متى تبدأ فترة تعلق الطفل بأبويه ؟

داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 2704 - 2009 / 7 / 11 - 09:32
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    

يشير كثير من ذوي الاختصاص ، ومنهم الدكتور (بنجامين سبوك) ، الى ان الطفل يبدأ بالنمو خلال الفترة الواقعة بين الثالثة والسادسة من عمره من خلال شدة تعلقه بحب ابويه ، فهو لايراهما كما يراهما اصدقاؤهما او جيرانهما ، بل هو يمجدهما تمجيداً . فالصبي يتوق الى ان يصبح كأبيه الذي يراه مثالياً ويمضي اليوم بطوله وهو يقلده في تصرفاته . وهو في الوقت نفسه ينمي علاقة رومانطيقية قوية بأمه ، ويرى فيها نموذجاً مثاليا للانثى.
أما الفتاة فأن الأمر بالعكس تماماً فهي تتوق اشد التوق لتصبح مشابهة لامها من حيث طبيعة العمل والولادة وهي في الوقت نفسه تتعلق تعلقا رومانتيكيا بأبيها.
ولما كان الاطفال يحسون في هذه السن بمدى اهمية حب ابويهم لهم فذلك يولد فيهم طاقة مماثلة ليحبوا الآخرين .. فهم يحبون ابويهم والناس الآخرين حبا عميقا.
ومن هذا الحب يتولد لديهم في المستقبل ما يكرسونه من الحب لأبنائهم وللانسانية جمعاء وفي نفس هذه الفترة من العمر تحدث تطورات نفسانية بارزة اخرى فكل من البنت والصبي يصبح شديد الاهتمام بالزواج وانجاب الاطفال ويكون من الصعب اقناع الصبيان بأنه من المتعذر عليهم ان يحملوا في احشائهم اطفالا ويعتقد ان ما يصابون به من خيبة الامل في مناقشة البنات بهذا الصدد هو من اقوى الحوافز التي تدفع بهم الى التعويض عن ذلك من خلال تفوق الذكر الخلاق في جميع ميادين العلوم والفنون وصنع الآلات.
ومن صميم طبائع الاشياء ان يتضاءل تعلق الطفل الشديد بأبويه بعد ان يكون قد أدى مهمته ويبدأ انصرافه الى العالم الخارجي خلال فترة العمر الواقعة بين السادسة والثانية عشرة والتي يصبح فيها اشد استقلالا من والديه من الوجهة العاطفية.. ويصحب هذه المرحلة انقلاباً دراماتيكياً في مشاعره نحو كل من ابويه.. ذلك انه ينمو فيه بالتدريج تعلق رومانتيكي بالجنس الآخر من ابويه مصحوبا بالغيرة من الطرف المماثل له جنسيا.. ومن شأن ذلك ان يضطره بين السادسة والسابعة من العمر الى ان يكبت تعلقه بأحد الابوين والى ان يحمل شعورا بالذنب.. وهو عادة يستطيع ان يتسامى بهذه المشاعر ويحولها الى مطامح مجردة غير شخصية كالتعلق بالعلم ودراسة الطبيعة مثلا وتعلم الحاسوب والانترنت ومن ثم يبدأ بالتحول شيئا فشيئا عن عبادة أي من ابويه ويحل محل ذلك تعظيم الله والسلطات الحكومية والقوانين وابطال التاريخ والفنانين الكبار والادباء العظام.

#داود_السلمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات