|
جريمة غسل العار ! تعبير صارخ عن عبودية واسترقاق المرأه
ناديه كاظم شبيل
الحوار المتمدن-العدد: 2696 - 2009 / 7 / 3 - 09:38
المحور:
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
لا زالت المرأة الشرقية تطالب باصرار بالمساواة مع شقيقها الرجل ، ولا زال المجتمع (الرجل ) يصر على رفضه منحها هذه المساواة باصرار ، فهو من يشرع ويقر القوانين في ان واحد ، وليذهب صراخها (المرأة ) ادراج الرياح .
لا زلنا في عصر الرق والعبوديه ، الزوجة في الحقيقة مملوكة للرجل بدرجات منها الزوجه الشرعيه وهي اما ان تكون مرتبطة بزواج معلن او سري .او كما نشاهد ونسمع هذه الايام مسميات عديدة ومقززه تحت شعار الزواج ،وكلها استغلال وانتهاك لحقوق وظروف المرأه ، فالمرأة الشرقية يسحرها لقب المتزوجه ، وترفض لقب الخليله وحتى الحبيبة ان لم يكن مصحوبا بالتبرير (لقب شرعي ) ، فزواج الوناسه افضل بطبيعة الحال من الوناسه (حاف ) وزواج البوي فريد افضل ايضا من البوي فريد ، هكذا هو الحال ، اختر ما تشاء من العلاقات الماجنه وارفقها بكلمة زواج فيصبح زواجا باذن الرجل !
عندما تزف المرأة يجب ان يكون هنالك عقد يقره ولي الامر ورجل الدين ، سواء كانت المرأة بالغا او قاصرا ، فاي امرأة منا تزوجت على غير ذالك ؟ نعم جميل جدا ان يطلب السيد محمد حسين فضل الله من الفتاة ان تتزوج الشاب الذي اختارته حتى وان رفض ولي امرها ذلك ، ولكنني اتساءل كيف ستكون حالها مع ولي امرها وكيف ستكون نظرة المجتمع لها ؟ هل ياترى سيغفر الاب والاخ او المجتمع لها تلك الجرأة ام سيكون السيف هو الحد الفصل ؟
نحن الان في القرن الحادي والعشرين ، والانسانية تعود الى الوراء بقرون ، والتشريعات تتراجع تحت سياط رجال الدين المتسلطنين ، والمرأة تسلب منها حقوقا وهبها لها الرجال الاحرار ، وبدأت حملة قطع رقاب النساء تشحذ سكاكينها بحده ، فيرتفع عدد الضحايا يوما بعد يوم ، وتقف التشريعات العرجاء عاجزه عن حماية المرأة ، فكيف تحميها وهي التي اعدت لها كل مسببات القتل تحت مسمى (غسل العار ) والعار الحقيقي هو هذا الغسل الذي يجب ان يغسل منه المجتمع الى الابد بقانون عادل ورادع فالقاتل يجب ان يقتل ، ليكون عبرة للاخرين ، كي تختفي هذه الجرائم النكراء الى الابد .
لنعد الى المجتمع الشرقي الشقي وننظر الى حال المرأه والمسميات التي يطلقها المجتمع على المرأة : بكر ، ثيب، ارمله ،مطلقه ، عانس ، عاقر،لقيطه ، قبيحه ،عامله ، عاطله ، ولكل امرأة قيمتها ، وتزداد هذه القيمه كلما ازدادت مكانة عائلة الفتاة ، فالاميرة ليست كالمغموره ، والغنية ليست كالفقيره ، والجميلة ليست كالقبيحه ، وهكذا هو الحال ، ولو عشت في الغرب لعرفت ان كل هذه المسميات قد تلاشت تماما ، فالكل بشر ، وكم من جميل او امير تزوج منامرأة يطلق عليها مجتمعنا لقب (البايره ) . هذا اللقب المهين لا يوجد في الغرب ، لانه ينظر الى جوهر المرأة ولتذهب كل الالقاب المذلة الى الجحيم .
يجب ان تغير نظرة المجتمع الشرقي للمرأ ه ، لانها شقيقة الرجل وامه واخته وحبيبته ،وحياة بدون نساء حياة عقيمة من كل ما هو رائع وبر وجميل ،جميل ان يصون الرجل المرأة ولكن لا بالعباءة كي يحميها من اعين الرجال ، بل ان يصونها بالحب وذلك بان يضعها في القلب والعقل والضمير ، فالعباءة لا تصون المرأة كما يظن البعض ، فحتى بنات الهوى يرتدينها تحت ذريعة التخفي او التستر من الرقيب .
يبدأ التغيير من الاب كونه رب الاسره ، وكلمة رب تعني المربي ، فيكون مسؤولا عن حصاد زرعه ، وبموجب ذلك يتحمل الاب القسط الكبير من مسؤولية سوء التربيه والوقوع في المحذور ، فالولد الذي يجنح الى الشذوذ الجنسي والانحراف السلوكي يجب ان يقع تحت نفس العقاب الذي يطال الفتاة التي تقوم بذات فعله ، ولا اعني بذلك العقاب القتل وانما النصح والارشاد الذي يصل الى حد التعنيف وليس الضرب .
احيانا كثيره تدفع المرأة في مجتمعنا وحدها مسؤولية اغتصابها ، وبالرغم من اثار المقاومة البادية عليها والتي تكون شاهدا على برائتها الا انها تنال عقوبة غسل العار فتتحمل عقوبة الجاني اما هو فيبقى حرا طليقا بموجب القوانين الوضعيه والاعراف الخاطئه التي تعشعش في قوانيننا ومجتمعاتنا .
لننظر الى قانون تعدد الزوجات الذي هو اهم خلل في علاقاتنا الاسريه ، فاي اب محب وعادل يقبل ان ينال هذا الشقاء من فلذة كبده ، فترى زوجها يقبل اخرى او يضاجعها تحت مسمى الشريعه احلت ذلك ، هل يوجد قهر وانسحاق لعواطف ووجدان المرأة اكثر من هذا ؟؟؟؟؟اهكذا هو العدل الرباني ؟؟؟؟؟ ام هي شريعة الغاب ؟ ولكن عندما تحاول المرأة الانتقام لكرامتها عندما تشاهد زوجها في حالة زنا وبصورة مباشره وتثأر لكرامتها بقتله فالقانون لها بالمرصاد ، لانها قاتله في نظره وتستحق القتل . اذن يجب ان تزال المسببات الرئيسيه التي تدفع المرأة للانحراف واهمها قانون تعدد الزوجات ، الذي هو وحش كاسر يهدم كيان الاسرة والمجتمع ، وان تكون العصمة بيد المرأه كي لا يطلقها الرجل وقتما شاء ، لان المرأة اكثر حميمية وعشقا وحرصا على بيتها من الرجل ، فهي الام والام لا تحطم بيتها وتشرد صغارها لاي سبب من الاسباب ،كما يفعل البعض من الرجال .
على وزارة الثقافه والاعلام نشر الوعي الثقافي لدى المواطنين بتغيير النظرة الدونية للمرأة ، وتعزيز ذلك بالافلام والمسلسلات العامرة بالخير والمساواة ، لانها تؤثر ثأثيرا ايجابيا ومباشرافي الفرد ، وعلى وزارة المرأة الحذو بنفس المنحى ، على المجتمع ككل رعاية المرأة وحمايتها من القوانين التعسفيه الجائره ، فكرامة المرأة من كرامة الرجل كما ان كرامة الرجل من كرامة المرأة ، فهما من نفس واحده ، من ضلعه خلقت ولم تخلق من ضلع ابليس لتنال العقوبة وحدها ويعفى عنه .
#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وتلك هي قسمة ضيزى *
-
خلقوا لزمان غير زمانكم !
-
في بريدي ارهاب سعودي !
-
ايها الزوج المعترب ! لا تذبح المقدس بالمقدس !
-
ابشر يابابا! الان التفتت اليك الحكومة العراقيه وستمنحك الكثي
...
-
اليس الدين للناس كافة يارجال الدين في العراق ؟؟؟
-
عفوا !وهل توجد طفوله في العراق
-
ولكنها .......ليست باربي يا ........شيخنا الجليل
-
لا اقول اربع لآلي تزيّن صدر البرلمان الكويتي ...بل
-
شتّان مابين هنّ............وهن
-
مسلسل عرب لندن ! عرض لنا شيئا وغيّب عنّا اشياء
-
الجملة التي سرقت حياة المرأة الشرقية عن طيب خاطر والى ان تقو
...
-
ترى !هل تستطيع العباءة او الجبه حماية المرأة الشرقية من تطفل
...
-
قانون اعادة المفصولين للخدمه ، تكريما للميت ام نقمة على الحي
...
-
قندره عراقيه ديمقراطيه لمن اقتحم حرمة العراق بلا ادنى ديمقرا
...
-
كل عام وحوارنا المتمدن بالف خير
-
مأساة العوائل المغتربه في السويد
-
اقسى انواع العنف ان يصبح العنف عرفا اجتماعيا او مقدسا دينيا
-
الارهابيه : سبيت واستوطن الاشرار في وطني ، ودمروا كل اشيائي
...
-
القانون العادل دين الجميع
المزيد.....
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
-
-مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
-
اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو
...
-
المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة
...
المزيد.....
-
العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا
/ وسام جلاحج
-
المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما
...
/ محمد كريزم
-
العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا
...
/ فاطمة الفلاحي
-
نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟
/ مصطفى حقي
المزيد.....
|