أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - نضال نعيسة - لماذا المطالبة بالجزر في الخليج الفارسي؟















المزيد.....

لماذا المطالبة بالجزر في الخليج الفارسي؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2703 - 2009 / 7 / 10 - 08:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


وعندما يكون الاحتلال نعمة
حين قام شاه إيران باحتلال ما يقال عن جزر إماراتية ثلاث في الخليج الفارسي، صمتت تلك المشيخات وكأن على رؤوسها الطير ، بالجملة، والمفرق، أمام سطوة، وقوة وهيبة الشاه، ولكونه في حينها شرطي الخليج المعتمد من صديقتهم ماما أمريكا، التي كانت تمنع أية مطالبة علنية، أو خفية بتلك الجزر. ومن الجدير بالذكر أن "رحلة" القوات الإيرانية إلى تلك الجزر كانت ترفيهية، ولم يشوبها إطلاق رصاصة واحدة من قبل الشعب الإماراتي "المقاوم البطل"، ولم تلق القوات الإيرانية أية مقاومة تذكر في ذاك الاحتلال.

لكن مع انطلاق الثورة الإسلامية في إيران، وقيامها بإغلاق السفارة الإسرائيلية، وإحلال السفارة الفلسطينية مكانها بالذات، واستقبال ياسر عرفات، وأعلان انحيازها ووقوفها مع ما يسمى بالقضية العربية، بدأت عنتريات الأعاريب ورجولتهم تظهر إلى الوجود، وبالتحريض من أمريكا نفسها، وإسرائيل بالذات. وبدؤوا بالمطالبة بعودة الجزر، فيما تقبع فلسطين على مرمى حجر منهم ولا يطالب أي منهم بعودتها مع ما لها من مكانة دينية مقدسة عند المسلمين، بينما لا تتمتع تلك الجزر بأية مواصفات حتى طبيعية وجغرافية فهي مجرد صحراء مع رمال تحت الشمس الحارقة فلا ماء ولا أي نمط من حياة. كما قامت هذه المنظومة البدوية بتسهيل احتلال العراق عبر تقديم الدعم اللوجستي لكافة دول العالم لقتل شعب العراق واحتلال أرضه. ولا ندري هنا كيف يدعمون مطالب تحررية، واستقلال ما يقال عن جزر مهجورة لهم في عرض الخليج الفارسي، ويساندون، في نفس الوقت، أمريكا في اغتيال علني، واحتلال منظم لبلد عظيم وعريق وصاحب حضارات شامخة عبر التاريخ البشري كالعراق الشهيد.

لا أدري لماذا تطالب الإمارات بما يسمى بالجزر العربية، وكأن الإمارات، مع مشيخات المنظومة البدوية الأخرى بتركيبتها السكانية الحالية هي عربية؟ أو هل بمقدورها أن تجعل من هذه الجزر كياناً سياسياً ووطنياً محترماً أم هل ستقوم بتسليمه على طبق من ذهب للهنود والنيبال والسريلانكيين كما فعلت مع بقية الإمارات الأخرى؟ وهل ستقدر أصلاً على حمايتها، وهي تستورد الشرطة والجيش والعساكر من إيران وباكستان وغيرها من الدول؟

ولنفترض أن إيران قامت، مشكورة، بإهداء تلك الجزر، التي لا حق تاريخي للإمارات بها، نظراً لأنها مهجورة، ولم يكن هناك دولة اسمها الإمارات، أصلاً، أو أي من دول الخليج الباقية، قبل سبعينات القرن الفارط، حيث لم يكن هناك سيادة عملية عسكرية، أو سياسية، للقبائل العربية الرحل التي سكنت شواطئ الخليج قبل هذا التاريخ، لسبب بسيط هو عدم وجود كيان سياسي شرعي ومعترف به من الأمم المتحدة، ولعدم وجود أي من هذه الدول، عملياً، من الأساس، نقول لنفترض أن إيران قامت بالتنازل عن سيادتها على هذه الجزر لصالح دولة الإمارات، فماذا ستكون عليه النتيجة؟

أولاً: لا يوجد لدى دولة الإمارات شعب لشغل تلك الجزر، وستعمل، كالعادة، على استيراد، وشراء، والاتجار، ببعض السكان والشعوب من سيريلانكا، والفيليبين، والهنود، والنيبال، والباكستان، والعمالة الرثة المحرومة من أية حقوق، أي أنها لن تكون "عربية" على الإطلاق ( على فرض أن في العرب والعروبة أي خير أو وجه إنساني يمكن التعويل عليه)، والنتيجة هي، هي وجود أجنبي في هذه الجزر أي لن تكون عربية. ومن الجدير ذكره، أننسبة الأجانب والآسيويين تبلغ اليوم في الإمارات 90% من عدد السكان.، ومثلها تقريباً في المنظومة البدوية الأخرى ( في السعودية، أيضاً، هناك، مثلاً، ثمانية ملايين عامل أجنبي معظمهم آسيويون، ويشكلون نصف السكان تقريباً، لكن من دون أية حقوق أو ضمانات بشرية).

ثانياً: على الصعيد الاقتصادي: ستقوم دولة الإمارات ببناء الأبراج، وإسكان الآسيويين فيها، هذا إذا لم تتعرض تلك المشاريع للانهيار والإفلاس وهروب مموليها، وموظفيها وعمالها الهنود، وإنشاء الحانات، والمراقص، واستيراد الراقصات وبائعات المتعة، من كل دول العالم، للعمل في تلك المطاعم والملاهي والكباريهات.

ثالثاً: على الصعيد العسكري والسياسي: ستقوم دولة الإمارات، بالتعاون مع مجلس التعاون، بتوقيع اتفاقيات لإقامة قواعد عسكرية دائمة للأمريكيين، والبريطانيين، والروس، والفرنسيين، والهنود، وأية دولة في العالم، وربما الإسرائيليين، كما هو حال التعاون الإسرائيلي العلني مع هذه المنظومة، أي أنه لن تكون هناك أية سيادة، ومن أي نوع للإمارات على هذه الجزر التي تطالب بها، ولن تستطيع حمايتها وبسط سيادتها عليها. ( أي "هيك هيك": لا يوجد سيادة).

رابعاً: على الصعيد الثقافي والاجتماعي: ستعود هذه الجزر إلى القرن السابع الميلادي، وستتقهقر الحياة الاجتماعية والثقافية والتعليمية وتسود القيم البدوية والوهابية المتحجرة، واضطهاد المرأة والأقليات، والاتجار بالأطفال، والتنكيل بالبشر، وشيوع التبذيل، والتحثيل، والتقبيح، ومحاربة القيم والجمال والتحضر والتمدن والتحديث والعلمنة. وكما هو الحال في معظم المنظومة البدوية حيث الانهيار القيمي التام، والانعدام الكلي لأية شفافية سلطوية، أو مبادئ ومعايير مستمدة من روح العصر، وعدم الاعتراف بأي من مواثيق الأمم المتحدة والشرعية الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، والمرأة والأطفال، والمهاجرين، والأقليات، وتعمد تطبيق أنماط حياتية وسلوكية والإيحاء بأنها مقدسة ومن عند الله، لضمان ديمومتها؟

خامساً: على صعيد شؤون نظام الحكم والإدارة السياسية: ستقوم الإمارات بتسليم هذه الجزر لأحد أبناء السلالة القدرية المؤلهة الحاكمة، ليمارس ساديته، وأمراضه، وعقده النفسية وغطرسته ونرجسيته على المواطنين، ويعتبر، كما هو حال معظم المشيخات الأبوية الهيراركية، إياها، حاكماً مؤبداً بأمر الله من السماء، لا ينطبق عليه أي قانون أو مساءلة. بينما في ظل الحكم الإيراني، فهي على الأقل ستخضع، حتى وبأدنى قدر، لتداول السلطات، والانتخابات، وتغيير المسؤوليين، وعدم اعتمادها على أبناء الذوات ومن الممكن أن يصبح ابن حداد بسيط حاكماً لها كما انتخب أحمدي نجاد رئيساً لإيران. ( بالمناسبة، يخضع شقيق رئيس الدولة الإماراتية لمحاكمة تعتبر فضيحة للمنظومة البدوية، برمتها، وذلك في المحاكم الأمريكية، ومطاردة من الإنتربول الدولي، وعدة هيئات قضائية قانونية دولية مستقلة، بتهمة التعذيب والتنكيل والتمثيل بالأحياء، "كما ظهر بالشريط الذي تم تداوله على نطاق واسع في النت وهو موجود على التيوب"، والتي قام بها بحق عامل أفغاني كان كفيله، ولن نتطرق هنا لنظام الكفيل العنصري الوحشي والبدائي الذي تطبقه هذه المنظومة البدوية الخارجة عن القانون الدولي بحق المهاجرين إليها ويخجل اليهود، والبوذيون، والهندوس، واللادينيون، وعبدة الحجر والنار والشيطان، وعراة أدغال قبائل استراليا البدائية من العمل به، أو تبنيه).

لن نتكلم، هنا، وعلى النقيض من ذلك، عن أهمية الوجود الإيراني في هذه الجزر، إيران النووية والديمقراطية والإنسانية الحضارية والعصرية، ومدى ما حققته إيران من إنجازات خارقة على صعد عدة، جعلت من هذه الجزر واحات عصرية وإنسانية ومدنية وحديثة، وعلى النقيض مما هو سائد على الضفة الشرقية من الخليج الفارسي.

فلماذا المطالبة بهذه الجزر بعد هذا وذاك؟ ألا يجدر بالإمارات، ومجلس التعاون لدول الخليج الفارسي، أن يشكروا إيران، مجتمعين، على تكرمها بإدارة تلك الجزر بطريقة حضارية وعصرية وإنسانية، عجزت عن الإتيان بمثلها، حتى الآن، المنظومة البدوية، بقضها وقضيضها؟

ألا يبدو الاحتلال، هنا، نعمة من عند الله؟






#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو سر هذا الحقد البدوي على إيران؟
- من الذي قطع أذن فان كوخ فعلاً؟
- ماذا يعني إسلام مايكل جاكسون؟
- قوانين لأحوال غير طبيعية
- هل كان إعدام سقراط عادلاً؟
- الجنس الجماعي الثلاثي
- قانون أحوال غير شخصية
- من الفتوى إلى الجهاد: قضية رشدي وتراثها
- لماذا يحتفي إعلامنا بالفساد في الأرض؟
- إنها لم تنقرض يا...أدونيس
- صفقة دمج عملاق بين إنتل، ونوكيا
- العرب والبكاء على الديمقراطية في إيران
- بين عبير العراقية، وندى الإيرانية
- الموناليزا العارية: حقيقة أم أسطورة؟
- فاغنر والنازية: حقيقة أم أوهام؟
- التكنولوجيا الثورية
- الحيوية الإيرانية
- الزلازل المصرفية تعصف بالخليج
- بدء التحقيقات السرية بشأن الحرب في العراق
- الحل في حل الدولتين


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - نضال نعيسة - لماذا المطالبة بالجزر في الخليج الفارسي؟