عبد الحميد عبد العاطي
الحوار المتمدن-العدد: 2698 - 2009 / 7 / 5 - 05:47
المحور:
الادب والفن
http://abedalati.blogspot.com/
2009-7-1
ارسم دمعة وقلد منديلك نحو السماء ، نادي الصباح وتخفى بحنجرة الديك واهرب قبل أن يراك ضوء الشمس ، الليل يمضى ويداك تمسك بفرشاة الوقت ،حاول الرسم على فخد الثواني لعلك تستطيع الإمساك بجنين الحياة ، لحظة... ومض الوقت يا هذا ..ارق من سطر الورقة واخف من وابتسامة صغيرتي .
اشرب بفنجان فارغ ، فانا لا ارغب الشاي ،ولا طعم القهوة، ولا عربدة السيجارة و الشيشا ، فمقعدي الضعيف محجوز للتفكير والهذيان ولاستيعاب حرارة جسدي المغمورة برائحة النبيذ المدخن،فلا تحاولي إلقاء ظلك الخشن على صدري ، فقط اجلسي بصمت وانتظري عودتي .
إبداعي بالمطبخ وإعداد الطعام ليس له حدود، افتح الثلاجة وأغلق الثلاجة والعب بشعري قليلا ومن ثم اذهب للفراش ، يراودني حلم يحمل معه الكنافة عربية وبطة مشوية وزجاجة كولا وطنية ،يختلط الحلم بصوت موسيقى الغاز وصوت متهور يقول لي : قوم روح على السوق .
كيف تأكدت هذا العام أن الصيف صاحب الحرارة الصومالية قد أتي ..؟، تأكدت بعد أن مر من أمام بيتي لغاية ألان أكثر من 50عربة وسيارة بتنادي بطيخ على السكين يا بطيخ .
حين أشاهد التلفزيون افتح على قناة العربية ومن ثم انتقل إلى قناة روتانا زمان حتى أشاهد الفن الأصيل . بعد اقل من ساعة يغلبني النوم لأشاهد فيلم أخر يحمل اسم الكابوس .
حين اسمع ترنيمات وموسيقي عبد الحليم وفيروز أجد الفراغ مشنوقا على باب المتشائمين بل ويتعدي حد السعادة الفاصل بين لحظة استلام الراتب وذبح خروف العيد .
اركب سيارة الأجرة واتجه نحو غزة من طريق صلاح الدين ، ارمي بيدي على الشباك، أحاول إمساك الهواء المتطاير لعلي اخبأه ليوم جاف يجاوره انقطاع الكهرباء .
يحيرني سؤال يداعب نفسي ، لماذا طعم الفراولة والعنب يختلف عن طعم الحصار ..؟، الإجابة باختصار أن العنب والفراولة لهم مواسم ينهضون فيها، ولكن طعم الحصار يبقى فمي فارغا طوال العام .
عقلي يركض نحو النهاية يذهب بي إلى صحراء السلام المزعومة ، يردد كلمة اهرب .. اهرب قبل أن تذوب في مدن الزكام.
مستحيل إخوتي هنا بالبيت وأنا لم أكن هناك لأتذوق كرز الكيك ، إخوتي.. الجنة بها كل شئ انتظروا عودتي .
#عبد_الحميد_عبد_العاطي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟