|
ماكو دليل ...
حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 2697 - 2009 / 7 / 4 - 04:07
المحور:
كتابات ساخرة
يقول البعض : الفساد اخطر من الأرهاب وحاضنـته ’ واصبـح اخلاقيـة مرعبـة خطيرة في العراق ’ ويتشكى الناس : على انه كالطاعون ينتشر في مفاصل مؤسسات الدولـة ’ يدمر القيم والتقاليد والأعراف ويجعل الحياة جحيمـاً . السادة مـن الفخامات والسعادات والسماحات داخل العملية السياسيـة يقولون : صحيـح اكـو (شويـه فساد ) وحتى هذا القليل لا يوجـد عليـه دليـل !!! هذا يعني ان دولتنـا في موضوع النزاهـة تأتـي ثانـي دولـة في العالم بعـد سويسرا ـــ والحمد للـه ــ الأمر يذكرنا ( بسالفـة عبيـد ) وهو شاب مـن جذور افريقية ــ يعني اسود ــ كان يعمل في قصر احد الأقطاعيين ترقى الى مهمة (مامـور ) ليبلغ العشائر توجيهات الأقطاعي بعدهـا تحول الى (وكيـل) لجمع المحاصيل وخلال تردده على احدى القرى تشكلت بينـه وبين زوجـة احد الفلاحين علاقـة حب ’ ابتداء الغزل مـن بعيد ثم اقترب واقترب حتى ( طلعت ريحتهه ) الفضيحة انتشرت بين الفلاحين لكن ليس بأستطاعـة احد ان يقولهـا ’ لأن الأمر يشكل مواجهـة مـع عبيـد ثم مـع الأقطاعي ( واللـه يستـر ) ’ كان الأمر على الفلاح ثقيلاً ’ فأضطر لمكاشفة كبير العشيرة ( الفريضـة ) ويبدو انـه يعرف الموضوع ’ لكنـه حريصاً على ان يجنب العشيرة المشاكل مـع عبيـد ثـم الأقطاعي ’ فأراد ان يتحايل على الحقيقـة فسأل الفلاح . ـــ ابنـي شفتـه راكب عليهه... ؟ ـــ لا عمي ـــ ـــ لكيتـه نايم وياهـه .. ؟ ـــ لا عمـي ـــ ـــ ابنـي انتـه ما عندك دليل ’ وبعض الضن اثم ’ وتجنب نار جهنـم . صاح الفلاح : عمي يا جهنم يا بطيـخ ’ مرتي واعرفـهه ’ المره مستويـه ذيج هيـه ’ وقدم ادلتـه لكنـه لم يثبت ان عبيد كان راكبهه او نايم يمهه . ـــ ابني هذا كلـه مو دليل ولا اثباتات ’ خاف مـن ربك واستر على حالك وعلينـة . بعد فترة حبلت زوجة الفلاح وولدت ( طفل اسـود على عبيـد )’ اخذه الفلاح ووضعـه في احضان كبير العشيره ( الفريضـه ) ’ ( هاك عمي تفضـل ’ بس مـا عنـدي دليـل ) ابتسم شيخ العشيره واجاب . . ابني اللـه يساعدك ’ كـل هـذا " وما نكـدر نكـول عبيـد ... ثلثين الحجي مغطـه " ربــاطـهه : العـراق تجاوز الرقم القياسي عالمـياً في موضوع الفساد الأداري والسياسي والمالي والعلمي حتى ( طلعت ريحتهه ) واصبحت اخلاقيـة راسخـة لرموز العمليـة السياسيـة واحزابها وطوائفها ومذاهبها واعراقهـا ’ وامتدت جذورهـا حتى اصغر موظف في الدولـة ’ واصبحت بشكل عام ظاهرة تهدد حاضر ومستقبل المجتمع العراقي ’ واذا ما تسائل احـد الأعلاميين او الصحفيين والكتاب ’ يكون جواب المسؤولين ’ نعـم اكـو فساد لكن اخواني عنـدكم دليل ولازم تقدمون اثباتات ـــ وبعض الضن اثـم ـــ ويقول المسؤول الآخر : انها مجرد دعايـة مغرضـة ذات اجندة سياسيـة لا تستند على ادلـة واثباتات ’ ويعتقـد بعضهم : ان هناك دوافع للحسـد ’ لأنهـم ( ما دبروا حالهـم ... ومـا جابـوا نقش .. !!! ) وعلى هـل رنــه ... ـــ المسؤول فلان كان روزخونيـاً بائساً ( وياللـه مشي امور العائلـة ) بعـد سنـة اصبح ملاك عقارات وارصدة وفضائيـة وحزب للأصلاح ’ والمسؤولين علان وفلتان كانا سائقي تاكسي في مدينتي هامبورك الألمانيـة ومالمو السويديـة ’ دخلا العملية السياسية وعادا الينا بعقود مليونية وفتحا مطاعم ومحطات بنزين وعقارات ويتفاوضوا الآن مع مـن على شاكلتهـم لتشكيل حزبـاً او تجمعاً سياسيـاً لدخـول الأنتخابات بقائمـة ( العـراق اولاً ... ؟ ) ’ المسؤولين ضرطان ووطبـان ’ دخلا العملية السياسية مـن بابها وخرجا بعد سنة مـن شباكها ’ احدهما كان نائب عريف سابق فاصبح عميد ركن شرطـة والآخر فشل في اكمال دراستـه فاصبح مستشاراً امنياً وجندوا بعض الأميين مـن جماعتهم في الخارج فعاد بعضهم الينا مسؤولين رفيعي المستوى في السلك الدبلوماسي ’ وكذلك الكثير مـن رؤساء الملايشيات جمعوا حولهم المتبقي مـن فدائيي صدام واجهزتـه الأمنيـة ’ ثم عرضوا خدماتهم على دول الجوار واصبحوا طلقاء في الخطف والأغتصاب والأتجار برؤوس الضحايا ’ الآن بعضهم اعضاء في مجلس النواب يتقاضوا اضافـة الى رواتبهـم ’ رواتب العشرات مـن المنظمات والحمايات الوهميـة ’ ناهيك عن الذين كانوا يتسكعون في مقاهي المحلة يستهلكون وقتهم في لعب الدومينا والطاولي فجلبتهم موجة المحاصصات الى مسؤوليات لا يستحقونهـا ’ ثم يتقاعدوا براتب شهري يكفني لبناء مائـة صريفـة عصرية لسكنـة صفائـح الجينكو ’ ليعودوا الى العمليـة السيـاسيـة ثانيـة عبر احزاب وتحالفات ستشارك في الأنتخابات القادمـة ’ وهناك امثلـة كثيرة يشمئز مـن ذكرهـا الذوق ’ لكن الكل تتستر على الكل والكل يحتمي بالكل والناس ( ما تكدر تكول عبيد ) . انا هنا ليس بصدد اتهام الجميع ’ فهناك احـزاب وقوى وشخصيات ورغـم الأغراءات والضغـوط ’ استطاعت ان تحافـظ على قيمهـا ومثلهـا وتحترم تاريخها وتضحيات شهدائهـا ’ كرموز الحزب الشيوعي مثلاً وبعض المستقلين ’ ولو قارنـا بينهم وبين من كانوا يتهمونهم بالكفر والألحاد ’ لشاهدنا الذين يكيلون الأتهامات غارقون الآن في مستنقع الفساد والأختلاس رغـم سيمائهـم المفتعلـة ’ بينما ضحايا شعوذتهم وافترآتهم يقفون بعيداً خارج المستنقع نظيفي السمعـة والشرف ’ ولو قـدر لكلاهما المثول امام امير المؤمنين علي عليـه السلام ’ لصافح النزيهين وشكرهم وبسق قيحـه بوجـه المدعين ’ لأنـه عليـه السلام نصير ثابت للفقراء والمعوزين والمظلومين ويناصر مـن يناصرهم كمـا هـم دون شروط . تحيرني تقاسيم الصورة التي ستكون عليها الأنتخابات القادمة ’ هـل تعلم العراقيون الدرس كافياً ’ وهـل سيغيروا اتجاههم نحو أأمتهـم العظام للتعبير عن عمق ايمانهم وحبهـم بلا وسيط يتكسب على جهالتهم وخذلانهم ... هـل سيطالبون الفاسدين والمختلسين بأعادة ارزاقهم وثروات وطنهم ’ ويدركون اخيراً ان القضايا المصيرية لا يمكن التعامل معها بالعواطف وان لديهم الف والف دليل تجعلهم محقين في ان يستعينوا بقرباج اصواتهـم لجلـد ظهور الفاسدين والمختلسين والمشعوذين والنهابين الأراذل لا ان يعيدوا جلد انفسهم فالأمر سيكون معيباً مخجلاً مكلفـاً جداً . الكاتب والأعلامي والصحفي والسياسي المنصف ’ عليهم الا يتقبلوا دور الشيطان الأخرس ازاء الفساد ورذيلـة الأختلاس التي تعصف بحاضر العراق مستقبل اجياله ’ واجبهم ان يرفعوا الغطاء عن عـورة ( عبيــد ) رمز التحاصص والتوافق والمشاركـة في فرهدة الأسلاب ’ فالناس تراكمت لديهـا الأدلـة الحيـة والأثباتات الدامغـة ’ وعليهم ايضاً ان يبادروا لتشكيل لجان شعبيـة ( كمنظمات مجتمع مدني ) على صعيدي الداخل والخارج لفضـح ظاهرة الفساد ومتابعة الفاسدين والمختلسين ومسائلتهم ورفع القضايا القانونية ضدهـم ويشرفني ان اكون عضواً في تلك اللجـان ’ لأننا جميعاً نتحمل المسؤوليـة التاريخيـة تجاه مصائب ومغدوريـة اهلنـا .
#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
افرح ولن احتفل ...
-
ظاهرة الكتبة الجيجانيين ...
-
وللديموقراطية شعب يحميها ...
-
نريد ان نصدق .. ولكن ... ؟
-
العراق الكويت : والأشكالات الصعبة ...
-
المغزى الوطني لتصدير النفط من اقليم كوردستان ...
-
مسرحيات برلمانية !!!
-
المالكي : مشروع وطني وتحديات لا وطنية ...
-
خزعبلات توافقية ...
-
العراق على قدم واحدة ...
-
افز ندمان ...
-
دعونا نصالحكم ... وامرنا لله !!!!
-
البعث على ظهر المصالحة الوطنية ...
-
مواعد طيف
-
انهم لا يستحقون العراق ...
-
مع الأستاذ جورج منصور ..
-
البعث : عقيدة ملطخة بدماء العراقيين
-
الى السيد نوري المالكي .. فقط ..
-
المنظمات المستقلة : هوية حضارية ...
-
اين الوطنية في مصالحة البعثيين ... ؟
المزيد.....
-
قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل
...
-
ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية
...
-
حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
-
عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار
...
-
قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح
...
-
الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه
...
-
تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
-
مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة
...
-
دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
-
وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|