أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد الغالبي - أسوار مملكة السر ( الفصل الثاني والثالث )















المزيد.....

أسوار مملكة السر ( الفصل الثاني والثالث )


سعد الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 2710 - 2009 / 7 / 17 - 08:36
المحور: الادب والفن
    



الفصل 2

في حجرةٍ ملاصقةٍ لحجرةِ زوجها ـ تكاد تسمع مراسيم صلاته ـ دخلت حليمه تنظر ، ثمة فتاة تغط في نومٍ عميقٍ وبقربها فتى صغير لم يتجاوز السادسه من
عمره ، يرقد على فراشه, نظرت حليمه بعيون امتلأت شفقة وحنان بإتجاه الفتاة ثم استدارت لترجع غطاءاً الى سابق عهده بعد أن أزا حه عبث الفتى لكي يكمل نومه،خشية أن يوقظه برد الشتاء...اقتربت حليمه من الفتاة وانحنت عليها وراحت تهز جسدها الدافى برفقٍ ،إستيقظت الفتاة مبتسمة حين شاهدت وجه أُمها... أدركت حينها الفتاة , إنَ الصباح قادم ولابد أن يكون فطورالأب في متناول يديه ، بعد أن ينهي صلاته .

الفصل 3
أنهى الرجل الضرير صلاته وإتجه يقترب من جدارِ الحجرةِ وراح يتحسسه’ بيده ،عندئذ أيقن انه في مكانه الصحيح ،جلس مستندا بظهره على الحائط , ثم بدأ بأخراج مسبحته من جيب ثوبه العلوي وراح يداعب بأصابعه حباتها....عاد صرير الباب الخشبي من جديد وعادت معه حليمه وهي تحمل طبق كبير بين يديها ، تقدمت وأمام زوجها وضعته.
دخلت تلك الصبيةالى مكان جلوس الأب , تحمل بين يديها اناء قديم ممتلأ بالجمر، يكاد وهجه يضيء وجه الفتاة ، وضعت الفتاة اناء الجمر أمام الأب .
شعر الأب بالدفء ، حينها إستدار ناحية طيف الفتاة وقال: بوركت يابنيتي ،أشعر بالدفء عندما تحضرين وأنت حاملة هذا الجمر.
راحت حليمه تقرب الطعام المتواجد في الأناء الكبير من متناول يد زوجها قائلة:
- هل ترغب ..بتناول "الدهن الحر" أم هذا البيض المسلوق؟
لم يكن في حيرةٍ من امرهِ فيما سوف يختاره’ ...اذ انه’ أدمن طعاماً يتناوله كل صباحٍ منذ أن أصبح من سكان القرية , حيث أن طعام الدهن الحر؛كما يطلقون عليه سكان الريف ,هو الغذاء الذي يمنحه النشاط والحيويه .
وحين أنهى الرجل تناوله لطعامه حتى أسند ظهره على الجدار ,وراح يرتشف الشاي من قدح بين أصابع يديه وهو حذر من سخونة المشروب.
علا طرق على الباب الخشبي العتيق, الموجود في فضاء البيت الخارجي،جاعلاً الرجل الأعمى يتساءل من يكون القادم في هذا الوقت؟! اذ لا أحداً يحضر والسماء هذا حالها إلا لأمر هام , فما قولك ياحليمه ؟
أدركت حليمه , لابد لها من التهوض , دفعت بجسدها نحو الأمام تحاول النهوض , مما جعل خيوط " العّصابه " التي تشد بها رأسها ،تتحرك في اتجاهات عدة وكأنها فرس تريد أن تتهيأ للانطلاق في مضمار سباق .... حليمه وهي تحاول اجتياز المسافه التي تبعدهاعن الباب الخارجي للبيت , بدأت الأفكار تهاجم تفكيرها ... من سيكون خلف الباب ؟
لأنها تدرك قسوة الأيام وما تحمله من مفاجآت,هي تعرف – رغم بساطةالحياة التي تحياها مع عائلتها –أن الحياة قد تطرح شيئا مشوها يحول حياتهم الى جحيم لايطاق .
نادت حليمه :من القادم ...من يكون خلف الباب ؟
صوت رجل من خارج البيت : أنا .... أنا ياخاله .
قالت : عرفت’ الصوت .. إنه فاضل .
إبتسم فاضل لرؤيته حليمه وهي تضع ابتسامه على شفتيها,أحس بصدقها,لأنه كان يدرك دائماانها امرأة حنونه رغم كونها زوجة لأبيه.
قال فاضل :نعم ياخاله..أدركني بعض المطر وأنا في طريقي اليكم .
دخل فاضل ,وبعد أن استفسر عن وجود أبيه,أشارت له حليمه نحو مكان وجوده ...جاء الصوت من داخل الحجرة:من كان ياحليمه ؟
قالت حليمه :انه فاضل ياأبافاضل.
-عمت صباحا ياأبي.... قالها فاضل وهو يخطو.
مد أبو فاضل يده نحو ولده,رغبة منه بالجلوس قربه قائلا:
- تعال بقربي .
اقترب فاضل وأمسك كف اليد الممدوده وراح يقبل ظهر الكف,عندما أحس أبو فاضل بشفاة ولده تطبع قبله على كفه,قال:بارك الله بك ياولدي ...اجلس .
تناول فاضل طعامه عندما دعى والده الى ذلك ,فيما راح الأب يفكرفي سبب لحضور ولده في هذا الوقت المبكر ,وفى يوم ممطر كهذا...أيقن فاضل أن أباه في حيرة من أمره,عندما رمقه بنظرة,لذلك حاول جاهدا أن ينهي طعامه,مسرعا في ذلك,رغم انه كان جائعا نتيجة لبرد الشتاء والمطرالذي تعرض اليه ، حاول فاضل أن يبدأ الكلام ,ولكن الأب سبقه قائلا:
- لا أظن أن مجيئك في يوم كهذا رغبة منك,فقط لرؤيتي ,رغم اني أعرف مشاعرك نحوي ...اني أعرف أن للأنسان قوة وطاقه ولكن ..قوة الأنسان لايمكن أن تتجاوز قوة السماء ....أظن أن الأمر هام ؟
ابتسم فاضل قائلا: لاتصعب الأمر ياوالدي ...ان جل الموضوع هو أني كنت قادما اليك ثم وجدت نفسي بين طرفي طريق ,أما السماء فقد بدأت بالمطر ,فكنت بين خيارين ,اما أن أرجع ...أو أقدم عليك .
قال أبو فاضل :فأخترت القدوم ...اذن قل سبب هذا القدوم .
قال فاضل: بعض الناس تحاول عبثا ودون تفكير أن تجعل أرزاق الآخرين على جانب كبير من الضياع . .....أظن أن الرزق هبة من الله, ولايمكن لأحد أن يمنع هذه الهبه من الوصول .
قال أبوفاضل :ولايمكن ...وان حصل ، فلوقت قصير .. ولكن قل لي، هل نالك شىء يضر فيما قلته ؟
قال فاضل : ان ابن أخ ,لصديقك الحاج ياسر ، يقف معترضا لطريق الآخرين العائدين من الهور ، ويمنعهم من ارساء زوارفهم قرب الضفه ...بالأمس اشتكى منه شريكي في الصيد ,وأقصد موحان ,وسبقه بأيام ضيول ،وهكذا نحن .
اعتدل الأب في جلوسه، ثم قال :فاضل ...دعني أفهم الموضوع خطوة بخطوة ..أيهما من أولاد حميد؟
قال فاضل : انه الأصغر ,انه راضي ...يعتقد أن لرسو الزوارق تأثير سلبي على شباك
الصيد التي يضعها قرب الضفه .
اختلس الأب لحظات من الزمن للتأمل ,ولكنه لم يمنع نفسه من التفكير ، اذ راح يحدث نفسه حديث خفي قائلا:
-أظن أن الوقت قد حان لتصحيح وضع قد يصبح طريقه شائكا لو ترك دون حراك عندها يكون من الصعب اجتياز هذا الطريق ، سيما وأن شجار مثل هذا لابد أن
يحصل يوماً .. وأظن إنه قد حصل .. ألأجدر بي أن أبعث الى صديقي الحاج ياسر لعلني واياه نجد الحل .
نهض فاضل ووقف بين يدي والده ...
قال الأب : بعد طلوع الشمس ,اجعل الحاج ياسر على علم برغبتي في رؤيته.
عادت حليمه لتجد زوجها يجلس بمفرده ,غارقا في تفكيرهي تجهله ...أحس أبو فاضل بخطى قادمه قال: من حليمه هنا ؟
قالت: نعم ياابافاضل.
قال لها :
-ليعمل حمدان على تجهيز موقد النار في "الربعه" .
استغربت المرأة من طلب زوجها هذا....قالت :هل ترغب حقا بالجلوس في ذلك المكان رغم برودة الشتاء والأرض مختنقه بمياه الأمطار ؟!
قال أبو فاضل بثقة: أجل ، لأنني على موعد مع الحاج ياسر ، اني أعلم سرعة قدوم هذا الرجل



#سعد_الغالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث في سلسلة طويلة ... أنا رجل (3)
- رواية ... أسوار مملكة السر (الفصل الأول)
- حديث في سلسلة طويلة ... أنا رجل (2)
- حديث في سلسلة طويلة ... أنا رجل


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد الغالبي - أسوار مملكة السر ( الفصل الثاني والثالث )