أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - منذر خدام - حول - الإرهاب يدخل إلى سورية -















المزيد.....

حول - الإرهاب يدخل إلى سورية -


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 827 - 2004 / 5 / 7 - 06:39
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم يحاول السيد لؤي حسين في مقالته التي نشرتها له السفير بتاريخ 30/4/2004 تحت عنوان "الإرهاب يدخل إلى سورية"، الانشغال بالبحث عن الجهة التي تقف خلف العمل الإرهابي الذي حدث مساء الثلاثاء(27/4/2004) على أوتستراد المزة في دمشق، ولا عن دوافعه، وما يمكن أن يترتب عليه من تعقيدات على الساحة السورية، وبالنتيجة لم يجد ربما من معنى لإدانته، فهو كان متوقعاً. "يجب أن لا يكون مستغرباً ظهور أعمال إرهابية في سورية، بل كان متوقعاً..".وإذ نتفق معه بأن الإرهاب أخذ ينتشر في كثير من مناطق العالم، وخصوصاً في منطقتنا، وبالتالي لا نستطيع أن نبقي أنفسنا بمعزل عنه، غير أننا نختلف معه، في أن حادث دمشق الإرهابي هو " اشتقاق لما يحدث الآن في العراق". ما حصل في دمشق هو على الأرجح حادث معزول، ونأمل أن يكون كذلك، ليس له علاقة بأية جهة خارجية، بل أسبابه ودوافعه داخلية صرفة. وإذا كان من أثر للخارج فيه فهو لا يزيد عن استلهام السلوك "العنفي" الذي أخذ ينتشر كثيراً في المنطقة وفي خارجها لأسباب، أحالها السيد لؤي إلى " العنف الموجود في العقول"، وبالتالي فهو ليس مرتبطاً بتوفر " شروط مادية محددة بقدر ارتباطه بوجود أفراد يؤمنون بالعنف". يكفي "وجود بضعة أفراد يهوون العنف أو يؤمنون به" حتى "يشكلوا مجموعة إرهابية، قادرة على إرهاب الملايين.."، فكيف إذا كان الذين يمارسون العنف يشكلون كتل كبيرة من السكان خصوصا في فلسطين والعراق والسودان ..الخ. وبالتالي لم يكلف نفسه عناء البحث في شروط حياة الناس، أو في الاستبداد الجاسم فوق صدورهم، أو في ظروف الاحتلال سواء في فلسطين أو العراق، ولا في الإذلال القومي والوطني والديني،ولا في فشل التنمية..الخ؛ أي بعبارة المفكر الإسلامي السوري جودت سعيد الذي يقتبس عنه، في مجمل شروط " حياتنا " وليس في "عقولنا" فحسب. العنف هو مزاج، هو نوع من الهواية، حسب السيد لؤي، وهو بهذا المعنى جزء من تكوين الشخصية "العنفية"، وهي هنا شخصية عربية أو إسلامية، إنه سمة جوهرية لها. ومن الطبيعي وفق هذا المقياس أن لا يهدف العنف الأهوج في العراق حسب وصفه له إلى أكثر من "تحقيق فعل مسلح"، وأن لا يكون الحادث الذي وقع في دمشق" معنياً بمواقف السلطة السورية وبسياساتها". بل لا يحول دونه " الضبط والاستقرار الأمني أو السياسي"، وهذا ما استنتجته الإدارة الأمريكية، ولذلك وجدت ضرورة بالبحث عن " منابع الإرهاب وتجفيفها". لست أدري كيف سيكون عالمنا، فيما لو توصلت كل دولة تتعرض للإرهاب إلى ما توصلت إليه الإدارة الأمريكية من ضرورة البحث عن منابع الإرهاب وتجفيفها، وأرسلت قواتها إلى هذه المنابع لتجفيفها، بدون مرجعية قانونية دولية( تعريف الإرهاب بحيث يتميز عن المقاومة التي أجازتها شرعة الأمم المتحدة)، وبدون جهد دولي منسق ترعاه الأمم المتحدة؟. وهل، حقيقةً وفعلاً، جاءت أمريكا إلى العراق لتجفيف منابع الإرهاب، أم لتفجيرها؟ ألم يصبح العراق " بيئة مثلى لتفريخ الإرهاب" ؟، الذي "انتشر كثيراً بعد الاحتلال الأمريكي" له. ومع ذلك يحيل السيد لؤي هذا الانتشار الواسع للإرهاب، ليس إلى الغزو الأمريكي للعراق، بل إلى تعاطينا "الخاطئ" معه حين شجع "الكثيرون منا تطوع شبان سوريون(وغير سوريين) على التسلل إلى العراق لقتل الأمريكيين"، الأمر الذي اعتبره "تدخلا سافراً ومرفوضاً في الشأن العراقي".
عجباً، أن يقاوم الشعب العراقي محتليه، فهذا إرهاب سافر ومن فعل الأجانب، أما أن تغزو أمريكا العراق، وتدمر دولته وبنيته التحتية وتعيده إلى " العصر الحجري" كما عبر عن ذلك جيمس بيكر وزير خارجية بوش الأب في حينه، ماذا يصنفه السيد لؤي؟ ربما لا يزال يعتبره عملا تحريرياً للشعب العراقي من نظام صدام الاستبدادي، من أجل قيام نظام "ديمقراطي مزدهر"؟!!. ومن أجل تحرير الشعب العراقي فلا بأس أن تدمر أمريكا مدناً عراقية بكاملها، بل وأن تعذب المساجين العراقيين بكل ما تمتلك من وسائل الهمجية (عفوا التحضر) من أجل طرد الروح الاستبدادي من داخلهم، كما كان يفعل المشعوذون في علاجهم لمن كان فيهم جنة. ولماذا " كان"؟، فالشعوذة تنتشر هذه الأيام أيضا، وترتاد ميادين جديدة، فأصبح للسياسة كما للفكر، والمعرفة بصورة أعم، مشعوذوها المحترفون. وإذا كنا فعلا نرفض التدخل في شؤون العراق الداخلية وندينه بقوة، فحري بنا أن ندين الغزو الأمريكي للعراق الذي شرع الأبواب للعنف، المقاوم منه والإرهابي، وهو عنف ليس صعباً تمييزه، وإحالته إلى شخوصه، إذا كنا فعلا لا نمارس الشعوذة.
يبدو لي أن السيد لؤي الذي يحاول أن يكون إنسانويا جداً، يرعبه " العنف" و"القتل" إلى حد التطير، ويتساوى لديه الفعل المقاوم والفعل الإرهابي، فـ " تمييز الأعمال العنفية وتعريفها هو طريق مسدود أصلاً"، (أليس ديمقراطياً ومسالماً ؟!)، قد وضع نفسه وبانحياز واضح(ومدرك) إلى جانب الأخر(أمريكا على وجه الخصوص) الذي هو عنفي بامتياز، في حين لم يخطئ الكثيرون في " البلدان العربية، وبالأخص في سورية (عندما اعتبروا) أن سياسة الولايات المتحدة هي المسبب الرئيس للإرهاب" إلى جانب مسببات أخرى عديدة، ولم يخطئوا أيضاً عندما طالبوا بعقد مؤتمر دولي لتعريف الإرهاب وبالتالي تمييز العنف الإرهابي عن العنف المقاوم.
وإذ نتفق معه في ظنه، بل نؤكد، بأن "الشخص الذي تمرس على العنف"،( ونضيف الحكومات التي اعتمدت العنف أسلوب في السياسة)، ولا يهدف إلى " تحقيق عدالة أو مساواة أو حريات للناس" هو شخص مجرم خطر على نفسه أولا وعلى من يمارس عنفه عليهم ثانياً. هذا هو واقع الحال بالنسبة للعنف الذي تمارسه الإدارة الأمريكية في العراق وفي غير العراق، وينطبق ذلك أيضاً على العنف الصهيوني في فلسطين، وعلى العنف الذي تمرست الأنظمة الاستبدادية في استخدامه ضد شعوبها، وعلى العنف الموجه إلى قتل المدنيين الأبرياء...الخ.
وبعد في ختام هذه المقالة الحوارية مع ما جاء في مقالة السيد لؤي، نود تسجيل الملاحظات التالية:
1- العنف بمختلف أشكاله هو أداة من أدواة التاريخ يحقق بها منطقه، ولا تجدي معه المواقف الأخلاقية، حتى وإن كانت تصدر عن نيات نبيلة، بل فهم أسبابه ومعالجتها.
2- إن المناخات التي خلقتها العولمة هي بمجملها مناخات عنفية، زادتها حدة وهمجية إدارة أمريكا لها في الظرف الراهن.
3-تتحمل الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص، مسؤولية مباشرة عن العنف الذي تنسبه إلى متطرفين عرب وإسلاميين، فهي التي رعته واستخدمته في مواجهتها مع الاتحاد السوفييتي السابق، ومع الشيوعية العالمية، وكانت تسمي الذين كانوا يقومون به في ذلك الوقت " بمناضلي الحرية ".
4- وهي تتحمل أيضا جزءا كبيراً من المسؤولية بالتشارك مع الدول الغربية عموما عن تفشي العنف الإرهابي في المنطقة، من خلال دعمها للاستبداد في المنطقة، أو بلغة السيد بوش الابن "غض النظر عن نقص الحرية"، وكذلك من خلال دعمها اللامحدود للكيان الصهيوني، وغضها النظر عن الظلم الهائل الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.
5-إن الاستبداد المزمن في المنطقة، وفشله المزري في إنجاز تنمية مستدامة، وعجزه المذل عن التصدي للمشروع الصهيوني،والوقوف الجدي في وجه من يدعمه ويسانده، وعدم مقدرته على الإجابة عن أسئلة الحداثة، بل وتحقيق حد أدنى من التضامن في مواجهة مستحقات العولمة وخصوصا على الصعيد الاقتصادي والسياسي، واستمرار اللجوء إلى الخيارات الأمنية في معالجة أبسط القضايا المجتمعية، من لقمة الخبز إلى قضية الحرية، خلق أجواء من الإحباط غزت جميعها الميل إلى العنف لدى شرائح واسعة من الناس.
6- إن فشل الحركة القومية بصيغتيها البعثية و الناصرية، وكذلك فشل الحركات الشيوعية في المنطقة، في تقديم نموذج للسلطة أو للسلوك السياسي غير استبداديين، واستمرار تراجعهما الاستراتيجي، وكذلك ضعف التيارات الليبرالية في المنطقة، وتقديمها لنفسها بصورة تغريبية، خصوصا المحدث منها، جعل الإسلام السياسي يملأ الفراغ، وهو بطبيعته يغلب عليه الطابع العنفي، تغذيه ثقافة جهادية(عنفية)، تجعله لا يرى الأخر المختلف، أو المخالف، إلا في صورة كافر، أي عدو..الخ، حتى لو كان هذا الآخر من أبناء جلدته.
7 - إن الممارسات الأمريكية في العراق، وكذلك الدعم السافر للكيان الصهيوني، تولد باستمرار ممانعات جديدة، تضاف إلى الممانعات الموجودة أصلا في الواقع المحلي، أمام تقدم خيار الحرية والديمقراطية في الدول العربية. لقد حشرت القوى الديمقراطية في حيز ضيق جداً، وأخذ خطابها الديمقراطي يفقد الكثير من قيمته الانفعالية الإيجابية، وأصبح أي حديث عن الحرية والديمقراطية يعيد إلى الذهن ممارسات أمريكا في العراق، وأخرها فضيحة تعذيب السجناء العراقيين في سجن أبو غريب، والضغوطات التي تمارس على قناة الجزيرة القطرية لتغيير نهجها الإعلامي..الخ.
8 -وبالعودة إلى العمل الإرهابي الذي وقع على أوتستراد المزة في مساء27/4، والذي ندينه بأقسى عبارات الإدانة، فإن السلطة وحدها التي سوف تستفيد منه، لتخفيف الضغط الداخلي والخارجي عليها للقيام بإصلاحات سياسية حقيقية، من قبيل إلغاء حالة الطوارئ والأحكام العرفية، وتشريع العمل الحزبي والنقابي المعارض. بل وقد تؤجل أو تتباطأ كثيراً في تنفيذ "مشروعها الإصلاحي" الخاص بها.




#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنمية الموارد المائية ف سورية وترشيد استعمالاتها
- الدولة والسلطة في سورية
- منظمة التجارة العالمية-الفلسفة والأهداف
- منظمة التجارة العالمية -المخاض الصعب
- بمثابة بيان من أجل الديمقراطية
- الديمقراطية في ميزان القوى الاجتماعية
- الاوالية العامة للحراك الاجتماعي
- التغيرات العالمية والديمقراطية
- إشكالية الديمقراطية في سورية
- دكتاتورية البروليتاريا أم الديمقراطية الشاملة
- هل تعود سورية إلى النظام الديمقراطي
- سيادة الرئيس....
- الحزب السياسي ودوره في الصراع الاجتماعي
- الإسلام والديمقراطية
- الصراع الطبقي في الظروف الراهنة
- الديمقراطية بالمعنى الإسلامي
- قراءة في الحدث- الزلزال العراقي
- الديمقراطية التي نريد
- الصراع الطبقي وأشكاله
- أزمة الديمقراطية في الوطن العربي


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - منذر خدام - حول - الإرهاب يدخل إلى سورية -