|
سيد القمني في أول لقاء له مع صحيفة سعودية بعد تراجعه عن إعتزال الكتابه
حسين دويس
الحوار المتمدن-العدد: 2705 - 2009 / 7 / 12 - 09:07
المحور:
مقابلات و حوارات
سيد القمني في أول لقاء له مع صحيفة سعودية بعد تراجعه عن إعتزال الكتابه سيد القمني...ناقد أم كاتب أم محفزّ للعقول كي تقوم من سباتها؟ أنا أصفة ببعض كلماته وأقول " هو أحد رموز الرعيل المعاصر من التنويريين". سيد محمود علي القمني، من مواليد الواسطى – بني سوسف – مصر / في 13 / 3 / 1947. كاتب يمخر عباب التاريخ بقلمه الناقد اللاذع لا للانتقاد فقط ولكن من أجل التنوير وإضاءة شمعه في النفق الذي تسير فية الشعوب العربية والمسلمة إلى طريق غير معروف.
في كتابة "شكراً ابن لادن" يصف نفسه ويقول " كاتب هذه السطور يعلن بالفم المليان وكله شرف انه علماني حتى النخاع". هو إنسان اولاً
كأي مواطن مصري، يجذبنا الدكتور سيد بخفّة دمه وبنكتته اللاذعة خصوصاً في حواراته التلفزيونية.. يضع معارضيه على المحكّ بالحقائق، لا بالصراخ والشتم كما يفعل مجادلوه. درس التاريخ والفلسفة وحاصل على الدكتوراه في تأريخ علم الاجتماع الديني. يقول الدكتور سيد بأنه تأثر في بداياته بكتابات أبكار السقاف والدكتور فؤاد زكريا وغيرهم. توقف عن الكتابة في عام 2005 بعد تلقيه رسالة تهديد جادّة بالتعرض له ولعائلته وكتب رسالة نشرتها الصحف يقول فيها بأنه يتوقف عن الكتابة نهائياً. لم يكن سيد القمني قادراً على التوقف. فوطنيته وإنسانيته كانتا تشعلان لهيب الواجب في قلمه. كان قلمه يناديه بأن لا يترك الناس في الظلام الدامس وهو قادر على إضاءة شمعه بما يكتبه. عاد سيد القمني أقوى وأشرس من قبل. عاد ليقول الحق وما يراه الصواب في اعتقاده وبناءً على الدلائل التاريخية.
هنا نستضيف الدكتور سيد ونحاول الدخول معه في كثير من القضايا من خلال أسئلة جريئة يجيبنا علينا.
إعداد وتقديم: حسين دويس..
س: السؤال الأول الذي أصر العديد من محبيك ومعارضيك على بدء اللقاء به.. كيف هي صحة سيد القمني؟
مع الأسف لا استطيع أن أقول أنها حتى محتملة ، لكنى على المستوى النفسى أشعر أنى قد أديت واجبى رغم أن عندى كثير لم أقله بعد ، وإن رحلت فجأة و بدون ألم فهو مطلبى الملح مع اطمئنانى أن هناك كثيرون يكملون المهام .
س: أصدرت "جبهة علماء الأزهر" بياناً نشر في جريدة "النور" في عام 1992 يكفر الدكتور فرج فودة ويوجب قتله، وكان هذا بمثابة رسالة تهديد وقد تم تنفيذها. كيف استلمت أنت رسالة التهديد بالقتل؟ ولماذا طلب منك نشر رسالة الاعتزال والتوبة في صحيفة روز اليوسف تحديداً كما ذكرت ابنتك سلوى القمني؟
حتى اليوم لم تحاكم مصر المحرضين على اغتيال فرج فودة بفتواهم الصريحة بأسمائهم الصريحة لا لشىء إلا لأنهم مشايخ !! و أنا وصلتنى رسائل تهديد بلا عدد عبر النت تفاعلت معها بمجلة روز اليوسف ، لكن التهديد الذى أخذته بجدية هو الذى وصلنى من قاعدة أنصار الرافدين مترافقا مع تهديد الجهاد المصرى و تم تسليم كل الوثائق للأمن المصرى فى حينة .
س: باعتقاد سيد القمني، ما هو السبب وراء تكفير كل من يحاول انتقاد المسلمات في الدين الإسلامي.. كالقرآن مثلاً؟
لأن بلادنا لا تعرف ما هو النقد من أساسه و هو ما يشير إلى مدى انحطاط مناهج التعليم و بعدها عن مناهج التفكير العلمى الذى يقوم الا على نقد ما سبقه.
س: هل ترى أن الرسم البياني للتيارات الدينية بدأ يأخذ المنحى التنازلي ؟ ما هي الأسباب ؟
نعم ، و السبب انتشار وسائل التواصل الأليكترونى و المحطات الفضائية و رؤية المختلف و أنه إنسان مثلنا و ليس شيطانا، و انكشاف مدى جهل مشايخنا أمام الشباب بالحمل المستكن و رضاع الكبير و بول الرسول و الناقة و زواج الرضيعة .
س: تقول في الجزء الأول من مقالة "خارطة الطريق نحو الإصلاح" أن العالم ينظر للمسلمين باحتقار ويعاملهم معاملة ترويضية كمن يروض حيوانات مفترسة. كيف يمكن للمسلمين تغيير هذه النظرة؟ وعلى عاتق من يقع واجب التغيير؟
هو على عاتق من تمكن من المعرفة بالنقيضين : الإسلامى والحداثى ، على المؤمنين بحق الإنسان فى بلادنا فى حياة محترمة حرة كريمة ، و هؤلاء مابين مطرقة الاستبداد الحكومى و بين تكفير رجال الدين، بل و كراهية معظم المسلمين الذين نكتب من أجلهم ، مع منعنا من الوصول إلى الناس عبر وسائل إعلام الدولة.
س: في كتابه " لو لم يظهر الإسلام ما حال العرب الآن؟" قام شاكر النابلسي بتقديم ثلاثة سيناريوهات محتملة لكل من الواقع الديني والثقافي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي العربي، فيما لو لم يظهر الإسلام في الوقت المناسب، وفيما لو بقي العرب وثنيين، أو اعتنقوا الحنيفية، أو اعتنقوا اليهودية أو المسيحية. في رأي سيد القمني.. ما هو حال العرب لو لم يظهر الإسلام؟
لا تعليق عندى على شخص مثل النابلسى الذى أكل لحمى ميتا ، و لو لم يظهر النبى محمد لظهر نبى آخر أو قوة رافعة تملأ فراغ القوة حينذاك و تستجيب لفرز الواقع بشكل مختلف عن النبوة، لكن هكذا جاءت حركة التاريخ.
س: هل أنت على خصام مع الكاتب شاكر النابلسي بسبب مقالته التي نشرت في موقع "إيلاف" بتاريخ 17 يوليه 2005م تحت عنوان: "سيّد القمني: بئس المفكر الجبان أنت !" التي تلت إعلانك اعتزال الكتابة؟
لقد صبرنا عليه و هو يسرق أفكارنا و يتغذى على كتابتنا ثم لم نسلم من سفاهته حين كان ينبغى أن يكون على قدر المسئولية، لكنة لم يكن أهلا لها .
س: هل يؤمن سيد القمني بأن للقرآن وجهان؟ الوجه الأول يمثل ما يمكن تسميته بالحقائق والثاني يمثل وجهاً ميثولوجياً روحياً؟ إن كانت الإجابة بنعم.. أفلا تعتقد بأن الإيمان بهذه الفكرة شبيه إلى حدِ ما بالفكر الإسماعيلي في تعامله وتعاطيه مع القرآن في إطار الظاهر والباطن؟
نعم و لكن الوجهين عندى غير ذلك ، فهناك وجه إيمانى تعبدى بما فيه ما يسمونه غيبا أو ما نسميه ميثولوجيا، و هذا محل إيمان أو عدم إيمان و ليس محل بحث و نقد، و جانب آخر تفاعل مع واقع زمنه لضبطه قانونيا /شرعيا/ حسب شرائع ذلك الزمان ، و هذا محل نظرنا اليوم ، بل يجب احتسابه من المعطلة أحكامة لأن أحكامه غير قابلة للتفعيل فى واقع اليوم ، فإذا أثبت الزمن عدم صلاحية جزء من تشريع فعلى لأصحابه إعادة النظر فيه ، و ببساطة هل يمكن اليوم تتطبيق آيات و أحاديث فقة الرق؟
س: لماذا يصر الدكتور القمني على تبيان الخليفة الراشد عثمان بن عفان كسياسي غير ناضج وذلك في كتاب "حرب دولة الرسول" ؟
لن يكون رأيي فى عثمان أفضل من رأى صحابة النبى (ص) فيه .
س: ما ردك على من يقارن كتابك "الحزب الهاشمي" بكتاب "آيات شيطانية" لسلمان رشدي؟
هذا لون من عبث الذى لا يعرف كوعه من بوعه على رأي التوانسه ، لذلك هو غير خليق بالاستماع إليه ناهيك عن الرد عليه .
س: على الخارطة العربية، أين نجد "الخطاب الإسلامجي و الخطاب العربجي القومجي" التي تحدثت عنها في مقالك " أنها مصرنا يا كلاب جهنم" ؟
على كل الخارطة العربية عربجى إسلامجى، و على بقية الخارطة الإسلامية خطاب إسلامجى موغل فى نصيته و حرفيته ، عدا بعض دول شرقى آسيا و هى بدورها لم تسلم من إرهاب أصحاب النص الحرفى .
س: أين يمكن أن نجد القيم الأخلاقية الصحيحة؟ وهل الدين مصدر للقيم؟
لو كان الدين مصدرا للقيم لثبتت ثبات الأزل و الأبد ، وواقع التاريخ الإنسانى ينطق بغير ذلك ، و ما البهلوانية المشيخية حول المساواة و الحقوق و المرأة و غيرها إلا شعورا برقى القيم الإنسانية لأنها غير موجودة بمعناها اليوم فى أى دين .
س: يقول د. أيمن الجندي في أحد مقالاته عنك "منهج القمني في التعامل مع كتب التراث انتقائي وبسيط جدا ..إنه ببساطة يتعقب العورات". بماذا ترد علية؟
و كيف يؤمن بتراث فيه كل هذه العورات ؟ و هل تراثنا و تاريخ شخوص الامبراطورية الإسلامية من المقدسات؟ وخلط الشخوص البشرية بالدين يشينه و يعوره.
س: يقول الدكتور كمال الصليبي أن التوراة جاءت من جزيرة العرب. كيف يمكن قراءة التاريخ لو أثبتت الأبحاث الآركيولوجية صدق ما تبناه الدكتور صليبي؟
لقد أثبتت و انتهى الأمر، عمنا صليبى أستاذ لا يبارى فى التناول اللغوى لكنه لم يهتم بالتأكد أولا من الآثار الآركيولوجية /أنظر ردى عليه : (الرد اليسير على توراة عسير) ضمن كتابى رب الزمان ، أوكتابى السؤال الآخر.
س: الا ترى ان من حاولوا فك الأساطير القديمة قد وقعوا في خطا منهجي أضاع الكثير مما يمكن أن تكشفه تلك الأساطير عن المثيولوجيا في زمنها..!
و أقصد بالخطأ المنهجي، التفسير الحرفي للأساطير مع العلم ان هناك من يقول أن تعبيرات الأولين في أساطيرهم كانت رمزية و لا يمكن فك شفرتها عند ترجمتها حرفياً؟
نعم يا سيدى هذا صحيح جدا،لكن تبقى لدى الشعوب و خاصة فى ريف تلك البلدان المنعزل مناهج تفكير تحمل الشفرات و المفاتيح لقراءة تلك الأساطير،لذلك دوما كنت أقول لأهل الغرب : مهما حاولتم فإن أهل مكة أدرى بشعابها ، فنحن أكثر من يستطيع التعامل مع هذا المأثور الطويل .
س: هل يرى سيد القمني بأن التيارات الإصلاحية التنويرية قادرة على الوقوف في وجه تيارات التشدد بالرغم من تفوق الثانية من الناحية السيسيولوجية؟ وهل هي مسألة وقت فقط؟
الرقى الإنسانى و التقدم العلمى يسير بثبات و ثقة دون تراجع ، بينما كل الأديان قدم أهلها التراجع إثر الآخر ، لذا هو آت آت ، و المسألة فقط فى المساحة الزمنية الفاصلة ، و ما يحدث الآن هو آخر معركة يخوضها زمن ما قبل العلم مع زمن الحداثة وما بعد ظهور المنهج العلمى فى التفكير.
س: هل تغيير وضع العالم العربي والإسلامي يحتاج إلى ثورة؟ أياً كان نوعها؟
أنا شخصيا أصر على الطرق السلمية للتغيير حتى لو طال الزمن ، حتى لا تضربنا الأعراض الجانبية للثورات ، أؤمن بالتغيير التطوري التراكمي لا الثوري وعدم القفز على المراحل .وهو موقفى من ظروف بلد كمصر لكن هناك بلدانا أخرى لها ظروف مختلفة وأهلها أدرى بها .
#حسين_دويس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
-
مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية
...
-
بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما
...
-
سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا
...
-
مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك
...
-
خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض
...
-
-إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا
...
-
بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ
...
-
وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
-
إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|