في ضوء فضيحة تعذيب معتقلين عراقيين الحزب الشيوعي العراقي يطالب برقابة دولية فاعلة على اوضاع حقوق الانسان في المرحلة الانتقالية

الحزب الشيوعي العراقي
(Iraqi Communist Party)

الحوار المتمدن-العدد: 825 - 2004 / 5 / 5 - 08:01
المحور: حقوق الانسان
    

اثارت فضيحة تعذيب معتقلين عراقيين على ايدي عسكريين امريكيين من قوات الاحتلال في سجن ابو غريب، وما اعقبها من نشر تقارير صحفية عن اعمال مماثلة اتهم بها جنود بريطانيون، الاستنكار والادانة في ارجاء العالم، ومن جانب اوساط الرأي العام في الولايات المتحدة وبريطانيا. وكان من الطبيعي ان يثير الكشف عن هذه الافعال، التي تشكل انتهاكاً صارخاً لمباديء القانون الانساني الدولي وللمسؤوليات المترتبة على دول الاحتلال بموجب انظمة لاهاي واتفاقية جنيف الرابعة، سخط واستهجان ابناء شعبنا العراقي الذين عانوا فظاعات دكتاتورية صدام ومجازرها على مدى عقود ويتطلعون الى حياة حرة كريمة خالية من اي عسف او اضطهاد، سواء كان على ايدي محتلين اجانب او حكام مستبدين او جماعات متطرفة تستخدم الارهاب وسيلة لتحقيق مآربها الدنيئة، غير آبهين بمعاناة المدنيين الابري! اء الذين يطالهم الاذى دون تمييز، ليشمل الاطفال والنساء والشيوخ ويشيع اجواء الرعب، منتهكين حقوقهم الاساسية، وفي مقدمتها حق الحياة.

وتأتي الفضيحة الجديدة لتضاف الى انتهاكات وخروقات فظة سلطت الضوء عليها منظمات عراقية ودولية مدافعة عن حقوق الانسان، مثل "العفو الدولية" و"هيومان رايتس واتش"، بالاضافة الى مسؤولي الامم المتحدة، شملت لجوء قوات الاحتلال الى استخدام القوة المفرطة وسياسة عقاب جماعي وحصار للمدن، كما جرى خلال احداث الفلوجة التي راح ضحيتها المئات من المدنيين الابرياء. ولقيت الادانة والشجب ايضاً الاعمال الارهابية التي نفذتها، وما تزال، عصابات من انصار النظام المقبور وزمر القتلة الذين اطلقهم من السجون في تشرين الاول 2002، وجماعات متطرفة تمارس اعمالاًُ ارهابية، من تفجيرات واغتيالات واعتداءات وحشية تطال اساساً المدنيين، لتحقيق اهدافها المقيتة في استعادة ما فقدته من مواقع وامتيازات في ظل العهد البائد، والتمهيد لعودة الاستبداد واعادة انتاجه باشكال وم! سميات جديدة جوهرها حرمان الشعب من ان يمارس حقه في تقرير مصيره بارادته الحرة. وهي تلتقي في مساعيها الشريرة هذه مع مساعي الجهات التي تديم عملياً الاحتلال وتريد ان تحول بلادنا الى ساحة حرب لا تنتهي، ضحيتها الاساسية، اولاً وقبل كل شيء، شعبنا العراقي.

لقد ساهم حزبنا الشيوعي بدور فاعل في فضح جرائم الدكتاتورية المقبورة وشل ايديها الملطخة بدماء المناضلين والابرياء من ابناء الشعب، وفي تعبئة الرأي العام العالمي لدعم كفاحهم العادل من اجل انهاء كابوس الارهاب الفاشي، ولوضع حد لمعاناتهم القاسية نتيجة حصار اقتصادي دولي جائر دام اكثر من 12 عاماً كانوا هم ايضاً ضحيته الاساسية.

ومع انهيار الدكتاتورية وسقوط بلادنا تحت الاحتلال اثر الحرب، وفي ظل اوضاع استثنائية بالغة الصعوبة والتعقيد، واصل الشيوعيون العراقيون عملهم الدؤوب دفاعاً عن حقوق الانسان، وساهموا الى جانب القوى الوطنية والديمقراطية في انشاء ودعم منظمات تتولى الدفاع عن هذه الحقوق، ونشر ثقافة حقوق الانسان باعتبارها ركناً اساسياً للديمقراطية والمجتمع المدني، الى جانب العمل على ترسيخ هذه الحقوق عبر تشريعات تكفل حماية المواطن العراقي وتحرم الاعتداء على حرياته وتضمن له انتزاع حقوقه ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكها امام قضاء مستقل عادل ونزيه. وعلى هذا الصعيد، تمثل الحقوق التي تضمنتها واكدتها بوضوح بنود "قانون ادارة الدولة الانتقالي"، مكسباً بالغ الاهمية يجب التمسك به، وتطبيقه في الواقع العملي، والاستناد اليه في الصراع مع اعداء حقوق الانسان، اياً ك! انوا، وترجمته الى ضوابط والتزامات يحرّم انتهاكها.

واذ يكرر حزبنا التزامه الدفاع عن حقوق الانسان في العراق، والوقوف الى جانبه في محنته، فانه يؤيد مطالب المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الانسان، بفتح تحقيق عادل ونزيه ومستقل في الانتهاكات والتجاوزات التي تم الكشف عنها، ووضع حد لها، وتوفير الضمانات القانونية للمعتقلين. كما يطالب المجتمع الدولي، ممثلاً بالامم المتحدة، بالوقوف الى جانب شعبنا وتوقه الى انهاء الاحتلال، وادانة كل اشكال العنف والارهاب والاستبداد التي تريد ان تسلب حقه في حياة حرة كريمة، وتأمين رقابة فاعلة ودائمة على اوضاع حقوق الانسان في المرحلة الانتقالية، ودعم كفاحه المشروع لاستعادة سيادته الوطنية كاملة واقامة النظام الديمقراطي الذي يحترم قيم حقوق الانسان والعدالة والقانون.

مكتـب حقــوق الانســان - الحـزب الشـيوعي العــراقي

بغــــداد - العـراق

E-mail: [email protected] Internet : www.iraqcp.org

التاريخ: 2-5-2004

#الحزب_الشيوعي_العراقي (هاشتاغ)       Iraqi_Communist_Party#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات