صالح الشقباوي
الحوار المتمدن-العدد: 2699 - 2009 / 7 / 6 - 06:06
المحور:
القضية الفلسطينية
تحاول الايدولوجيا اليهودية المعاصرة سبغ الكثير من الصفات الدينية على أرض فلسطين [ الأرض المقدسة ، أرض الميعاد ، الأرض التي يسكن فيها الله ] وهي حسب الفكر الديني الأرض الموعودة التي يفوق معامل قداستها أي أرض أخرى ،لأنها مركز الدنيا ودائرته التي يجتمع فيها ناموس الأنبياء .
إن ارتباط الدين اليهودي بهده القوة يعتبر نمط بنيويا يتميز فيه الدين اليهودي الذي يعبر عن ارتباط المطلق بالنسبة خاصة وأن الجغرافية الثابتة ترتبط بالتاريخ المتحرك ، فاليهودية تلغي وجود اليهود التاريخي خارج فلسطين [ باعتبار أنهم موجدون خارج الأرض وبالتالي خارج التاريخ ] أنهم يسعون إلى فرض الرؤية اليهودية التوراتية على الواقع السياسي منطلقين من شعار ارض إسرائيل لشعب إسرائيل بحسب توراتهم .
إن الأساس الفكري الحاكم للأيدلوجية اليهودية يعتبر أن اليهود شعب مختص بمصير الهي مميز’يختلف في نوعه عن كل امة أخرى موجودة أو وجدت أو ستوجد وما الصراع مع الفلسطينيين إلا الحقبة الأخيرة والحاسمة في معركة إسرائيل الدائمة لقهر قوى الشر فهم يرفضون الإقرار الحقيقي بأية علاقة معهم لان مثل هدا لإقرار يشكل تناقضا مع النبوءة القائلة [إن ارض الميعاد سوف تلفظ أي شعب آخر يحاول العيش فيها] من هنا لهده الأسباب مجتمعة ، استشعر خطورة البعد الإيديولوجي لليهودية على مصير فلسطين كجغرافية والشعب الفلسطيني كذات جمعية .
إن " يهودية " دولة إسرائيل كمبدأ إيديولوجي ديني كان ولا يزال دو أهمية قصوى لدا بنيامين نتنياهو خاصة أنه صدر في عام 1985 قانون دستوري أقره الكنيست يحضر على أي حزب معارضة برنامجه مبدأ " الدولة اليهودية " وهدا الموقف يذكرنا بدافيد بن غور يون الذي أعلن عام 1956 في الكنيست أن السبب الحقيقي وراء حربه ضد مصر هو " إعادة مملكة داوود وسليمان إلا حدودها التوراتية " خاصة أن اليهود يمتلكون قانون " الإبادة والجنس " مما يفسر لنا " شرعية كل ما أقدم عليه اليهود من مجازر في تاريخ وجودهم كما وهناك قانون " انقاد الحياة " لغير اليهودي فقد شرحه ابن ميمون بقوله : " بالنسبة لغير اليهود الدين لا نكون في حالة حربا معهم يجب أن لا نتسبب في موتهم ولكن يحظر علينا انقادهم أن كانوا على وشك الموت" .
#صالح_الشقباوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟