|
هل ستمنحونا الفرصة لخدمة الوطن؟
عواطف عبداللطيف
أديبة
الحوار المتمدن-العدد: 2706 - 2009 / 7 / 13 - 07:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن أستمرار المحاصصة وقيام المسؤولين بتعيين أقاربهم في دوائر الدولة العراقية، سيؤدي إلى إيجاد دولة الوراثة بعيد عن الكفاءة والقابلية والقدرة وبذلك سوف يكون التأثير كبير على مستوى الأداء وتقديم الخدمات التي تنعكس بشكل مباشر على المواطن نتيجة عدم الشعور بالمسؤولية وستتفوق المصلحة الخاصة على المصلحة العامة التي تدفع بالشباب الى متاهات الفراغ والضياع والتشرد والأجرام ويد الأرهاب وزيادة جيش العاطلين وتركهم بمواجهة واقع مزر لا يسر ولا يفرح أحد وتفريغ الدوائر من الكفاءات وتشكيل وتعاظم بؤر الفساد وحلقاتها التي أدت الىضياع مليارات الدولارات على مشاريع ورقية ووظائف وهمية وظهور طبقات جديدة من البشر أمتلكت الملايين خلال هذه الفترة الزمنية القليلة التي أستثمرتها داخل وهربت القسم الأكبر منها الى خارج العراق وأن يتراجع وضع البلد وخصوصا في الناحيتين الأمنية والخدمية الى عشرات السنين إلى الخلف وزيادة أفواه الجياع نتيجة إنعدام الرقابة والتخوف من المسائلة وتوجيه الأتهام العلني والمباشر وأتباع ثقافة الترضية من أجل أسكات الأطراف الأخرى من مبدأ (حملني أحملك )وبذا تصدر العراق قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم حسب قائمة المنظمة الدولية للشفافيةوالمرتبة الأخيرة في مؤشر السلام العالمي والمركز السادس بمؤشر الدول الاكثر فشلا في العالم والمركز الثالث في عدد النازحين قسرا داخل بلدهم والذين يقارب عددهم الثلاثة ملايين نازح وفي طليعة الدول التي تعيش فيها الأقليات الاثنية في خطر ومن البلدان التي تعيش معظم كفائاتها الوطنية خارج العراق فمرحى لنا بهذه النتائج في بلد خيراته من كل لون يسيل لها لعاب الجميع وموقع لا مثيل له يحسده عليه العالم. لا أعرف لمن أوجه كلامي ولا أدري الى متى سوف أبقى أكلم نفسي وهل هناك فائدة مما نكتب والى اي مستوى يصل ندائنا وقلوبنا تتفطر من الألم وعيوننا تقرحت من الدموع. متى سنفكر في مصلحة الوطن ؟ متى سنفكر في مستقبل العراق ؟ متى سنبتعد عن لغة الطائفية المريرة والنفاق الأجتماعي؟ متى سننتهي من المحاصصة والتقسيم على الاسس التي ثبتها لنا من دخل العراق لأجل سحقه والسيطرة عليه وأحتلاله والنيل منه ؟ متى ستنتهي الواسطة المقيتة والرشوة المفروضة ودناءة النفوس وبيع الذمم؟ متى سينتهي الفساد ؟ متى سنستطيع القضاء على دودة الأرضة التي نخرت جسم العراق ونالت من جذوره ووصلت للساق ؟ متى سيتم الأعلان عن السراق وتبدأ عملية متابعة تحصيل الأموال بالتحكيم العادل وأعادة الحقوق من سالبيها وكشف زيف الوجوه. هل سيأتي دورنا ودور كل مواطن مخلص نزيهه بعد ان شبع الجميع وأخذوا وسيطروا على ما يريدون وأصابوا الوطن بالشلل أم أن هناك أحد لم يشبع وقريب لم يعين بعد ولازال ينتظر في الطريق وهو ولا يحمل أبسط مقومات التعيين من ثقافة وعلوم وشهادة وكفاءة ؟ هل ستشرق الشمس ويزهر الورد ويفرح الشباب ويلتم شمل العوائل المشردة في كل بقاع العالم؟ هل سنعرف معنى الأبتسامة بعد نخر الألم وجوهنا ؟ هل سنستطيع أعادة الحياة للطفولة المسحوقة؟ هل سنستطيع أعادة الزرقة الى مياة دجلة وأستمرارية التدفق لمياه الفرات؟ هل سنستطيع أعادة القيمة الى الجواز العراقي وهو يتجول بين دول العالم لا أن يخاف منه الجميع؟ هل سنستطيع أعادة خصب الأرض وتوفير المستلزمات لعودة العقول والكفاءات المعطلة او التي تعمل في بقية الدول لخدمة الوطن والعمل على بنائه بدلا من قتل الرغبة والأندفاع لديهم. سادتي الأفاضل: سأوجز لكم شهادة خبرتنا وقلوبنا تتفطر من الألم لعلنا نجد مكانا للعمل وفرصة سانحة لبناء الوطن شهادة لم نعملها عند مكتب خاص ليضع فيها من كذب الكلام ويؤطرها بأحلى الأطارات هي شهادة من أرض الواقع المر. الشهادة الدراسية: أصلية معترف بها رسميا غير مزورة لا في سوق مريدي ولا في أي مكان بالخارج. المؤهلات: لنا ضمير ولنا قيم ومبادئ لم نستفد لا سابقا ولا لاحقا ولم نكن من المتلونيين الذين يركضون على صوت الطبل ليهتفون ويزمرون ويطبلون ويكونون بعدها في المقدمة في كل مكان وزمان ومراكز لا يستطيع أحد منافستهم عليها , ولا نمتلك خبرة في تهيئة الليالي الحمراء ولا خبرات أخرى مطلوبة لم نعتد عليها ولا نستطيع القيام بها . الأنتماء:العراق وفقط العراق لا يوجد للخيانة طريق الى قلوبنا وأرواحنا. التزكية :لا ننتمي الى أي حزب ليزكينا ولا قائمة لتدعمنا ولسنا من عائلة اي وزير او برلماني او أي مسؤول في الدولة وليس لنا معرفة حتى بالخياطة التي خاطت بدلة العرس لا من قريب ولا من بعيد . الولاء:العراق وفقط العراق أباً عن جد. ماذا نحمل: نحمل تاريخ واسم عائلة وموقف وطني ودماء زكية أريقت لتروي تربة الوطن. الجنسية:عراقية. فهل ستمنحونا فرصة للعمل على بناء العراق ؟ هل جاء دور من ليس لديه أحد وهو يرى نفسه كالخارج من ثقب الحائط وحيداً؟ دعونا نعمل معاً ويداً بيد لنعيد أمجادنا وتاريخنا وحضارتنا. دعونا نعمل على أعادة أسم العراق ومكانته كما كانت بين الدول. دعونا نعمل على أعادة عملة العراق قيمتها وأستقرارها. دعونا نعمل على أعطاء أبن العراق حقه في خيرات وطنه الغني بها. دعونا نكون عبرة للأخرين في التعايش السلمي وأحترام الرأي الأخر بعيداً عن الدين والمذهب وترديد الشعارات الكاذبة والمزيفة بأسم ذلك التي نغري بها المواطن الغلبان. دعونا نعمل على أن نعيد للعراق وحدة أرضه ووحدة أبنائه ليكونوا متراصيين موحديين بوجه كل من يريد النيل منه. دعونا نعمل على وضع الشخص المناسب في المكان المناسب بعيدا عن كل شئ وأي شئ والتخلص ممن أبتلت بهم الدوائر ممن لا شهادة ولا علم ولا عمل من الموظفين والمستشارين والمدراء . دعونا نعمل على محاربة الفساد بكل أشكاله وصوره المقيتة. صدقوني لن يستفيد من خراب البلد إلا من يريد ذلك والسيطرة عليه واحتلاله من أعداء العراق . ولن يستفيد من بناء الوطن ووضع حجرة صلبة نقية في جدرانه ألا العراق وأبناء العراق جميعا . سادتي الأفاضل هل ستمنحونا الفرصة لخدمة الوطن ؟ وأن نمد يدنا للمشاركة في بناء العراق أم سينال منا العمى وتصاب أجسامنا بالشلل قبل أن يتحقق ذلك ؟ وكيف والجرح يزداد نزفه؟
#عواطف_عبداللطيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أمسية أدبية في جمعية الثقافة العربية النيوزلندية
-
أنفلونزة الحرائق
-
على المكشوف
-
كل عام وأنتم الأمل
-
أين أنتم من الدين يامن تعكزتم عليه
-
إغفاءة
-
دافع عن العراق
-
شريط الذكريات
-
ما خط القدر
-
كل عام وأنتِ الخير
-
كل عيد وكل عام والجميع بخير، والثقة والآمل بغد أكثر إشراقا ل
...
-
قلاع الألم
-
صدى الأنين
-
على جرف شاطئ غريب
-
الحدود
-
لو كان الظلم رجلاً لقتلته
-
أمنية على أبواب العام الجديد
-
صرخات صامتة
-
جماعة دعوني أعيش
-
سياط الغربة
المزيد.....
-
شهقات.. تسجيل آخر محادثة قبل لحظات من اصطدام طائرة الركاب با
...
-
متسلق جبال يستكشف -جزيرة الكنز- في السعودية من منظور فريد من
...
-
المهاتما غاندي: قصة الرجل الذي قال -إن العين بالعين لن تؤدي
...
-
الهند وكارثة الغطس المقدس: 30 قتيلا على الأقل في دافع في مهر
...
-
اتصالات اللحظات الأخيرة تكشف مكمن الخطأ في حادث اصطدام مروحي
...
-
وزير الدفاع الإسرائيلي يشكر نظيره الأمريكي على رفع الحظر عن
...
-
-روستيخ- الروسية تطلق جهازا محمولا للتنفس الاصطناعي
-
الملك الذي فقد رأسه: -أنتم جلادون ولستم قضاة-!
-
زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب ألاسكا
-
سماعات الواقع الافتراضي في مترو الأنفاق تفتح أفقا جديدا في ع
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|