|
يا له من شخص؟؟(صاحبنا في الموضوع )
محمد ريفلاند
الحوار المتمدن-العدد: 2714 - 2009 / 7 / 21 - 09:45
المحور:
كتابات ساخرة
يرى ويدرك و يعي ان الطريق التي يسلكها منذ فترة طويلة مملوؤة بالأشواك....لكن و بالرغم ايضا من نصائح و تنبيهات اناس كثيرون سلكوا نفس الطريق لم يستطيعوا ان يكملوها و عادوا و رغم كثرة القبور على جانبي الطريق مكتوبة عليها ان الطريق هو السبب....رغم كل هذا يصر صاحبنا على سلوك هذا الطريق ..
و في كل مرة يصرخ و يصرخ بشدة و يقول بأنه لابد له من سلوك هذه الطريق..و يحدث الآخرين و يقول لهم لما كل هذه الأشواك في طريقي؟لما كل هذه العقبات؟أ يعقل هذا؟... يسمع صوت خافت من الوراء يقول له ارجوك سيدي عد للوراء و غير الطريق...اختر طريقا أخرى..يغضب صاحبنا كثيرا و يصرخ اكثر فأكثر و يردد هذه طريقي و لن أتنحى و لن اعود للوراء..
و ما ان يسحق و يقضي عل بعض الأشواك بالمنجل حتى يرى في الأفق القريب اشواكا أخرى امامه تنمو ..ويراه الحارس المكلف بالطبيعة؛ عذرا سيدي ارجوك حافظ على الطبيعة والبيئة..انك تدمر و تقتل نباتات لا شوك لها و نباتات رقيقة ....
تبا لك إنها تعيقني ايضا ،و تستر على الأشواك كما توفر لها خصوبة كافية للنمو...يجب ان لا أرحم اي شيء في طريقي..هذه طريقي ، كل شيء يجب أن يكون تحت تصرفي.. يصرخ و لا يأبى له ويقول كيف تطلب مني ان احافظ على هذه الأشواك و هي تجعلني اتألم؟...اسمعوا جميعا لا أحد يسألني عن الذي أفعله فأنا من افضل حماة الطبيعة و حقوق عناصرها...ان هذه الطريق طريقي و لن اتنحى عنها...بل علي ان اعالج الأمر بسرعة و ان عليكم بمساعدتي على الأقل بالسكوت و الصمت...
ينطق رجل آخر؛ سيدي انك تؤذي نفسك و نحن هم الذين يقدمون لك الدواء و نضمد جراحك و نمونك بالطعام...يرد صاحبنا؛الويل لكم..سوف تقدمون الدواء و المؤن وكل ما اطلبه..لا تريدون ان تمدوا ايديكم معي لتنقية هذه الطريق ، اسكتوا و اصمتوا و قدموا لي ما اطلبه فقط ، و لا تتدخلوا.
نفس الرجل الذي تكلم بصوت خافت يأتي الآن بشق النفس و بصعوبة بالغة يقف بمحاذاة طريق صاحبنا و يقول له سيدي لما لا تتوقف قليلا.قبل ان يكمل كلامه نظر اليه صاحبنا بغضب واشار اليه بفأس حادة ؛ انت فقط تفرج و لا تحاول ان تنصحني..انت فقط شاهد ما افعل دون ان تقول شهدت ، واسمع ما يقع دون ان تقول انك سمعت..ويمتثل الرجل ذو الصوت الخافت للأمر.
ينظر صاحبنا الى الرجل الغليظ بجانبه و هو صديق مقرب يقول له ؛ صديقي ان الفأس والمنجل الذين منحتهما لي لا يفيان بالغرض و انت كما ترى لا زلت بطيئا في تحركي..كما انني أجبر كثيرا على الوقوف..ارجوك صديقي اريد منك ان تقدم لي اداة أخرى تفي بالغرض لأتحرك بسرعة..كما لي طلب آخر ؛ تكلم مع هؤلاء الذين يثرثرون كثيرا و تفاهم معهم...يرد عليه الرجل الغليظ و يقول له لا تقلق من ناحية حارس الطبيعة والبيئة لا تكترث للرجل الخافت الصوت..اما الرجل الصيدلي الممون فهو صديقنا الصغير رغم انه يجامل احيانا الرجل الخافت الصوت..
في ما يخص طلبك الأول فدعني اعطيك هذه المادة جربها برشها على تلك الأشواك ربما تسهل عليك التحرك بسرعة... يقول صاحبنا ؛ آه شكرا صديقي ، شكرا على كل شيئ...ارجو بأن تواصل البقاء بجانبي...
وبعد قليل رش تلك المادة على الأشواك...لكن اتضحت له نتيجة مخيبة ...انها تقتل و تدمر الكثير و الكثير من النباتات الصغري و نباتات كثيرة جدا غير شائكة و قلة قليلة فقط من الأشواك...مع استمرار نمو هذه الأخيرة كلما ابيد و أزيل مثيلاتها و نباتات أخرى...
يغضب كثيرا صاحبنا و يصرخ بشدة و يكلم الرجل الغليظ و يقول له ؛ لابد ان الصيدلي الممون سيبدأ الثرثرة مرة أخرى...و الرجل الخافت الصوت ربما سيعلو صوته هذه المرة...اما حارس الطبيعة و البيئة سيبدأ مرة أخرى بإعطائي دروس في حقوق عناصر الطبيعة...الويل لهم جميعا.
يرد عليه الرجل الغليظ ؛ لا تقلق ما دمت انا بجانبك فالرجل الخافت الصوت لن يرفع صوته لأنني جالس عليه.اما الممون الصيدلي فعصاي تصله و لا يستطيع شيئا.اما الحارس فإنني اجره كيفما اشاء بحبل في عنقه.. يضحك صاحبنا و يقول للرجل الغليظ ؛ انك عظيم....انني اشكرك كثيرا...سأستمر في تنقية طريقي ولا تنسى بإمدادي بأي اداة تساعدني على القضاء على هذه الأشواك المزعجة...و يغمز له الرجل الغليظ و يشير له بالإستمرار....
و يستمر صاحبنا رغم انه يعرف ان الطريق لا تؤدي إلا إلى هاوية مميتة
#محمد_ريفلاند (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فن الخطاب
-
ايتها السيدة
المزيد.....
-
80 ساعة من السرد المتواصل.. مهرجان الحكاية بمراكش يدخل موسوع
...
-
بعد إثارته الجدل في حفل الغرامي.. كاني ويست يكشف عن إصابته ب
...
-
مهندس تونسي يهجر التدريس الأكاديمي لإحياء صناعة البلاط الأند
...
-
كواليس -مدهشة- لأداء عبلة كامل ومحمد هنيدي بفيلم الرسوم المت
...
-
إحياء المعالم الأثرية في الموصل يعيد للمدينة -هويتها-
-
هاريسون فورد سعيد بالجزء الـ5 من فيلم -إنديانا جونز- رغم ضعف
...
-
كرنفال البندقية.. تقليد ساحر يجمع بين التاريخ والفن والغموض
...
-
أحلام سورية على أجنحة الفن والكلمة
-
-أنا مش عايز عزاء-.. فنان مصري يفاجئ متابعيه بإعلان وصيته
-
ماذا نعرف عن غزة على مر العصور؟ ولماذا وصفت بـ-بنت الأجيال-؟
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|