علي أبو مريحيل
الحوار المتمدن-العدد: 2700 - 2009 / 7 / 7 - 08:35
المحور:
الادب والفن
(من يوميات الحرب)
قُبلـة الصبـاح على جبين أمي, تأنيب أبـي لـي علـى تأخري فـي الصحو
قضاء صلاة الفجر بعد طلوع الشمس, لأن امرأة في الأربعين من غفلتها
لم تشكو لي بالأمس صمت وحدتها.
كوب الحليب الفاتر, وقصيدة لم تكتمل في رثاء شاعر أصابته غمزة طائشة
فأردتــه قتيــلاً.
ابتسامة بريئة لطالبة صغيرة تمر تحت نافذتي بنصف زينتها حاضنة دفاترها
بين توأمين لم يتعلما بعد كيف يخالفان جاذبية الرصيف.
قــراءة فصــل جديد فــي روايــة طويلـــة حول تــاريخ الفلسفة
- هل حقاً سنبقى في العتمة ما لم نتعلم دروس الثلاثة آلاف سنة الأخيرة .. كما قال غوتة؟
ابتسامة أخرى لطالبة تأخرت عن موعدها لأن مرآتها لم تعطها الضوء الأخضر
قبل إطلاق سراح خصلة من شعرها على خدها الأيسر.
انتظار مكالمة غيبية .. لعلها الأنثى التي ستقص على حكاية (ليلى والذئب) قبل أن أنـــام علــى ســاعدهــا.
البحث عن مفهــوم ثابت للوطــن بين أنقاضي الداخلية.
محاولاتي الفاشلة في تعريف الحب والشــعر والجمــال.
التحليق اليومي على بساط محمود درويش فوق حدود الإبداع.
تأمــل الجمــال فــي مسلســل ســوري يضجّ بالحســناوات.
صلاة الغائب علــى قلبـي أمـام قوام لا يقــاوم إلا بالمــوت.
تقصير شَـعري إلـى حـد لا يعـجب المعــجبات بشِـعري.
انبهاري أمام طلاقة ابن أخي الصغير في قراءة (الفاتحة) دون أخطاء.
التفكر بمعنى كينونتي الفلسطينية, لا لشيء .. فقط لشحن روحي المعنوية
ورفعـــها إلــى السمـــاء السابعـــة.
تفاصيل لا تخص أحداً سواي .. كادت أن تموت معي حين راقصتني الحرب
على إيقاع غارة جوية لم يسلم منها أحد سوى قلمي الذي أقفل فيه الآن هذا النص.
#علي_أبو_مريحيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟