أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - نضال نعيسة - أرفعوا أيديكم عن المرأة














المزيد.....

أرفعوا أيديكم عن المرأة


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2706 - 2009 / 7 / 13 - 08:02
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


المنطقة قاطبة مسكونة بفوبيا الجنس. وكلما ازداد معدل الهوس هذا، كلما ارتفعت مستويات التخلف. والمجتمعات المغلقة جنسياً هي أكثر المجتمعات تخلفاً بدوياً. ومنذ 1400 عام يحاولون، في هذه المنطقة، التحكم بالجنس، وتقييده، والإفتاء به، وأدلجته، وفلسفته، ولكن من دون فائدة على ما يبدو، فلم يفلحوا في بناء مجتمعات متينة ومقاومة للمتغيرات ومتكيفة مع الصدمات "العصرية"، أو للفتوحات الفكرية.

فقمع الجنس ومحاربته، والتضييق عليه، ومطاردته حتى في الأحلام والخيال، لم يفض إلى مجتمعات صحية، وإنسان سوي، وتقدم حضاري. وظل الجنس حكراً على طبقات بعينها، وشائعاً على نحو مخيف في ما بين النخب المجتمعية والكهنوتية، التي تمارس كل شيء بلا هوادة ومن دون ضوابط أو قيود. وكان كثيرون من الأوائل الصوالح من أكثر الناس ولعاً بالجنس والنساء. وكان التزاوج والطلاق، وتبادل النساء، أمراً شائعاً بين علية القوم في ذاك الزمان. والكل يعلم قصة ذاك الخليفة الذي يضرب به المثل، كرمز لحضارة البدو وعنفوانها وازدهارها لاسيما حين خاطب تلك الغيمة المسكينة، وكان قد جمع في بلاطه، أكثر من أربعة آلاف جارية، وأمة، وسبية، وغلام، وما بينهما، من المسميات، ويقال، والله أعلم، أنه وطئهن جميعاً، دون استثناء، وكله بعون الله وفضله. فيما كان يقيم الحدود على المساكين والفقراء، وكل من تسول له نفسه أن يمارس ما مارسه هذا الخليفة المؤمن والعارف بالله.

هذا، وما زالت المرأة، ها هنا، تعتبرموضوع جنس ليس إلا، ولا ينظر إليها من خلال أي منظور إنساني عاقل ومنتج، بل مجرد بضاعة، ومتعة، وسلعة للجنس. إذ يبدو أن لا رابط البتة بين التقدم، والحضارة، والإنتاج، وكبح ومنع الجنس. بل على العكس نرى أن الكثير من الدول التي قوننت الإباحية والجنس، وفيها قدر كاف من الحرية الجنسية، قد قطعت أشواطاً بعيدة حضارياً وإنسانياً، ويكاد يرتبط التقدم الاجتماعي والاقتصادي والنظام السياسي، بمدى التقدم في مجال الحريةات العامة والجنسية منها على الأخص، لأنه يعني تقاليد "حرية"، متأصلة ومحترمة بشكل ما. فنرى دولاً مثل أوروبا الغربية، والولايات المتحدة، وكندا، والدول الاسكندنافية وأستراليا، التي تعيش البحبوحات على كافة المستويات الحياتية لا يمكن أن تقارن أو تقاس بأي من مثيلاتها البدويات. فهل ثمة علاقة بين ازدهار الجنس والإباحية، والحضارة في أي زمن من الأزمان؟

وحتى تركيا الإسلامية المعلمنة، حبن تعاملت مع هذا الأمر بشيء من المنطق والعقلانية والواقعية، واعتبرته "شراً" لا بد منه، فقد سبقت المنظومة البدوية بأشواط حضارية بعيدة. فيما لا زالت هذه الأخيرة ترسل العسس والمخبرين للتلصص على مخادع الرجال والنساء، وتطلق يد هيئات الأمر بالمعروف والنهي على المنكر، لتركيب "عدادات"، و"كاميرات" مراقبة على الأعضاء التناسلية للرجال والنساء، على حد سواء. والويل كل الويل لمن ضبط، ولو في المنام، وهو يفكر بالجنس " الحرام"، البعيد عن قبضة ووصايا الفقهاء.

والعلاقة طردية، طبعاً، وتماماً. فكلما ازداد التضييق على الجنس كلما تخلفت المجتمعات وكثرت أمراضها واستفحلت عقدها وتخلف إنسانها، وخرجت من معادلات الحياة. فنرى أن الدول التي تضيق على الحريات الجنسية، وتضطهد المرأة، وتحتقر الجنس، وتحارب الحب، وتسجن من يحتفل بعيد الحب والفالانتاين، هي أكثر الدول تخلفاً، وانحطاطاً، وبدائية، وانغلاقاً، وتزمتاً وفقراً، في العالم، وتشكل فيها الجرائم الناجمة عن الجنس أعلى الأرقام. ولعل معدلات جرائم الشرف المرتفعة في هذه المنطقة من العالم هي أكبر دليل على ذلك.. لا بل تعيش رزمة من الأمراض المجتمعية والنفسية المختلفة التي لا تحسد عليها. ونرى مثلاً، الكثير من الأمراض المجتمعية، والجنسية، في دول، مثل دول المنظومة الذكورية البدوية، حيث لا تسامح البتة، أي Zero-Tolerance مع المرأة، ومع أي شكل من أشكال الاختلاط والحرية الجنسية، وهناك قوانين في معظم المنظومة البدوية الجاهلية تبيح قتل المرأة، لمجرد الشبهة "الجنسية". وهي الجريمة الوحيدة المسموح بها، والمعترف بها في العالم، والموجودة قانوناً في الدساتير البدوية جمعاء.

ويمكن، لأي كان، أن يغتصب ويقتل وينكل بأي من قريباته، ومن ثم يجهز عليها من دون أن يتعرض للمساءلة والعقاب، لا بل قد يظهر كبطل بدوي في أعين الناس. لكن نرى على الضفة المقابلة، وحسب الخطاب البدوي، إياه، الغرب "الكافر الصليبي اليهودي"، الذي لم يعد يبيح أي نوع من القتل، وألغى جريمة الإعدام. لا بل هناك سجالات حاداً حتى اليوم، فيما يتعلق بما يسمى بالموت الرحيم الـ Euthanasiaالذي لا يبيح قتل المريض حتى لو لم كان في حالة موت سريري.

في سوريا، ومنذ أمد قريب، أطلقت لجنة "قانونية"، نعم قانونية، ومن قلب القانون، مشروع قانون بدوي صحراوي مرعب كان سيعود بالمرأة، فيما، لو رأى إلى زمن السبي، ووضع العبودية والنخاسة، والخليفة، "إياه"، الذي جمع 4000 جارية وغلام، رغم أن هذه الدولة تعتبر رائدة، نسبياً، وبالقياس إلى دول المنظومة البدوية الأخرى، في مجال الحرية المجتمعية للمرأة. فما بالكم بوضع المرأة، في الغابات والأدغال البدوية الأخرى المعروفة؟ وكم سيلزمها من السنين حتى تخرج من عبوديتها وبوتقتها وترى النور، وتعتق الظلام وتساوي زميلاتها السوريات؟ أعتقد أن الأمر أكثر من مجرد كابوس.

المرأة ما زالت، حتى اللحظة، الشغل الشاغل، والوحيد، للفقه الذكوري، والكهنوت البدوي المتربع على عرش العقل الموؤود. وعليها تتركز الأنظار، والأعين، ومن مضموناتها الجنسية، فقط، تخرج كافة القوانين والتشريعات. ألم يحن الوقت لترفع اليد عن المرأة، هذا الكائن الجميل الرقيق الحساس، ويترك وشأنه، بعيداً عن العقل البدوى المتكلس الذي لم يقدم هو ومفاهيمه، للمرأة سوى العذاب والعبودية والنخاسة المقوننة، والشقاء.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الثقافة الجنسية ضرورية في المدارس؟
- إعلام الموبايل من الصين إلى إيران؟
- لماذا المطالبة بالجزر في الخليج الفارسي؟
- ما هو سر هذا الحقد البدوي على إيران؟
- من الذي قطع أذن فان كوخ فعلاً؟
- ماذا يعني إسلام مايكل جاكسون؟
- قوانين لأحوال غير طبيعية
- هل كان إعدام سقراط عادلاً؟
- الجنس الجماعي الثلاثي
- قانون أحوال غير شخصية
- من الفتوى إلى الجهاد: قضية رشدي وتراثها
- لماذا يحتفي إعلامنا بالفساد في الأرض؟
- إنها لم تنقرض يا...أدونيس
- صفقة دمج عملاق بين إنتل، ونوكيا
- العرب والبكاء على الديمقراطية في إيران
- بين عبير العراقية، وندى الإيرانية
- الموناليزا العارية: حقيقة أم أسطورة؟
- فاغنر والنازية: حقيقة أم أوهام؟
- التكنولوجيا الثورية
- الحيوية الإيرانية


المزيد.....




- بي بي سي 100 امرأة 2024: من هن الرائدات من المنطقة العربية ع ...
- البرلمان الأوكراني يقترح تسجيل النساء كمتطوعات بعد خدمتهن ال ...
- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - نضال نعيسة - أرفعوا أيديكم عن المرأة