ليلة القبض على خلف الدواح _ 1

ناصر الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 2708 - 2009 / 7 / 15 - 08:04
المحور: الادب والفن

أنقطعت اخبار خلف الدواح منذ سفره الى ايران بمعية حرمه المصون الزايره ( شنونه ) لزيارة العتبات المقدسه هناك وكان هذا قبل ثلاثة اشهر وفيها بعث لي ب ( مسج ) من مدينة كاشان قال فيه ( مولاي بن الرسول أنا الآن في كاشان وزوجتي شنونه الى جواري وأدعو لك بالهدايه عند ضريح جدك الصحابي الجليل ابو لؤلؤه حشرنا الله واياه في جنات نعيم / أخوكم في الأيمان الزاير خلف الدواح !! )
بعدها لم اسمع منه اي خبر
حاول الاتصال بأصدقائه فلم احصل على اي رد سوى ان الرجل مسافر للعمرة !
وبعضهم قال بأن طلب اللجوء الانساني في الصومال !
بينما اكد البعض الآخر انه في النجف معتزلا لأكمال دراستة الحوزويه
مررت على داره فوجتها موحشة كأنها مقبرة النجف !
وبينما كنت مضطجعا على سطح داري ليلا وانا متستمتع بالغبار الربيعي الذي انعمه الله علينا من دون باقي دول الجوار فشكرتة بكثرة الدعاء على هذه النعمته الفضيله !
كان الغبار صافيا وباردا ومنعشا وهو يتخلل مسامات جلدي فأحال تلك المسامات الى عيون ماء طبيعيه فشكرت الله مرة أخرى بعد ان قطعت علينا المياه من الاخوه بالدم والاخوه بالمذهب والاخوه بالدين !!
في هدأة الليل أرتفع صوت موبالي وهو يعزف مقطع أغنيه ( آني المسيجينه ) فأيقنت ان خلف الدواح على الخط !؟
_ ألو .... حبيبي ابو حسين
_ من حبتك حيّه ... عمي شني سالفتكم يساده .... يعلاّم ... بالجّذب لا ترمّشون لا تتصلون .... ما تكولون وين صار صاحبنه .... مات ... أنجتل ... انخطف ... تمرض بفلونزه الخنازير .... بفلونزه الطيور ... بفلونزا العمايم .... عمي على كيفكم .. تره الله راح يكّلبه عليكم ويطلّعلّكم حجاج ثاني يمسح بيكم الكاع مسح !!
_ عمي عيد المبارك من سمع صوتك ... وروح السيد هسه انته على طرف الساني ... سبحان الله ... الكلوب سواجي !!
_ شوف سيد لكّو .. هاي سوالفك بعد ما تمشهي عليا ... تره أطلّع السيد من كبره وحركه مره ثانيه ... انتم ناس صاحبكم فد الكدام أعيونكم
والله بلاكم بطيحان الحظ .... بعد ... وبعد ... الله وكيلكم انتظرو فد تطلع نتائج الانتخابات القادمه راح أعمايمكم تنقرض مثل انقراض الديناصورات .... ويكّولون أكو عمامه بعد !!
_ حبيبي ابو حسين ... أنتة تدري آني لامن جماعة العمايم ولا جماعة السداير ... آني صاحبك في السراء والضراء ... أني عضيدك السيد السند ... على اية حال يمته رجعت من ايران ؟
_ سيدنه .. شبيك قابل نايم ويا اهل الكهف ... آني ما بقيت بأيران غير أسبوع زرت جدك الرضا وجدتك معصومه قوم ومولاك الصحابي الجليل ابو لؤلؤه ... عمي الا أكلك وكعت بتهلكه جبيره وجنت ..... ؟
_ وين جنت .... أحجي ؟؟
_ مولانه انتم الساده سركم بجامع .. أخاف اسرك وتشرني على الحبل ؟
_ لا ورح مايكل جاكسون ..... سّرك أبير !
_هسه صّدكتك بيك لنكم الساده دومكم جذابه ... باجر غداي يمك حتى أسولفلك شصار بيا ... أودعناكم !!
جافاني النوم .... ورحت اضرب اخماس بأسداس ثم أعود بقسمتها على ارباعا وأثلاث ليصبح الناتج صفرا على اليسار دوما !
ماذا جرى لخلف الدواح ... وين اختفى طوال هذه الفتره ؟
وخاصه انه مثل السمكه اذا غادرت مكانها تموت !
هل تم اختطافه وتمت المساومه عليه لحين دفع الفديه ؟
ثانيا من دفع الفديه وهو المقطوع من شجره الا من جذع زوجته ( شنونه ) ؟؟
لا اعرف كيف مضى الليل .... و لكن عند صلاة الظهر كان خلف الدواح بلحمه وشحمه امامي وهو في كامل اناقته ببشره بيضاء كأن لم تلوّحها شمش حزيران ... فسألته مندهشا
_ ولك شنهي سالفتك ... جنت تزور القطب الشمالي .. ياهو من الأئمه مدفون أهناك ... صاير تنقرط كرد .. لعنتله على ابو أيام البطيخ لو يرجّعن .. وروح السيد ما أفوّتك لو تصير عدنان الدليمي !!
_ شنهي السالفه مولانه .... الزينبيات ما شبّعت منهم ... اجا السره على المكرود ؟؟
_ قبل ما تحجي ... شتريد غده ... طابك سمج .. سمج يابس ... لو محروك اصبعه ؟!
_ اريدلي قوطيتة بيرة زردومي يابس ... وكلبي موّجر نار من القهر !!
_ جّنك على قوطيه ... أجتك ثنتين ... كول ثلاثه ... وبثواب السيد اربعه صارّن !!
_ ولكم شنهي هذا الكرم الوكع عليكم يالساده الأجلاف ... دومكم تاخذون ما تّطون ... قرّب يوم القيامة... لو آني حلمان ؟؟
اتى خلف الدواح على علب البيره بالكمال التمام واردفته بخامسه وسادسه حتى غفى على جنبه وهو يناديني بعيون شبه منسدله
_ ثيدنه .... لا تندهني على الريوك !
تركته في اغفائته واقفلت عليه باب الغرفه .. وذهب لاكمل مقالتي على جهاز الابتوب !
بعد اكثر من ثلاث ساعات سمعت طرقا عنيفا على باب الغرفه وخلف الدواح ينادي بأعلى صوته
_ حرس .. حرس ... افتح الباب راح أسويها على هدومي !!!
هرعت لأفتح الباب واذا بخلف الدواح واضعا يدا على مؤخرته ويده الأخرى على خصيتاه .. ثم خرج مهرولا نحو المرافق الصحيه ويصيح
_ لعنتله على بو خيركم ... شنهي سالفتكم حابسيني بسجن الرصافه ولو يم جماعة بدر ... لو بسراديب جامع براثا !!
لحظات وأذا بأصوات نشاز تتصاعد من ارجاء المرافق الصحيه بعدها سمعت تنهدات خلف الدواح وهو يخرج كلماته من فمه وبصعوبه
_ أفيّش ..... يابويه .... هسه ارتاحيت ... وتنفست براحتي ... من طركاعة على بو خيركم من الساده والمقلمين ... عمي بالتسفيرات ما شفت هجي عذات .... ما تكلي يسيد وين جنت تشتغل ... بالسافاك ... لو يم اطلاعات... لو بالسفاره الايرانيه بكرادة مريم لو ببوغريب ... لو يم جماعة
ابو حميد المهندس ..... لا عمي هذا شغل بدر لو جماعة جيش المهدي ... لا ولله ... سلام الله على الجماعه ... هذا شغل جلاّوي الصغير !!
خرج خلف الدواح من المرافق الصحيه وهو يتمتم
( الله واكبر على هذه الطركاعه السوده .... لو ضال بعد شويه جان ......... !! )
ثم صاح :
_ جا الغده وين صار ؟
_ شتكول يا غده عمي ... اشو أكلتلك سمجتين أصبور مزه ويا الشرب ... شنهي نيتك يخلف تاكلني ؟؟!!
_ ولك سيدنه شتكول .... حرام الزاد ما طب بزردومي !!
_ ولك جا غير انته سكران وماتدري بروحك ..... ولك أكلت حتى كشور الركي ..... الطلي شراح ياكل الليله .... ولك ابتليت كتلك تعل أتغده يمي؟
_ سيدنه رحمه للوالد .... تره بطني توصوص ما عندك كسرت خبز شدة ريحان باكة فجل شوية تمر ؟
_ رح اجيبلك ربع عرك ... بعد شتريد مني ؟
فأجاب صارخا
_ ولك تريدني انتحر .... كتلك اريد لكمة خبز مو سم الحسن ... من طراكه الوكعت على روسكم هذا بيت سيد ولو بيت ميخه ابو العرك ... وين ما ادير وجهي بطالة العرك والويسكي مطشره.... لا قبله نامه لا سجادة صلاة لا تربه لا قرآن فاطمه لا مفاتيح الجنان لا صور للسيد شنهي السالفه مولانه ؟؟
ومن اجل اسكاته جلبت له قدر مصموطه مع خمسة اقراص من خبز التنور ورأسين من البصل وزهمود من التمر ودولكه من اللبن ووضعتها امامه فأجاب
_ هسه انته والساده وقنادركم على راسي ... جا من الأول سويها ليش تحرك كلبي حرك وآني ابويه أنسمط بالتسفيرات !!
_ شتكول خلف .... يا تسفيرات هاذي ؟؟
_ عمي خل اتزقنب وبعدين أسولفلك على الشغله وروح الساده !
راح خلف يثرد الخبز داخل القدر ثم قطّع رأس البصل بأسنانه ثم أنكب عليه وكأنه لم يذق الطعام منذ سنين وهو يتمتم
_ الف الف رحمه على والديك ووالد والديك ... الف رحمه على الديس الرضعته .... الف الف رحمه على مايكل جاكسون .... جاي هاي العدل يبو خيمة الزركه ... بن جاكسن يموت ويبقه جلّاوي بالبرلمان ؟
ثم راح ينشد :
هلبت مات هاديها ..... ضلت للبعوره اليوم تاليها
ثم راح في نوبة بكاء تلاها ضحك هستيري فأيقنت ان الرجل قد جن فرحت أتسائل
_ ها خلف .... أوكي ؟؟
فرفع ابهام يده اليمنى وقال
_ أوكي مستر ... كد فري كد !!
نهض وغسل يديه ووجهه ثم اسعفته بأبريق من الشاي المهيلّ شرب منه حتى ارتوى
بعدها اشعل سيكارته واخذ منا نفس طويلا وزفره بتجاه سقف الغرفه تنحنح ثم قال :
_ تدري مولانه من صار التغيير رجعت ويه جماعة بدر وجنت برتبة عميد بالفيلق
_ ولك شلون صرت عميد وانته جانت رتبتك بالجيش رئيس عرفاء قبل ما تشرد لأيران ؟؟!
_ سيده انطيني فنتك ... مو آني دخلت دوره سريعه بفيلق القدس وتخرجت برتبة نقيب ركن بصنف طيران الجيش !
_ جا شلون صرت طيار وانته صنفك اعاشه ؟؟
_ عمي على كيفك مراسلين وحدقجيه وبوقجيه صارو اركان ... جا هيه يم بن عمه ولبست بوشية ؟؟
_ زين وبعدين ؟
_ بعد التحرير دمجو الفيلق بالجيش وترفعت الى رتبة فريق اول ركن وتحولت الى صنف الشرطه وعينوني مدير تحقيقات ملجىء الرصافه .... بيها شي ؟؟
_ لا مابيها شي ... هذا حق وحقوق
_ من صارت هوسة ملجىء الرصافة حالوني للتحقيق بحجة انتهاك حقوق الانسان واستخدام وسائل بشعه في التحقيق والتعذيب مثل الدريل والتيزاب ... وآني بريىء ورح ابو لؤلؤه !!
_ أبين من لحيتك الجنهة لحية صخل ... أي وبعد ؟
_ ورادوني ان اكون كبش فداء واعترف حتى ينسد الموضوع قبل ما ننفضح كدام الناس ... وآني قبلت ان اكون الضحيه لأجل عيون بن صولاغ من جان وزير للداخليه ... بالرغم من أني استخدمت صلاحياتي التي اعطاها لي بن صولاغ لا اكثر !
_ وبعدين ؟؟
_ شبعدين ... اشو من طّلعوني من الشرطه .. سرحوني بالكنافذ !!
لّحد سأل عني ... لّحد خابرني ... لّحد كال خلف وينة ؟!
وأني ما جذبت خبر لبست عمامتي البيضه الضامه لليوم الأسود ورحت فتحت مكتب لقعود الزواج يم المحكمه الشرعيه !!
_ وكمت تعقد لزواج المتعه ... مو مولانة ؟
_ ما اجذب خبر الأمور مشت اوكي ..... يوميه الدخل يتضاعف والله فتحها بوجهي .... فد يوم اجا واحد وياه وحده امبركعه وكال اريدك تعقدلي عليها لمده ساعه ... وآني هّم ما جذبت خبر كمت واكملت الواجب بالتمام
المعرّس كام وشاورني وكال ... شيخنة آني رجال غريب وما اعرف احد بلكت اكضي الساعه بمكتبك واطيك اجرتك واجرة غرفة نوم بالفندق وتسهل الامور ... وحط بيدي خمسين الف !!
كلت بنفسي هاي الشغله بسيطه ومربحه ... ياهو اليدري بيه !
كمت ونزلت الكبنك مال المكتب ورحت اتغده والجماعه بقوا بالمكتب يكضون حاجتهم
رجعت وره ساعه لكيت الجماعه رايحين والمحل متروس ورق كلينكس مستعمل ولكيت لباس مره متروك على ميز الكتب !!
_ هسه صرت نص كـ ... ؟
_لا وروح السيد تسهيل أمر !!
_ زين وبعدين ؟؟
_ كمت وسويت أوفيس بالمحل للأمور المستعجله !!
_ عاشت ايدك ... لكفت الشغله !!
_ لا ... وداعة عمار ... تسهيل أمر !!
وبعدين شفت الامور مشت وياي وصار الشغل تجاري كمت واجرت بيت وره المكتب واثثتة درجه اولى تبريد مركزي وخدمات متكاملة ... خصم الحجي فندق خمس نجوم توب ... الامور طكت عندي والشغل زاد وتوسع والطلبات كثرت وتعدت المحافظه الى المحافظات المجاوره واخيرا وصلت لأعضاء الحكومه والبرلمان والسياسيين .... والجماعه صارو جوه ابطي !!
رحت وشتريت فندق وعلى هالدك طحينج ناعم !!
_ ومرتك شنونه ... شنو شغلها ؟؟
_ بسراحه ... جان نيتي أشغلها وياي ... لكن خفت منها .. أخاف تكمشني بالجرم المشهود ... وتعال يا خلف احلف بالعباس بعد ما تخوني
وتدري آني نفسي دنية وما اكدر اسيطر ... لكن بنت الجلب سألتني فديوم من شافت جيبي متروس بالدفاتر
يخلف شنهي السالفه أخاف رجعت لشغلتك القديمه من جنت تشتغل ويه الجماعه تبيع حشيشه ؟
فأجبتها بأغلظ الأيمان بأن هذه الفلوس أمانه مالت الناس
فراحت تتسائل ... يخلف ياهو يأمن بيك .. اشو انتة تاكل الحلال والحرام .... الأخضر واليابس ؟؟
على اي حال سكتتها بدفتر وبعدها ما كالت شي !!
_ زين وبعدين وين وصلت الامور
فأجاب صائحا
_ شنهي عمي ... جاي انتة تحقق وياي ... لو أحد دازك علّيا ؟؟
أدري زقنبتني صّبور وشربتني سم الحسن .... قابل عاقد علّيا عقد متعه ... من بلابوش متعة ؟!
وللحكايه بقية ..

#ناصر_الياسري (هاشتاغ)

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات

رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -

تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

| نسخة قابلة للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295