أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - إيمان عبدالرازق - (الأسرة العربية) وتحديات العولمة والغزو الثقافي














المزيد.....

(الأسرة العربية) وتحديات العولمة والغزو الثقافي


إيمان عبدالرازق

الحوار المتمدن-العدد: 2699 - 2009 / 7 / 6 - 06:19
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


تشكل (العولمة) واحدة من أبرز التحديات التي تواجه الأسرة العربية في مجال التنشئة الاجتماعية، لما تحمله من عوامل التهديد للخصوصيات القومية والهوية الثقافية وتكريس لآليات الهيمنة الفكرية. وبالرغم مما حققته وسائل الاتصال الحديثة في ظل العولمة من إلغاء للقيود والحدود والرقابة على حركة المعلومات والأفكار واختراق للأسوار الجغرافية والسياسية والإعلامية، فأنها تفرض تحديات جسيمة على مؤسسات الضبط الاجتماعي وفي مقدمتها (الأسرة) في المجتمع العربي. وأمتنا العربية، هي الأكثر استهدافاً من قبل قوى العولمة، نظراً لما يمثله (الإسلام) من قيمة عليا ومقوّم حضاري ومنهج سلوكي، وعامل تحصين ضد الانحراف والجريمة، لذلك فأن العولمة تسعى إلى الفصل بين الأمة، خصوصاً شبابها وبين الدين وإقحام الشباب في واقع إعلامي وثقافي وفكري غريب عن جذورهم، وبالتالي جعل فئة الشباب مجبرة على اتخاذ أحد موقفين: إما الاستسلام والتأقلم والتطبع مع مقاصد العولمة وأهدافها الشريرة، أو الرفض والانغلاق عن العالم والتطور العلمى. وإذا كانت العولمة في ظاهرها تعني: اندماج أسواق العالم في حقول التجارة والاستثمارات وانتقال رؤوس الأموال والقوى والتقنيات ضمن إطار حرية السوق وبالتالي انحسار القيود المحلية وسقوط الحواجز الوطنية، إلاّ أن ذلك هو المظهر، أو المفهوم الاقتصادي للعولمة، لكنها في الحقيقة تحمل بين طياتها أبعاداً سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، فهي مضمون فكري يراد فرضه على العالم، بغية إخضاع العالم إلى استهلاك مُنمط هو الاستهلاك الرأسمالي، والتحكم في آليات التفكير والتصور كأدوات للتعبير عن الذات.
كما أن (العولمة) توفر المناخ الملائم لتسهيل عمليات الغزو الفكري والثقافي الغربي، وتشجيع بروز أنماط إجرامية، تقليدية، ومستحدثة، وتهيئة الأجواء لبروز وانتشار التقاليد السلوكية الغريـبة على حساب الأمة العربية ووجودها وقيمها ورسالتها. كما تكمن خطورة العولمة الثقافية والإعلامية والفكرية في استهدافها فئة الأطفال والشباب، باعتبارها الفئة الأكثر تعرضاً لدكتاتورية الصورة والأكثر استهلاكاً للمضامين الإعلامية ذات الصيغ الجذابة، وتعتمد العولمة على نشر مبدأ التماثل وتعميمه، وتنميط الحياة اليومية بحكم فراغ الخيال الجماعي، ويتسم هذا التنميط بدرجة كبيرة من الخطورة والتعقيد لأنه يُخضع المجتمعات إلى فراغ ذهني وثقافي بحكم ما ينشره من قوالب جاهزة واهتمامات تافهة تركز على أمور تغفل عن مشاكل البشرية، وبالتالي تؤدي إلى تسطيح الحياة اليومية وتنميط مستوياتها والتحكم في شكل وأهداف المشاعر الإنسانية على وفق الرؤى والتصورات التي تخدم أهداف صناع العولمة ومروجوها.
إن الشباب العربي، إذا لم يكن محصناً ثقافياً وتربوياً واسرياً واجتماعياً، فأن احتمالات تعرّضه لتيارات العولمة السياسية والثقافية والإعلامية التي تنتجها أنظمة الاتصال الرأسمالية، من شأنه أن يؤدي إلى نتائج سلبية على المستويات النفسية والقيمية والحضارية. ومن المؤسف أن التحولات العديدة التي تشهدها المجتمعات اليوم، من ثقافية وسياسية واجتماعية وتقنية، أدت إلى تقليص واضعاف لدور الأسرة في أداء وظائفها، وباتت هناك عوامل تأثير أخرى عديدة تشارك الأسرة في هدفها باتجاه صياغة شخصية أفراد الأسرة، خصوصاً النشء الصاعد، ولم تكن الأسرة العربية في منأى عن عوامل التأثير، والتغيير، سواء المقصودة أم العفوية، خاصة وأن المجتمع العربي كان ولا يزال موضع استهداف من قبل القوى المعادية لآمال وطموحات الأمة، الساعية إلى تفتيت وحدتها، وتخريب مقوماتها، وعزل الإنسان العربي عن تراثه وقيمه ومعانيه السامية، وإشاعة الفوضى والانحراف.




#إيمان_عبدالرازق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - إيمان عبدالرازق - (الأسرة العربية) وتحديات العولمة والغزو الثقافي