أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - فقهاء السلطة..وهوية الجيل الزائفة














المزيد.....

فقهاء السلطة..وهوية الجيل الزائفة


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2700 - 2009 / 7 / 7 - 09:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في اي محاولة لتلمس الهوية الجمعية المتفردة لهذا الجيل.. والتي عادة ما تعتمد على المتميز اجتماعيا او سياسيا او عقائديا.. اوالمتسيد العام والمشكل للهوية الثقافية والفكرية لابناء هذه الحقبة الزمنية او تلك..يصطدم المرء مباشرة بالصوت العالي والسطوة الطاغية لبعض التيارات الدينية السلفية المضطردة التغول والانتشار..والساعية من اجل تسييد الثقافة القطيعية المعتمدة على اليات النص والنقل .. كنظام واسلوب حياة.. مستندين الى الترويج لصورة مفرطة النرجسية عن ماضي جميل مليء بالقيم والاخلاقيات التي تحفظ للمجتمع تماسكه وديمومته كخيار اوحد..
فبالاستعانة بمحترفي العاب الخفة الفقهية والضالعون بالتقافز ما بين الايات والاحاديث الشريفة.. والتوسع في النص من المقدس امتدادا حتى التاريخي.. يتم العمل –وبلا كلل – على تثبيت الهوية الثقافية او المعتقدية المراد ترويجها كصفة مميزة لهذا العصر.. والتي ليس من العسير التوصل الى ان هذه المتسيدات غالبا ما تكون خيارات النخبة الحاكمة ومتطلبات استمراريتها في الحكم اكثر من كونها خيارات شعبية حرة.. ..وان كل الغرض منها هو تمرير المنظومة الفقهية الساندة لعمليات شرعنة الاستبداد والتسلط ومشروع التشبث بالموروث الديني والتاريخي لغرض التأبد على سدة الحكم.
حيث يتجدد سعي الفقهاء والمحدثون –وباستمرار - بانتقاء شذرات وأحاديث من تجربة الرسول محمد"صلى الله عليه وسلم" في ادارة دفة الحكم وبعض الممارسات السياسية في بواكير الدولة الاسلامية الوليدة وتركيبها على منصب الخلافة التاريخية ومن ثم على كل من يتصدى للحكم حتى في العصر الحديث، بالرغم من ابتعاد الغالب الاعظم –القريب من الكلية المطلقة - من الحكام عن احكام ومتطلبات الشريعة الإسلامية،حتى في امور المعاملات والمعلوم بالضرورة من الحلال والحرام.. أو تميزهم بالاستيلاء على السلطة بطرق ملتوية وغير شرعية، وبناء مجمل المنظومة الفقهية على الحديث الذي رواه البخاري عن أبى هريرة عن النبي "صلى الله عليه وسلم" :أنه قال: (من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ومن عصى الأمير فقد عصاني).
إن الباحث في التاريخ السياسي العربي لن يجد صعوبة في اكتشاف حرص الانظمة الحاكمة عبر العصور على تأسيس نظام فقهي رديف يتصدى لمهمة تأويل وتزييف الوعي الديني بما يسند ويدعم موقع الحاكم ويتسامى به الى مستوى النقاء الألهي المؤيد بالسماء. وكنتيجة للتراكمية التحريفية للدين اكتسب الحاكم قداسة تماهي القداسة المسبغة على النبي ..من خلال الترويج لرسالية التكليف الالهي الملهم للسلطان والدأب الملح في اختلاق كل ما يواكب الحكم من احاديث او تفاسير بدون رادع ولا حياء..
ولقد تبوأ هذا النظام الفقهي دوره الاهم في التحالف الديني والسياسي من خلال ممارسة القمع والارهاب الفكري لكافة حركات التحرر والانعتاق على ظلم الحاكم الجائر.. وعن طريق تخليق التباسات مقصودة ومغلوطة حول قضايا التوعية والتنوير.. وتشكيل تيار ممانعة للضرورة الحتمية لإعمال العقل والمنطق في المقاربات الفكرية للمعضلات الاجتماعية التي تهم الفرد والجماعة.. وعن طريق تشويه الغايات والدوافع الحقيقية لهذه الحركات واصمة اياها بالمروق والكفروالزندقة والشعوبية.. مبررة وفاسحة المجال امام التنظيمات التكفيرية المتشددة المتمتعة والمستندة على الدعم السياسي الرسمي العربي.. لانتاج وتعميم ثقافة التناحر والتقاتل المذهبي والطائفي عبر اعلاء فلسفة الكراهية والاقصاء والتهميش اعتمادا ً على التراث المزيف الذي اضفيت عليه قسرا وتدليسا صفة المقدس والمعلوم من الدين بالضرورة الواجب الاتباع تحت طائلة الخروج من الملة..
ونحن هنا..مع الاعتراف بصعوبة تجاوز تراكمات التسييس المنظم للنصوص الدينية لاكتساب هذه المنظومة للرسوخ التاريخي المتقادم ..فان الواجب الاخلاقي يحتم على كل القوى المحبة للخير وللانسانية العمل على تغليب مبدأ التعايش والتحاور وتقبل الاخر ..والعمل على اعلاء واحترام الجانب الانساني في الاديان واحترام الخيارات الفلسفية السلمية للانسان..تحت قدسية حق الاعتقاد..والعمل على تعميم استيعاب انساني شامل لمباديء الحرية والديمقراطية وضمان حق الرأي والمواطنة ..ومناهضة العدائية المنظمة لمباديء حقوق الانسان من خلال تطوير اليات عمل منظمات المجتمع المدني..والتأكيد على اولية الجانب الانساني للمجتمع على الجانب الديني ..وعندها لن يكون مهما من سينتصر في الجدال الازلي لتحديد هوية وملامح الفرقة الناجية يوم القيامة..




#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم الفينيق العراقي..
- لا تتركوا الشعب الايراني في العراء...
- الولي الفقيه يأكل ابنائه...
- فؤاد الهاشم..وسياسة الانتشاء بالوهم
- فوبيا الصناديق نصف الشفافة والأصابع البنفسجية
- التنافس السعودي –المصري...الصراع على اللا شيء
- العراق والكويت ..زماناً ومكاناً وحقائق...
- قد يدخل هذا المنتحر الجنة...
- ضياع فضيلة الشيخ الطهطاوي في دروب التأسلم
- لا صلاة بأمامة اوباما...
- عندما يتحدث السيد الرئيس...
- مكابدات -صوت العرب- في عصر اعلام سمو الشيخة موزة
- أنباء حزينة..من يمن لم يعد بالسعيد
- تزييف التاريخ..مابين القرضاوي وجورج اورويل
- الخنزير.. كسلاح في المعركة
- قسرية التناقض.. مابين العطالة السياسية والحتمية التاريخية
- مصر التي في خاطري..
- قد يكون العقيد على حق...
- الصنمية السياسية ..ما بين الدخان الأبيض واليوم الأسود
- جامعة الدول العربية العاقلة


المزيد.....




- اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا ...
- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - فقهاء السلطة..وهوية الجيل الزائفة