ريتا عودة
الحوار المتمدن-العدد: 826 - 2004 / 5 / 6 - 06:56
المحور:
الادب والفن
”أبعد من أن تطالني يد”
أغافلها، وأفرّ من إلحاحها الروتينيّ :
- هيّا... إذهبي لغسل الأطباق يا هنادي.
أتسللُ عبر الباب الخلفي الى الفناء والحبلُ في يدي.
بفرح غامر أسابقُ الزمن..
قفزة.. قفزتان.. ثلا...
تصطادني يد.
_أنت هنا.. وأنا أذوي وحيدةً هناك!؟ طبخ.. وكنس.. وكيّ يا لقلبك..!
يهوي قلبي..
أراه يتدحرجُ بعيداً بعيداً ..ليستقر بين خيطان العنكبوت.
تقبضُ على فستاني وتدفع بي أمامها الى المطبخ.
تنتزعُ الحبل من يدي، ثمّ .. تتناول مقصّاً... وتشرعُ في تقطيعه إرباً إرباً،
وتلقي بالقطع في سلة القمامة...!
لا تأبه للنجوم التي بدأت تتساقط عن جبيني, ولا لغرق مراكبي.
تتوعدني قبل أن تتوارى خلف ظلّها :
- إياك ألا تغسلي الأطباق فوراً,
سيكون عقابك أسوأ من كل مرّة...!
***
أتحسسُ الماء في الطشت وأتلذذ بدفئه.
تستهويني فقاعات الصابون وهي تتطاير من حولي كالفَراشَات ِ المُلوّنة.
أتناولُ طبقاً..
أصنعُ حبلاً....
ومعَ كلِّ طبق ٍ أُحَلّقُ بعيداً... بعيداً...
فوق البنايات.. فوق السهول.. فوق المراكب.. فوق الكواكب......
أبعد....
أبعد من أنْ.... تطالني يد.
#ريتا_عودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟