أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الانسحاب.. تأويلات متطرفة














المزيد.....

الانسحاب.. تأويلات متطرفة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2705 - 2009 / 7 / 12 - 09:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحاول كل من الحكومة وخصومها تقديم قراءته الخاصة لعملية الانسحاب الامريكي من المدن العراقية التي تمت نهاية حزيران الماضي، والطرفان يذهبان في قراءتيها بإتجاه تأويلات متطرفة الهدف منها إثبات وجهات نظر مسبقة وتعزيز مواقف سابقة وتغذية الماكنة الاعلامية مع إقتراب موعد الانتخابات النيابية.
الحكومة والنواب المقربون منها يريدون قراءة الانسحاب على إنه "نصر نهائي" وعملية "تحرير" أنجزتها الحكومة لتضاف الى عملية الدعاية الانتخابية، ويتجاهل هؤلاء إن الانسحاب هو "إنسحاب من المدن" حتى الآن ولن يتم الانسحاب إلا بعد عامين ومهما كان مسار التصريحات الامريكية فإن جيش الولايات المتحدة ملتزم بتحقيق أكبر قدر ممكن من الاستقرار في العراق وبخلق أجواء عراقية مفيدة لواشنطن، أي لا تكون الجهود الامريكية التي بذلت في العراق خلال السنوات الماضية مجرد خسائر، وهذه الظروف تفتح المجال لتعديل الإتفاقية مستقبلا بعد أن تهدأ النفوس، وكل ذلك يمنع الحكومة وأنصارها من الحديث عن "إنسحاب" بالصيغة المطلقة، بل هو إنسحاب من المدن مع العلم إن القوات الامريكية لم تشهد خفضا في عديدها حتى الآن، فالانسحاب الامريكي عملية طويلة وليس حدثا ينجز مرة واحدة، والقوات الامريكية هي على مرمى حجر من المدن العراقية ولها كثير من الفعاليات اليومية داخل البلاد.
خصوم الحكومة "وهم غير معارضيها" يريدون تصوير ما جرى يوم 30 حزيران وكأنه مجرد "خدعة أو حيلة" لذر الرماد في العيون لا أكثر وهم يستدلون بذلك على حركة قطعات هنا وهناك أو ظهور لبعض الجنود وإستمرار وجود معسكرات في بعض المدن مثل الحلة وكذلك حركة الطيران الامريكي وغيرها، ويتناسى هؤلاء إن من حق القوات الامريكية القيام حتى بعمليات عسكرية بشرط علم الجانب العراقي بها والتنسيق والموافقة عليها، كما إن الجنود الامريكان سيواصلون حماية الدبلوماسيين الامريكان وتنفيذ مشاريع وحماية مقاولين وزيارة مقرات رسمية عراقية وكل ذلك بتنسيق مع الجانب العراقي وموافقته، وخصوم الحكومة يريدون تجاهل كل النصوص التي تمنح القوات الامريكية منافذ ومبررات للحركة التي تضمنتها الاتفاقية التي وقعتها بغداد وواشنطن، كما إنهم يتناسون إن للجانب العراقي حق طلب دعم القوات الامريكية في أي حالة طارئة.
الحكومة وخصومها يأولون عملية الانسحاب بتسييس كبير وكل منهما يرى الجزء الذي يعجبه من المشهد بعيدا عن إستحقاقات الواقع وحقائق النصوص، أحدهما يريد الاحتفال بنصر كبير لم يتحقق إلا في ذهنه والآخر يريد إلغاء ما تحقق متجاهلا إن تغييرا في حجم ودور القوات الامريكية حدث ويحدث بالفعل، وكل منهما يهتم بما يريد أكثر من إهتمامه بالاستحقاقات والتحديات التي تواجه العراق مع التغيرات التي تطرأ على السياسة الامريكية بشكل عام والدور الامريكي في العراق بشكل خاص، بنفس صورة التي تعامل بها الطرفان مع ملف الانسحاب، يتعاملان مع كثير من الملفات الأخرى وينتهي أمر الملفات جميعها وخاصة الحساسة منها تحت ضغط القراءات والتأويلات المتطرفة وبدل أن ينتج الجدل السياسي حلولا فإنه يتنقل من ملف الى آخر دون تحقيق نهاية إيجابية في أي منها، ويمكن إستذكار ملفات عديدة منها إستجواب الوزراء وقضية تعذيب المعتقلين والعقود النفطية وغيرها.
الجدل السياسي في النظام الديمقراطي هدفه التوصل الى حلول مقتعة وبإقل الخسائر، وما يحدث في العراق هو جدل لإحراج الآخر وإشغاله لا أكثر وبهذا يكون الجدل حالة من تضييع الوقت والجهد وإنتاج المشاكل والاحتقانات.





#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرائق بايدن
- المهمة تذهب في إتجاه مختلف
- مخاطر الجمود السياسي
- تكليف بايدن
- عذر التسييس
- تحذيرات..توقعات..لاجدوى
- حكومة قوية..دولة قوية
- مناطق ساخنة ومنسية
- الاستفتاء..تأجيل أم إلغاء؟
- الوساطة الامريكية في العراق
- مرحلة الصفاء المؤقت
- نهاية مأساوية
- لائحة ضخمة
- مطالبة متأخرة
- التحالفات القادمة..بناء أم ترميم؟
- إستجوابات في الوقت الضائع
- ضغوط المصالحة
- الأمن في نسخ متعددة
- الخطة -ب-
- الأمن في ظلال السياسة


المزيد.....




- -لن تفلتوا منا أنتم ميتون-.. عائلة تتعرض لهجوم -مرعب- من قبل ...
- هذه الجزيرة البكر تسمح بدخول 400 سائح فقط في الزيارة الواحدة ...
- اقتلعته الرياح من مكانه.. سيدة تتفاجأ بقذف عاصفة عاتية لسقف ...
- تحديات تطبيع العلاقات المحتمل بين تركيا وسوريا.. محللان يعلق ...
- رئيس الأركان الروسي يتفقد مقر قيادة إحدى مجموعات القوات في م ...
- روسيا.. تعدد الأقطاب أساس أمن العالم
- أنا ميشرفنيش إني أقدمك-.. بلوغر مصرية تهين طالبة في حفل تخرج ...
- -نسخة طبق الأصل عن ترامب-.. من هو دي فانس الذي اختاره المرشح ...
- مقتل 57 أفغانيا وإصابة المئات جلّهم من الفيضانات والأمطار ال ...
- الحكومة المصرية تنفي شائعة أثارت جدلا كبيرا بالبلاد


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الانسحاب.. تأويلات متطرفة