أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف محسن - الشعرية كنص ايروتيكي














المزيد.....

الشعرية كنص ايروتيكي


يوسف محسن

الحوار المتمدن-العدد: 2702 - 2009 / 7 / 9 - 08:53
المحور: الادب والفن
    


نبوءة زليخيا انموذجا(
للشاعر احمد عبد الساد
يصف تيد بيسكو ان التاريخ البشري هو عبارة عن صيرورة هدم وبناء ايروتيكية تأخذ ابعادا سرمدية ازلية ويمكن ان تؤرخ هذه العملية عبر السرديات الشعرية او المدونات الثقافية، وبناء على هذه الفرضية نرى ان قصيدة (نبوءة زليخيا) للشاعر احمد عبداالسادة تعيد انتاج مخزون ثقافي ايروتيكي لـ جزء من اسقاطات الوقائية الجنسانية والذاكرة والقص المقدس وفق التمثيلات الثقافية المفارقة حيث ان هذه القصيدة صنعت من تراكم الصور والاساطير والمقدسات الايروتيكية والتي تضرب بجذورها في سلطة الجسد الانثوي.

لذا فان القصدية المسبقة لهذه القراءة تحاول التقاط البنى الثقافية والشعرية، وذلك كون زليخيا الانثى التي تمارس الفداية الكائن الميثولوجي المحتفل بالجسد/ الذكوري وسط فضاءات قامعة من سلطة اللاهوت ضد الجسد/ الانثى فهذا النص الشعري نبوءة زليخيا نص شائك ومعقد، يتكون من صور مضادة للميثولوجيا النصية المقدسة والتميلات والتصورات الرمزية والاساطير الثقافية الايروتيكية المترسخة في الذاكرة الجمعية حيث يؤدي المخيل الشعري الايروتيكي للنص الى تفكيك الصور الذكورية عبر عمليات الهز المستمر للنسق النمطي الثقافي المصنوع من المتخيل الديني والفكري والشعبي للخروج بنص مفارق مركب يمارس سلطة رمزية في البنى الثقافية ونرى من خلال التناصات المركبة بين النص المقدس والنص الشعري هناك مفارقة سردية انثى الميثولوجيا المعادة انتاجها في نص احمد عبدالسادة متفجرة متصالحة مع ذاتها في حين نكتشف الثيمة الذكورية منكسرة رغم انها مهيمنة على متطوقات النص لغويا وثقافيا فيتم املاء النص الشعري بالمدلولات الحسية والتكثيف والقلب للنصوص الفاعلة في الذاكرة الثقافية عبر استنطاق جسد الانثى (زليخيا) وذلك من خلال الكشف عن سياسية الغواية الكامنة فيها ، ان هذا النص يحدد الفصل والتمايز بين الاباحية او البور نوغرافيا والايروتيكية بمعناها الفلسفي والثقافي، حيث ان الثقافة العربية الكلاسيكية حافلة وهي اغنى الثقافات العالمية في هذا المجال فالا نسكو لو بيديا الجنسية العربية ترصد الجسد الانثوي في ادق تفاصيله الحسية ولكن مع ظهور الثقافات الذكورية السلطوية، تم طرد الجسد الانثوي من متون الثقافة العربية وفق التصاميم الاستحواذية ووضع هذا الجسد في حقل التابوات التي لا يمكن مغازلته. واعادة تركيب الذاكرة الجمعية والثقافة العالمة بوصف الجسد الانثوي شيطانا مهوسا مدنسا خارح المتون المقدسة. الثيمة الرئيسة للقصيدة تتمركز حول علامة نصية هي (زليخيا) احدى الموروثات الثقافية والدينية هذه العلامة تحتاج الى اضاءة تأويلية لكي يتم تأسيس البنى النقدية حولها، فهي علامة تركيبة شعرية تحتوي ملامح اسطورية معاد بناؤها بشكل مستمر في الثقافة الايروسية لانها تمثل النزق الانثوي ورمز للمعرفة الحسية المتجاوزة عن الذات، تشيد وجودها الجمالي والمعرفي والايروتيكي من خلال تقديمها الجسد (هدية) للمعشوق الذي لا يظهر في النص الشعري الا بوصفه كائنا يؤسس خفاءه الذاتي متواريا في النص او الممارسة الثقافية والسردية الشعرية في حين نرى زليخيا تصمم خرائطها السرية للمتعة عبر ايروتيكية ساحرة تبدو من خلالها الذات الانثوية خاضعة لقدرها الخفي، قدر الجسد والعارف والتواق الى استعادة حلم اللحظة الايروتيكية.
هي التي حممت ايامه بنار عيونها
واهرقت مجرات صمتها
ــ اي صراخها الاحمر ــ
في خيمة نومه الساهية
والقمت صهيله الساخن..
ثدي احلامها.
هي التي قشرت له بئرا نقيضا
وغرقا طائشا
في سرير (العزيز)
واسرجت لرعوده اللاسعة..
مبخرة من عروق الندى
وباقة من ارق مؤنث
وقافلة من تأوهات ملكية
ووترا الها يئن بين فخذيها.
هنا يكمن هاجس الانثى زليخيا في صياغة عالمها الذاتي حيث تتحول الى نقطة الجذب الباهرة بفضل وجودها الاستثنائي انها محفزة بطاقة شيقية هائلة (اسرجت لرعوده اللاسعة، مبخرة، وباقة، وقافلة من تأوهات ملكية ووترا الها يئن بين فخذيها)
لم تكن تعرف بان برهانا اخر..
ستهطل تجاعيده الكثة
على وردته الآلية للاغماء
بنزيفها الغيمي..
كانت له بكل ما اوتيت من شهوة
بكل غاباتها الحبلى بالنبيذ
بكل ادعيتها المعتقة بجرار الجمر
كانت له بكل سخونة زينتها
بكل جنائن لياليها المعلقة
على شفا شهقة من سريره..
تطلق على هذا النص في ستراتيجية التسمية بوصفه شعرية الانكسار الايروتيكية وهي محاولة للعبور الى العالم عبر الجسد لتشكيل متخيل سردي، جمالي تبادلي للمواقع حيث يتحقق الانفصال بين الوحدتين الدلاليتين ضد الخرق الذي رسمته الجغرافيا الجسدية للانثى.
وكان لها
(يوسف ربيب يديها الحالمتين
كان لها..
وكان يهم بالتهام تنفسها
لينسج منه خارطة لهوائه
وكان يمسد براريه..
لذئاب هسيسها الجائع
ويلمع محراث حليبه الوحشي
لقضم ليمون بريتها المخمر.
كانت الشياطين الطيبة كلها محتفلة..
ببزوغ دوار ليلي..
في شرايين ظهيرتهما.
ظهيرتهما الناهدة..
ظهيرتهما المتنهدة.
ظهيرتهما المنهدة
برائحة التفاح البدائية !
كانت الشياطين الذكية كلها محتفلة.
في هذا النص تكتشف التعاقد الضمني بين جسد يوسف زليخيا (كان يهم بالتهام تنفسها كان يمسد براريه ويلمع محراث حليبه الوحشي) وهذه الاستعارات البلاغية تنم عن شعرية جامحة منشغلة بالتجربة الحية حد الهوس فهي ترصد التحولات الخلاقة للايروتيكية الشعرية.
هب، اذن، دقائق من رمل خائن
سمرت عطشا شاهقا في دم المكان.
ولزيخيا ان تختنق اقمارها..
ببثور سماء عاقة
وان تعجن صمتها سكاكين الفراغ
وان يجعد عطرها هواء مدن.
اذن لا هدير عري سيلفع المكان ويدله الى وقته الخالص
هكذا يشهر الله سرابه
يتخم اوتار اللعب
بثلجه الاسود.
هكذا يرمي الرماد قميصه على تفاح الغجر
هكذا يفقد المكان عيونه.
في هذا النص نجد عناصر الطبيعة وزليخيا تنحرط في نواح طويل فوق جسد العالم المتكسر.



#يوسف_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميثم الجنابي في سؤال التوتاليتارية؟
- سياسات العنف الجماعي
- رهاب جماعي
- كامل شياع .... طفل العذراء الهارب نحو حافات التنوير
- النخب العراقية وازمة سؤال الهوية
- خفة الكائن الذي يطير
- سيرورات التمركز في الثقافة العراقية {خطابة الهوية
- سيرورات التمركز في الثقافة العراقية
- سؤال الثقافة في الدولة الوطنية
- الرسوم الدنماركية
- تخطيطات اولية حول تأهيل الدين العقلاني
- ماركس او فخ النظام الاستشراقي
- قراءة في كتاب هوبزبوم (نحو تأسيس تاريخية نقدية)
- الاوهام المقدسة
- السرديات الاسطورية للدولة التوتاليتارية العراقية ........... ...
- الاستعارات الكبرى التمركز الاوربي ، الهوية ،الاسلامويه الاصو ...
- لاتقلع جذور القلب انها في القلب ( حلبجة )
- المخرج السينمائي العراقي جمال محمد امين : السينما أداة ثقافي ...
- فخ الخطاب الشعبوي العراقي
- في تركيب صوره هجائيه للسياب


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف محسن - الشعرية كنص ايروتيكي