|
مَزارُ صدام المُبارَك !
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 2703 - 2009 / 7 / 10 - 09:06
المحور:
كتابات ساخرة
دأبت بعض إدارات المدارس الإبتدائية في تكريت ، بإخراج طلابها في نشاطٍ غير صَّفي ، الى خارج المدرسة ، وذلك للترويح عن الطلاب وإستبدال روتين الدوام المدرسي ، وإكتساب خبرة عملية ، اسوةً بالبلدان المتقدمة ، حيث انه في تلك البلدان ، يؤخذ التلاميذ الى المعامل الصناعية او المزارع او المنشآت الخدمية او المعالم الأثرية والتأريخية او النُصُب التذكارية والمتاحف وما الى ذلك ، لكي يطلع الطالب عن كثب على كل ما يوسع من مداركهِ . لكن المشكلة ، ان مُديري ومُعلمي مدارس تكريت ، يأخذون التلاميذ الى " مرقد " الرئيس العراقي السابق صدام حسين في العوجة ! بمناسبةٍ او عدمها . فما الذي يبغون من ذلك وما الفائدة التي من المُفترض ان يجنيها الطالب ؟ - يجب ان يعرف الجيل الناشيء من التلاميذ الصغار ، " إنجازات " المرحوم الفقيد وما قدمهُ للعراق والعراقيين بل الى الامة العربية المجيدة والعالمِ أجمع ! فعلى سبيل المثال لا الحصر ، كان الدينار العراقي يُعادل أكثر من ثلاث دولارات امريكية في 1979 عندما إستلم القائد الحكم بصورة كاملة . وبعد اربعة عشر سنة فقط من حُكمهِ الميمون ، اصبح الدولار الامريكي يساوي اكثر من الف دينارٍ عراقي ! وتلك لعمري عبقرية فذة تُحسبُ للرئيس الرمز . - قبل 1968 ، كان الميسورون والزناكين فقط ، هم الذين يستطيعون الذهاب الى الخارج ، وكان عدد العراقيين المقيمين في دول الجوار او اوروبا لغرض العمل او الدراسة او لأسبابٍ مختلفة ، لا يتجاوز بضعة آلاف ، ولكن ثورة 17تموز المجيدة التي هي ابنةٌ غير شرعية لعروس الثورات 8 شباط 1963 ، فتحتْ ابواب الوطن على مصاريعها لكل الراغبين في المُغادرة ،بحيث تجاوز عدد العراقيين الذين " إستفادوا " من فرصة " السفر " الى الخارج ، الثلاثة ملايين ! حتى ان جواز السفر لم يكن ضرورياً ، لأن الخيارات كانت متوفرة ، فالذي يحب ان يتسلق الجبال ، يستطيع ان يصل عِبْرَ الشمال الى سوريا اوايران او تركيا ، ومَنْ يُفضل الصحراء ، بإمكانهِ العبور الى الكويت او الاردن او ايران ،ومن هذه الدول الى ارض الله الواسعة ! نعم بفضل السيد الرئيس تمكنَ ملايين العراقيين من الذهاب الى الخارج ! فيجب ايها التلاميذ الاعزاء ان تشكروا الرئيس وتقرؤوا سورة الفاتحة على روحهِ الطاهرة ! - كان رحمهُ الله واسكنهُ في فسيح جناتهِ ، حّلالاً لأعقد وأصعب المشاكل ، بل انه كان يمتلكُ موهبةَ حلِ مجموعة معقدة من الصعوبات في آنٍ واحد . فمثلاً عالجَ سيادته ، مسألة الإزدحام والتقص في الإسكان والبطالة ومساعدة الأخوة العرب ، دُفعةً واحدة ! فمن خلال حروبهِ الكثيرة الداخلية والخارجية ، نقص عدد السكان بمعدلات كبيرة ، حيث بلغ عدد القتلى اي الشهداء والمفقودين مئات الآلاف ، فَقّلَ الازدحام وتوفرت العديد من الشقق السكنية ، وكذلك توفرت فُرص كثيرة للعمل ، من قبيل حفر القبور وعمل التوابيت ، وكذلك سنحت الفرصة لحل بعض مشاكل الاخوة العرب المصريين وغيرهم من الاشقاء ، بدعوتهم للعمل في بلدهم الثاني العراق ، لتعويض الشهداء والجنود الموجودين في الجبهات للدفاع عن البوابة الشرقية للأمة العربية العظيمة ! - ايها التلاميذ الاعزاء ، إسألوا بيبياتكم وجداتكم واُمهاتكم ، هل كُنَ يلْبَسنَ الاحذية والنِعل ؟ ام كُنَ حافيات ؟ إسألوا أجدادكم ، هل كانوا يمتلكون الثلاجات والمجمدات ؟ هل كانوا يأكلون اللحم في غير الاعياد ؟ هل كان لديهم تواليتات ومرافق ام كانوا يذهبون الى الجول ؟ ان القائد الضرورة الف رحمة على روحهِ ، هو الذي وّفرَ كل هذه الاشياء لكم ، هو الذي جعلكم أوادم ، أفلا يستحق منكم التبجيل والتقدير ؟ الفاتحة ! ......................................................... الى رئاسة مجلس الوزراء : أعتقد ان إيعازكم الى وزارة التربية بمنع المدارس في تكريت من القيام بزيارات مُنتظمة الى قبر صدام ، قرارٌ خاطيء . وانكم ستجعلون منه بهذا المنع " قديساً " او " شهيداً " يُزارُ للتبرك ! إتركوا الذي يريد ان يزوره ان يفعل ذلك بحرية . وخوفكم المُصطَنع من عودة حزب البعث غيرُ مُبَرر ، فالبعثيون موجودون بكثرة في مجلس النواب والوزارات والاجهزة الامنية . بمزيدٍ من الديمقراطية الحقيقية ، بِتفعيل القانون وحقوق الانسان ،بالنزاهةِ والشفافية ، بالحريات المدنية ، بفضح جرائم صدام وحزب البعث الفاشي بحق كل الشعب العراقي بضمنهم اهالي تكريت ، تستطيعون القضاء التدريجي على نهج الدكتاتور السابق ، والزمن والتأريخ وحدهما الكفيلان ، بالحُكم على قبر صدام ، أما ان يكون مَزاراً مُباركاً او مَكَباً للنفايات !
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ضوءٌ على شخصية : علي بابان !
-
هذا ال... ليس غريباً عليَّ ولكن !
-
جَوٌ أغْبر يَلُف العراق !
-
على هامش إنتخابات أقليم كردستان (2)
-
القِيَم الإجتماعية ودورها في نشر الفساد
-
بعض ملامح المرحلة المُقبلة في العراق
-
على هامش أنتخابات اقليم كردستان
-
- التياغ الصدغي - يتوسط بين الحدباء والمتآخية !
-
مستشفياتنا ومستشفياتهم
-
إنتخابات اقليم كردستان .. آراء وتكهنات
-
الى ربي ... عّزَ وجَل !
-
اثيل النجيفي .. يتحّرش !
-
عُمر البشير .. ووزير التجارة العراقي !
-
الحدباء والمتآخية .. الخيرُ والشر !
-
أخطاء المالكي في الألف يوم الاولى من حكمهِ !
-
هل ينسحب الامريكان من الموصل نهاية حزيران ؟
-
الحكومة المحلية الجديدة في نينوى
-
دولة اللاقانون في كربلاء !
-
عَرَب / كُرد
-
حذاري من الصحوات
المزيد.....
-
مسقط.. برنامج المواسم الثقافية الروسية
-
الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته
...
-
موسكو ومسقط توقعان بيان إطلاق مهرجان -المواسم الروسية- في سل
...
-
-أجمل كلمة في القاموس-.. -تعريفة- ترامب وتجارة الكلمات بين ل
...
-
-يا فؤادي لا تسل أين الهوى-...50 عاما على رحيل كوكب الشرق أم
...
-
تلاشي الحبر وانكسار القلم.. اندثار الكتابة اليدوية يهدد قدرا
...
-
مسلسل طائر الرفراف الحلقة92 مترجمة للعربية تردد قناة star tv
...
-
الفنانة دنيا بطمة تنهي محكوميتها في قضية -حمزة مون بيبي- وتغ
...
-
دي?يد لينتش المخرج السينمائي الأميركي.. وداعاً!
-
مالية الإقليم تقول إنها تقترب من حل المشاكل الفنية مع المالي
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|