أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد الخمسي - من السياسات العمومية إلى دور العمال في الأقاليم المغربية















المزيد.....

من السياسات العمومية إلى دور العمال في الأقاليم المغربية


أحمد الخمسي

الحوار المتمدن-العدد: 2704 - 2009 / 7 / 11 - 09:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


يحق لكل من يهمه مستقبل النظام السياسي في المغرب أن يعتبر استكمال عشر سنوات من الملكية الرئاسية إن صح التعبير، أو الملكية التنفيذية بالتصريح الرسمي، مناسبة لتقييم المفاصل الأساسية في النظام. والمقال التالي جزء من وجهة نظر عامة. يقف عند نقطة الأطر العليا، على مستوى العمالات والأقاليم. ودورهم في تنفيذ السياسات العمومية للدولة.
لا بد من التذكير بالموقع للمغرب في المتوسط والمسافة الملاصقة للاتحاد الأوربي، بمقياس القرار السياسي الأوربي تجاهنا، أكثر من شريك وأقل من عضو. لنذكر أيضا بالمميزات للمغرب مقارنة مع تركيا، بالنظر للوضع المتشابه بينهما في درجة أولى من حيث العلاقة مع الترابية مع أوربا، ولو بكيفية معكوسة. بحيث احتفظت تركيا بامتداد سيادتها السياسية فوق جزء من التراب الأوربي، في الوقت الذي احتفظ به الاتحاد الأوربي بسيادة اسبانيا على جزء من التراب الوطني المغربي. مما يعني اهتمام أوربا بالمغرب ضمن نظرها الشامل لمحيطها الجيوستراتيجي، على الأقل ما يتعلق ب13 بلد معني بالسياسة الجديدة للجوار مع أوربا. من مراكش إلى موسكو.
I
بهذا المعنى العميق الجذور والواسع الآفاق، يمكن النظر إلى الخطوة التالية التي برزت في السنوات العشر الأخيرة: مخططات تنمية المناطق الحدودية المجاورة لأوربا، في الشمال المتوسطي للمغرب. على مقربة من الثغرين المحتلين: سبتة وامليلية وكل الصخور التي تعتبر اسبنيا نفسها ذات سيادة عليها بوهم الإرث المعقد في ميزان القوى، والذي يترك المغرب مصدر خوف دائم، بحيث لم يستقر الحضور السيادي الإسباني في الحدود المتوسطية سوى ضمن تسامح مغربي بعيد النظر لطمأنة أطراف أخرى... بحيث انتهى القرن 16 بالسحق التاريخي للجيش الأوربي في القصر الكبير (1578). كما استتبع المغاربة حرب تطوان (1860) بالهزيمة النكراء للجيش الإسباني بعد ذلك بجيلين في أنوال (1921) وظرفية ما قبلها وما بعدها.
من أقوى نقط السياسة المغربية في السنوات العشر الأخيرة، قدرة الملك الاستمرار في ما راكمه المغرب من ثقة لدى أوساط القرارات المركزية في العالم، طيلة فترة أبيه (1961-1999). بحيث، انتقل المغرب من إحدى دول الجنوب القريبة من الغرب، بقياداته الأوربية والأمريكية، إلى أقرب دول الجنوب عمليا وعبر الاجتماعات الدورية للأجهزة السياسية. مما فتح عين المغرب على إمكانية استثمار الساحل المتوسطي في مناطقه الأكثر حساسية. وقد كانت أزمة جزيرة المعدنوس (لايسلا= ليلى) مناسبة للمغرب ليمتحن أصدقاءه إلى جانبه في مواجهة دولة استراتيجية من دول الاتحاد الأوربي (اسبانيا).
إذن، أتت سياسة القطب الاقتصادي في أقصى الشمال الغربي، أو شبه الجزيرة الطنجاوية كما يقول الجغرافيون، ضمن تقوية حظوظ المغرب وهو ينافح بل يناطح اسبانيا. وهو في ذلك، لا يتطلع سوى للتجاوب مع الظروف الجديدة التي تصنعها العولمة، من حيث تحطيم الحدود الجمركية وتقليص السياسات السيادية القديمة بأخرى تفكك دور الدولة من فوق (أهداف الألفية الثالثة محددة من طرف هيئات فوق وطنية) ومن تحت ( دور المجتمع المدني وحرية الصحافة في تشكيل برامج سياسات القرب).
عمالة المضيق الفنيدق لم تولد خارج هذه السياقات جميعها. بحيث اقتطعت جماعات من اقليم تطوان وألحقت بطنجة. وتحولت بنيات الطرق من حيث البؤرة الاستثنائية (الميناء المتوسطي) وانتقلت الأموال والشركات والأوراش. بل، لأول مرة يستعيد سكان المنطقة الثقة في إيجابيات مبادرات الدولة بعد 40 سنة من الريبة والشك والمعارضة المسبقة والتفصيلية.
أما اختيار عامل اقليم، من الفئة الشابة ومن العنصر التقنراطي، فقد كان في صلب الصواب. غير أن الطريق المهنية بمنعرجاتها، غالبا ما تحتاج إلى قدرات هائلة من التبصر ومن الاستشراف يتمكن صاحبها من الاحتفاظ بالبوصلة الاستراتيجية.
وقد وضعت الدولة معالم رئيسية في خارطة طريق التنمية. من جملتها السياسة تجاه الناس. تجاه المواطنات والمواطنين. تحت عنوانين: قبل أربع سنوات: المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، عنيت بالفئات الدنيا، نزع الألغام من التربة الديمغرافية في النقط السوداء الأكثر هشاشة. ثم ها هي تضع نقطة الضوء على شرائح أخرى سميت الطبقة المتوسطة.
في هذه النقطة البشرية ظهر قصر نظر الأطر العليا للدولة. إما من حيث الحضور لمحيط من ذوي المشاريع العينية التي تكيف السياسات العمومية للدولة مع الأنانيات الضيقة. وإما لانطواء وتمركز حول الذات التقنوقراطية، بحيث لا تكاد ترى أي نوع من المحيط الاجتماعي الاقتصادي عند تنفيذ السياسيات العمومية.
II
وهنا يمكن الإتيان ببعض الأدلة العينية لقياس المساس الذي يصيب التطبيق الفعلي للسياسات العمومية. إن كل تقنوقراط ينغلق عن سياسة العلاقات العامة وكذا عن استراتيجية تنمية القدرات للناس وبسط الاختيارات أمامهم مهما ضاقت ومهما ثقلت الاكراهات، قصد إشراكهم في الحلول المتبقية والاحتمالات بكل تنوعها ومضاعفات كل واحد منها.
إن العمى الذي أصاب عامل المضيق الفنيدق في السنة الأخيرة هو ما يلي:
التوقف عند البستنة مع الاعتماد على أذواق عمرانية شهد رد فعل الملك في السنة الماضية على تخلفها. دون تكلف عناء تعليل التوقف عند سياسة البستنة مقابل إهمال الأحياء السكنية ذات الكثافة العالية.
في عاصمة العمالة، سلوك ما قد يفيد نية تدجين رئيس منتخب بدل نقله إلى حالة معنوية أرقى من إطار تقني، عبر إحراجه في علاقته مع الجمعيات. مع التسطير ما للرئيس من مزايا في علاقته مع الناس.
قطع العلاقة مع جمعيات نضجت تتهيأ لتقديم نخبة مستقرة بمنظور ثاقب بفضل أرصدة الأطر الجمعوية التي ما مرت فترة أو قضية من قضايا السكان أو العمران إلا وكانت الجمعيات حاضرة. وبسلوكته البيروقراطي عزل نفسه عن الناس ودخل ضمن الزمرة التقنوقراطية العاجزة عن الابداع في الارتباط بالناس. مما يرده إلى صبغته التقنوقراطية العاجزة عن الإمساك بخيوط العلاقات الاجتماعية السياسية. بؤس النظرة السياسية مقارنة مع الإبداع التقني في المناطق الخضراء. والفرق كبير بين المستويين. والأهمية قصوى بالنسبة لشخص بدأ مشواره المهني باسم الدولة.
أما الأخطاء المهنية التفصيلية فهي رؤوس أقلام كما يلي: الفصل بين مفاصل واعدة في مدينة صغيرة، بؤس تصنيفاته البشرية ظاهر في تخلف ومفيوزية من كان يقربهم منه كجمعيات وهمية يغدق عليهم. إخفاء تفاصيل المركب السياحي عن الجمعية ذات حقوق الانتفاع وضرب عرض الحائط مصير عائلات وأبناء الأجراء بعد الهدم المنتظر للنادي، إهمال الأجــزاء الكبيرة الأساسية في أحياء السكة، ترك الفنيدق تحت هيمنة القوى المالية الفوضوية خارج المؤسسات المالية مما يضرب مفهوم التنسيق على صعيد الجماعات الثلاث المكونة للعمالة. المس في الجوهر بما روجت له الدولة حول المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ترك الاهتمام الرسمي للدولة بتنمية الطبقة المتوسطة غير ذي موضوع في المجال الترابي الذي يقع تحت مسؤوليته عندما يتذكر أنه مسؤول عن تطبيق الفقرات الرئيسية في سياسة الدولة.





#أحمد_الخمسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هذا الانحطاط في الإدارة الترابية بشمال المغرب؟
- تحت الظل الثقيل لمتابعة العقيد القدافي للصحافة المغربية أمام ...
- الانتخابات أرقام وشكليات أم بوصلة؟
- لخبطة -التحالفات- في الانتخابات بالمغرب الدولة مسؤولة
- المغرب هل تحبل الظرفية باضطراب اجتماعي في الشهور المقبلة
- ماكينة الانتخابات في المغرب عطب في صناعة النخب
- انتهى مأتم أكل لحم الجيفة!
- ميلاد -الحركة الوصولية- الليبرالية
- امتحانات الشباب والنخب: العقل أم -النقل-؟
- بركان سياسي ينفجر في النيبال
- الاحتراف الانتخابوي والليبرالية المتوحشة
- الخطأ الجسيم لحزب الهمة في الظرفية الانتخابية
- 38 سنة من حكم القهر
- الملاحظ في تازمامارت
- حول إنهاء عسكرة قطاع الرياضة
- من أجل مدونة سياسية للجهوية في المغرب
- الانتخابات مجرد صناعة للنفوذ الفردي!!
- مسألتان أمام تجربة المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان
- الانتخابات المقبلة في المغرب الذخيرة المالية في الحرب الانتخ ...
- من أجل مقعد في الجماعات المحلية ديناصور اشتراكي يلتحق باللي ...


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد الخمسي - من السياسات العمومية إلى دور العمال في الأقاليم المغربية