أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عمرو اسماعيل - مستشاري الرئيس















المزيد.....

مستشاري الرئيس


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 826 - 2004 / 5 / 6 - 07:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أن رحلة الرئيس مبارك الي أمريكا و مقابلة الرئيس بوش ثم الصدمة التي لا بد أنه تعرض لها بعد لقاء بوش و شارون أوحت لي بهذا العنوان , فكل رئيس علي ما أظن له مجموعة من المستشارين ولعل أهمهم في العالم الآن كوندوليزا رايس مستشارة الرئيس الأمريكي للأمن القومي و كما هو معروف فأن الرئيس الأمريكي له مستشارين للأعلام وعدة مجالات أخري وحتي الوزراء في النظام الأمريكي يسموا سكرتيري الدولة وهم في الحقيقة مستشاري الرئيس الأمريكي كل في مجاله وهم مسئولين عن وضع المعلومات و الحقائق أمام الرئيس لاتخاذ القرارات فهو المسئول الأول و الأخير أمام الشعب من الناحية التنفيذية.
وقد كانت هذه الحقيقة واضحة تماما في المؤتمر الصحفي الذي عقده مؤخرا عن أحداث العراق و تعرض فيه لأسئلة محرجة و علي الهواء مباشرة لو تعرض لها أي رئيس في منطقتنا لكان مصير السائل من الصحفيين بعد المؤتمر هو الذهاب الي أقرب معتقل بدلا من منزله أو علي أقل تقدير منعه من مزاولة مهنة الصحافة و التسكع علي القهاوي لبقية عمره. ولكن ليس هذا موضوعنا فرغم كرهنا لأمريكا فلا يستطيع أحد ان يشكك في ديمقراطية النظام داخل أمريكا علي الرغم من ديكتاتوريته خارجها علي الأقل معنا نحن الحثالة في الشرق الأوسط.
ولكن السؤال الذي يتبادر الي ذهني كلما رأيت كوندوليزا رايس وهي تجلس في معية الرئيس الأمريكي واضعة ساقا علي ساق وتشع أحساسا بالقوة و الثقة في قدراتها , هو هل لرؤساءنا أو ملوكنا مستشارين مثل الست رايس يضعون أمامه الحقائق كما هي لكي يستطيع بعدها اتخاذ القرارات الصائبة.
أني أشك في ذلك و خاصة بعد متابعة لقاءات أي رئيس أو ملك عربي مع الوزراء و كبار رجال الدولة وكيف يتحدثون معه أو يقدموا له مشروعاتهم .. تجد الواحد منهم يتكلم و كأنه تلميذ خيبان يتحدث أمام ناظر المدرسة ونحن في مصر عندنا أمثلة كثيرة لهؤلاء المسئولين فالواحد منهم يقف أمام الرئيس مطأطيء الراس لا يرفع نظره الي أعلي قابضا علي يدية ثم يبدأ في التحدث وكأنه قد كان يحفظ ما سيقوله منذ ثلاثة أيام علي الأقل ويمكن من غير نوم و أذا رأيته بعد ذلك كيف يعامل مرؤوسيه و كيف يخاطبهم لاعتقدت أنه أسد جسور , منتهي التناقض فهناك فرق كبير بين الأحترام و الخنوع.
ومما يدعو للأسف أن السيد عمرو موسي كان يتحدث لسعود الفيصل وزير الخارجية السعودي أمام كاميرات التليفزيون بطريقة مشابهة وذكرني بمتعاقد في السعودية يخاطب رب العمل.
فكيف تتوقع من مثل هؤلاء المستشارين أن يضعوا الحقائق أمام الرئيس كما هي و بدون تزييف حتي يعطوه الفرصة لاتخاذ القرارات الصحيحة .. أنهم بلاشك يقولون له ما يحب أن يسمعه أو علي الأقل ما يعتقدون أنه يرفع اسهمهم عنده فكله تمام يا ريس و المشكلة قد تم احتوائها والشعب سعيد و يشكر سعادتكم علي ما فيه من نعمة و رخاء و أمن .. وأذا كانت هناك مظاهرة أو احتجاج عرف عنها الرئيس بمحض الصدفة فسيقول له مستشاروه الأفاضل أن هؤلاء مجموعة من الحاقدين المغرر بهم الذين تحركهم الجماعات الأسلامية أو الشيوعية من أعداء الشعب الذين يكرهون الأستقرار و النعيم الذي يرفرف علي مدن و قري و نجوع أي بلد عربي منذ تولي سيادته الحكم.
وأنا قد عشت تجربة بسيطة في أيام وزير الصحة السابق في مصر الذي أعتبره رجلا شجاعا و نشيطا مخالفا في ذلك رأي الكثيرين .. فقد طلعت أشاعة أن الرئيس سيزور المستشفي التي كنت أعمل بها في منصب أداري و يبدو أنها كانت أشاعة لها نصيب من الصحة فقد تم احتلال المستشفي من قبل أجهزة الأمن و تم رصف الطرق حولها وعمل مهبط للطائرات العمودية في 24 ساعة ,, المستشفي تقع علي الطريق الصحراوي,, وزار الوزير المستشفي عدة مرات و اجتمع مستشاره في ذلك الوقت بنا و هو لواء متقاعد وبلغة مهذبة هدد العاملين أن قدم أي منهم شكوي عامة أو شخصية للريس فمصيره هو علي الأقل هو العمل في أقاصي الصعيد.. وتم تحديد بروتوكول الزيارة تماما ليسمع الريس أن كل شيء تمام في المستشفي ووزارة الصحة و مصر كلها وفي النهاية لم يحضر الرئيس و ذهب لزيارة مكان آخر أي تم اسعمالنا كاموفلاج أمني وكم حمدت الله علي ذلك.
فكيف تريدوني أن أتوقع أن هناك مستشارين يؤدون عملهم كما يجب و يضعون المعلومات و الحقائق الصحيحة أمام الرئيس ليتخذ قرارته بناءا عليها ويتابعون ما يكتب في الصحف المصرية و العالمية و اتجاهات الرأي العام في مصر و العالم العربي والعالم أجمع حتي يستطيع الرئيس أن يكسب قلوب شعبه و يعرف نبض الشارع ويتخذ من القرارات السياسية ما يلزم لرفع المعاناة عن الشعب.
حتي في السياسة الخارجية كنا دائما نحترم السيد أسامه الباز و الدكتور مصطفي الفقي كمستشارين للرئيس في الشئون الخارجية ولكن علي ما يبدو أنهم فقدوا أحساسهم الوطني والمهني لأن ما حدث في أمريكا لا يمكن تفسيره ألا أنهم لم يؤدوا واجبهم كما يجب.
وما يحدث في مصر يحدث في جميع الدول العربية بطريقة مشابهه أو أكثر فجاجة فمستشاري أي رئيس أو ملك عربي يعتبرون أن واجبهم الأساسي هو تقديم فروض الولاء و الطاعة وأسماع الرئيس مايحبه من النفاق الفج من عينة أنه الزعيم الأوحد والقائد الملهم وان البلاد والعباد كان مصيرهم الضياع لولا حكمة سيادته و عبقريته و حنكته السياسية وأن أبن سيادته سعادة الباشا الصغير هو الشاب الأوحد الذي سينقذ البلاد من الضياع و الفوضي بعد أن يقصف الله عمر الرئيس .. المهم أن يحتفظ المستشار بمنصبه أو علي الأقل حياته وحساباته في البنوك العربية و السويسرية .. أصل البنوك الأمريكية أصبحت خطر هذه الأيام وتجميد الحسابات فيها علي ودنه.. والمهم أن تبقي بلادنا بلاد الزعيم الأوحد و الشاب الأوحد.
أن الحقيقة المرة يا سادة أن أي رئيس أو ملك عربي يحتاج لمستشارين من عينة كوندوليزا رايس فهي بمائة راجل من عندنا و انظروا كيف تساعد بوش علي أن يمرمط كرامتنا نحن العرب من حكام و محكومين ومستشارين فهي لاتخاف لأنها تعرف أن بوش زائل وهي ستبقي كشخصية عامة تتهافت عليها الجامعات ومراكز الأبحاث لألقاء المحاضرات ولن تفقد حياتها أو حساباتها في البنوك أن لم يرضي عنها بوش.
وفي النهاية لا يسعني في النهاية ألا أن أدعو الي الله أن يرزقنا بكوندوليزا رايس عربية .. اللهم آمين.

د. عمرو اسماعيل .. مصر
[email protected]
[email protected]



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الدين في القرن الواحد و العشرون
- هل الدين هو فعلا أفيون الشعوب.. أم أن هناك مفهوم أفيوني للدي ...
- الفضائيات .. أسرع طريق للشهرة .. والموت أيضا
- ما هو المعلوم من الدين بالضرورة ؟ أفيدوني أفادكم الله
- فلنرد كالرجال .. أو فلنصمت الي الأبد
- لكي تكون نجما فضائيا.. العمائم هي الحل
- قتل أم قتال في سبيل الله
- هنيئا للعرب الديكتاتورية و هنيئا لأمريكا تورطها في العراق
- أحداث العراق و مدريد ..و ثقافة قطع الشطرنج
- ألي أهل العراق.. قلة منكم تصر أنه لا يصلح لكم ألا الحجاج أو ...
- من لم يقرأ التاريخ؟ العلمانيون أم السلفيون
- نابليون بونابرت و أمريكا.. رب ضارة نافعة
- عمرو يا موسي ساكت ليه.. في الجامعة العربية بتعمل إيه
- شارون و مسلسل انتهاك العرض العربي
- باللهجة العامية.. مرارتنا اتفأعت
- الأسلام دين و دولة .. حقيقة أم وسيلة للوصول للسلطة
- صرخة ألم.. لقد بعث يزيد بن معاوية من قبره
- نكره أمريكا في العلن.. ونحبها في السر
- صراع الحضارات.. بدأ فكرة في كتاب و حوله بن لادن إلي حقيقة
- ثقافة خير أمة أخرجت للناس.. لابد أن تنتج حكاما مدي الحياة


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عمرو اسماعيل - مستشاري الرئيس