَرَقِ
يخرجُ رعاتُكَ يا وطني
هاماتُهم مُزْدانةٌ بالخِرَقِ
كوْناتُهم حاميةُ الوطيسِ على المِزَقِ
ورعاياهُم يركضونَ
خلفَ المَرَقِ
منذُ الصباحْ …………
وحتى الغَسَقِ
دمشق-13-3- 1998
لوحة خلفية
أسرابُ الطاعونِ الكبيرة (1)
وأسرابُ الطاعونِ الصغيرة (2)
وغيومُ الذباب...
ورفوفُ الخفافيشِ الساهِرة...
ورائحةُ الأحذيةِ عند المساءْ ....
كل هذا لم يحجب عن أعيني
تينةً خضراءَ تنوءُ بحمْلِها
في صباحٍ من صباحاتِ أيلولْ .....
ورغيفَ خبزٍ ساخنٍ يغادرُ للتوِ أناملَ
أمي ....
وامرأةً كانتْ تستحمُ
قد خبأتْ نفسَها في دثارٍ بلونِ البرتقالْ ....
(1) الجرذان
(2) البراغيث
دمشق-29-3-1997
#نقولا_الزهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟