أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أغادير أمين - ((( مش حتنازل عنك أبدا مهما يكون )))














المزيد.....

((( مش حتنازل عنك أبدا مهما يكون )))


أغادير أمين

الحوار المتمدن-العدد: 2703 - 2009 / 7 / 10 - 09:09
المحور: كتابات ساخرة
    


اجمل شيء في الحياة انك تصحو صباحا نشيطا مفعما بالأمل والبهجة ,بشرتك ناعمة نضرة منتعشة وردية كونك نمت طيلة الليلة الماضية تداعبك نسمات مكيّف الهواء المثلج سواء بوجود كهرباء الوطنية او( سبلت مولدة السحب ).
والأجمل من هذا كله انك تتناول فطورك الصباحي مع دغدغات لسعات البرد هذه, تشرب الشاي بالحليب الساخن مع ما لذ وطاب من خيرات الله ونعمه ,وأنت تشاهد من قناة (روتانا زمان) فيلما عربيا قديما ممتعا يأخذك الى ذلك العالم الجميل, فتتناسى أجواء الغبار والأعاصير المتربة التي تقض مضجع الأنسان العراقي.

نحن في سعادة لا توصف هذا الصيف بوجود نعمة الكهرباء كوننا لم نشعر للآن بالحرّ القاتل ولا بمأساة هذا الأتربة المحطمة كل يوم تقريبا, لأننا لن نضطر الى فتح النوافذ التي تسبب تغلغل ذرات الغبارالمهلكة الى رئتينا سواء للأنسان المعافى او المريض,ولن تتسمّم بشرة أجسادنا بنيران العرق المتصبّب كالشلالات من وجوهنا حتى أخمص قدمينا وما يؤثره ذلك سلبا على نفسيتنا فنغدو لا نطيق بعضنا , ولايطفيء لهيب أجسادنا المشتعلة سوى نعمة الماء البارد المنعش في الحمام عند الاستحمام كل ساعة .

إذن بصدق هذا الصيف ولحد الآن وبلا حسد نحن في نعمة لا تقدر بثمن مع ان هناك مناطق أخرى في بغداد لم تذق حتى طعم هواء (المروحة ) لا من الوطنية ولا من ( مولدة السحب ) .

انظروا احبائي اين وصل الانسان العراقي العظيم بكل معنى الكلمة ؟!
انظروا أين وصلت أمنياته وكيف نراه ينتشي سعيدا مغتبطا فرحا يحمد الله الف مرة على امور هينة صغيرة بسيطة مقارنة بباقي البلدان الاخرى في العالم لكنها بالنسبة للعراقي كالحلم بعيد المنال إن تحقق له يكاد لايصدق نفسه .
انها ابسط حقوق الانسان في كل العالم ان يتنعّم المواطن بلذة نعيم الكهرباء في حرّ الصيف القائظ هذا.

فليكن الله بعون كل منطقة عراقية لم تذق نعيم سعادة النوم بهناء ليلا وليرفق الله بكل انسان لم يتمتع بمشاهدة فيلم عربي من الزمن الجميل وهو يتناول فطوره صباحا كالملوك على تيارات الصقيع المثلجة المنبعثة من مكيفات الهواء .

همسة صدقوا أو لا تصدقوا :
تصوروا لشدة البرد اننا أحيانا رغما عنا نطفئ أجهزة التبريد لأننا نتجمد ونتسمّر من البرد , واحيانا نعاند انفسنا ولا نقدم على اطفاء اي جهاز تبريد رغم الصقيع كوننا نعتبر ذلك استردادا لحقنا المسلوب , فنتمنى في سرّنا لو تنقطع قليلا (الكهرباء الوطنية ) حتى ترتاح أجهزة التبريد !

همسة اخرى اخيرة :
اعلمُ انني احسدُ نفسي واحسد منطقتي بهذا الكلام واعلم ايضا محال ان تدوم نعمة التثلج هذه في عز الحر المذوّب للأجساد وأدرك لا محالة ان الكهرباء وعلى حين غفلة مثل كل وقت من هذه السنة ( ستنفجر الوطنية وستتعب وتتعطل مولدة السحب وستهلك مولدة البيت وتخرس عندما تأتي موجة أسبوع دموي قاتل على كل العراق وتنفجر كل الأجهزة وتموت بعض الناس المرضى بالقلب وتحترق اجساد الاطفال , حتى ماء الإسالة البارد الذي نستحم به سيكون كالجمر يسلخ الأبدان ) .
عندها اعرف نفسي واعلم علم اليقين ان المشهد ذاته يتكرر كل مرة عند هذا الوقت الدموي من السنة بسبب موجة الإختناق وتعطل كل مستويات الكهرباء بأن "اجلس على إحدى درجات سُلم الدرج في الساعة السادسة عصرا في ممر بيتنا الحبيب الجميل منهارة ذائبة منسلخة الجلد وأنا امسك بيدي الناعمة كوب الشاي بالحليب الساخن جدا يحرق أحشائي في هذا الجحيم المُعاش, أرتشفه وانظر إليه بحب وامعان و اغني له بضحكة ملؤها السخرية والمرار :
أغنية سميرة سعيد ((( مش حتنازل عنك ابدا مهما يكون))) ... حتى لو كنت من الحرّ سأموت !!!







#أغادير_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ((( لا تبكِ يا صغيري )))
- ((( أسمر...زيزو...علي )))
- ((( رفقاً بالقلوب الرقيقة الضعيفة أيتها القنوات الإخبارية ال ...
- (((( تنمية المواهب الفنية عند الطفل )))
- ((( لكَ من شفاهي الوردية اللذيييييذة )))
- ((( حياتنا كلها ... صوَر )))
- ((( أرواحنا صافية بالحب صافية و ئلوبنا دافية )))
- ((( وتشرقُ الشمس دائماً ... في أجمل صباحات شمسي )))
- ((( اجمل هارموني سمعتها اذني من صنع خالقي )))
- ((( لأننا مجتمع شرقي )))
- ((( ياااااااه كم اعشقك !!!!! )))
- ((( يا حساااااااافة على الشوارب )))
- ((( وردة ...فراشة... و...نحلة )))
- ((( نطفة و بويضة )))
- ((( الجمال نقمة ام نعمة ؟؟؟ )))
- ماذا لو .. كتب لي ان .. اعيش حياتي مرتين ؟!!!
- ((( انها يدي الناعمة .. تحنو على خدك بمحبة دافئة )))
- ((( زهرة جميلة لصغار حمامة في عشّ هانيء دفيء )))
- ( زينة ونحول ) بلا ديجيتال ولا ديجيمون
- ((( أقدارنا كظلالنا أينما ذهبنا تذهب معنا...منذ لحظة ولادتنا ...


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أغادير أمين - ((( مش حتنازل عنك أبدا مهما يكون )))