أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسن كاظم الفتال - إحذروا ... أفراد الحماية الكونكريتية















المزيد.....

إحذروا ... أفراد الحماية الكونكريتية


حسن كاظم الفتال

الحوار المتمدن-العدد: 2696 - 2009 / 7 / 3 - 09:17
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قد سمعت الكثير الكثير عن نوري السعيد لكني لم أشاهده بقدر مشاهدتي لعبد الكريم قاسم خلال مروره بشارع الرشيد . لذا حين أعمد لكتابة شيء عن الاثنين أخشى أن أدرج في قائمة المتطفلين إذ أن اليسير الذي أعرفه عن تلك الحقبة التاريخية لا يمنحني حق الإنخراط في جحفل المؤرخين إذ أن اسمي بعد لم يدرج في أية قائمة من قوائم السياسيين لا سابقا ولا حاليا ولم أك يوما سجينا سياسيا إنما الشيء الوحيد الذي يحق لي أن أتحدث عنه هو غياب الحقيقة عني مما أضعف طاقة الموسوعة العلمية في نفسي إذ منذ رحت أسمع اسم ( نور السعيد ) لمست متناقضات الحديث عنه ففي العهد الذي كان قريبا على رحيل هذا الرجل كنت اتحسس لحسرات الشيبة من كبار السن وهي تطلق أسفا على شخص حارب الظلم والجور وحتى الإستعمار بشكل خفي ووقف مع الشعب في كل تطلعاته ومتطلباته ومحنه . وإما من ينتمي إلى السلطة منذ رحيل هذا الرجل حتى وقت قصير فما يذكر اسمه إلا وأردفه بنعت الخائن والدكتاتور والعميل وكل ما شاكل ذلك . وقبل أن تنتشر ثقافة لصق التهم بالتحزب أو بالخيانة والرجعية والتخريب فكان اقرب وصف يوصف به من تتقاطع مصالح السلطة أو أتباعها معه يوصف بـ ( من رَبُع نوري السعيد ) ولازالت قصص وحوادث عالقة في ذهني بوسعي أن أجعلها سندا يكفي بأن تكون سبيل قناعة القارئ إنما لكي لا ابتعد كثيرا فأقول لم يتسنَ لي التعرف بشكل جيد على شخصية نوري السعيد ولم أره يوما لأرصد نوع السيارة التي كان يستقلها وكم عدد حراسه المدججين بالسلاح . وأي نوع من النظارات يرتدون ؟
ولم يبين لي الحقيقة كاملة مسلسل الباشا والذي تقمص فيه المرحوم عبد الخالق المختار شخصية نوري السعيد ولعله جسدها خير تجسيد حتى وإن بقيت أجهل الحقيقة . ولم يكن المسلسل هو المسؤول عن جهلي ولا الممثل إنما هي مسؤوليتي لأني لم أشاهد كامل حلقاته. ويبدو أن جهلي سيظل كما هو عليه بالنسبة لمعرفتي حقيقة نوري السعيد والذي أسقطه الزعيم عبد الكريم قاسم والأخير هو الوحيد لم يفارق مخيلتي ومخيلات الكثير من العراقيين وربما أن مشاهداتي الشخصية المتعددة للزعيم تمنحني الحق في أن أتحدث عنه بعض الشيء ...
حتى ولو اتهمت بالعاطفي لا أتردد إذا أردت أن أبين سببا مهما من أسباب تعلق قلبي به فأجيب حين أسأل هو مروره وتحيته المعهودة للناس وشكره للحفاوة التي تعكسها عاصفة التصفيق الحاد من قبل المواطنين بصدق وسط شارع الرشيد وهو يمر بسيارة لا تحيط بها السيارات والأفراد الذي تتناصف أجسادهم الشارع والسيارة ويوجهون رشاشاتهم باتجاه الأرصفة على الأقل حتى وإن سترت عيونهم النظارات السوداء والتي توحي للناس بأنهم إما مكفوفي البصر أو أنها مظللة مثل سياراتهم لا يخترقها النظر .
ولعلها كانت من اشد الصواعق تأثيرا على الجميع إذاعة خبر رحيل عبد الكريم قاسم يوم الثامن من شباط عام 1963ولا غرابة في القول بأن ثمة شريحة كبيرة من العراقيين ممن انتقلوا إلى رحمة ربهم وهم يظنون أن الزعيم ما زال حيا وسوف يعود يوما إلى سدة الحكم وتعود معه الديمقراطية .لكنهم رحلوا ولم يعد الزعيم رحمه الله . ولم استغرب أبدا بل استبشرت خيرا حين أتيت ذات ليلة ووقفت عند باب سوق أبو سفين مع جمع غفير من الناس تشرئب أعناقهم على السماء وسرعان ما شاركتهم ساعة علمت أنهم بكل سرور يكحلون أعينهم بمشاهدة صورة الزعيم العالقة في القمر . وظلت هذه الصورة تستقر في مخليتي وبقيت أشاهدها كلما نظرت إلى البدر ليلة تمامه . وهذا موقف يعطي الحق لمن يعتقد بأن الزعيم لم يمت على أيدي الغادرين . ورغم هذا قد وجدت من ينعت الزعيم بالدكتاتور . ولأن مفردة الدكتاتورية تحتاج لشروحات ومنها الإنفراد بالحكم وإصدار القرارات وهذه الفردية دعتني أن أتصور بأن دكتاتورية الزعيم هو استخدامه لسيارة واحدة فقط وشخصين من المقاومة الشعبية بعد المرافق والسائق .
وسنوات قليلة هي التي كانت تفصل بين مشاهداتي تلك ومشاهدتي لليونيد بريجنيف في زيارة له إلى بغداد حين مر في سيارة مع نائب رئيس الجمهورية آنذاك يتجولان في شوارع بغداد وسط حشد من المصفقين . ولا أريد أن أصف ذلك المظهر لأن الإثنين ذهبا إلى ما لا عودة .
وحين تعينت في إحدى دوائر الإعلام وقبل أن اتكلف بحمل ونقل كتاب سري من كربلاء إلى بغداد بيدي شخصيا يتضمن قرار فصلي دون أن أعرف ذلك في تلك الدائرة كنت أشاهد فلما وثائقيا إعلاميا يوثق زيارة مسؤول عراقي للجزائر وكانت ثيمة ذلك الفلم الچاكيت التي كان يرتديها رئيس وزراء الجزائر حينها وكان واضحا كل الوضوح إنكماش بطانة الجاكيت وكنا نتندر ونضحك كل ما تكررت مشاهدتنا للقطات وما كان يلفت النظر هو ظهور المسؤول العراقي بجاكيت تختلف مع اختلاف اللقطات التي يظهر فيها خلال جولاته التفقدية .
وحين أتخطى تعاقب السنين بالإنثيال على ذاكرتي وأستأنس بمعاصرتي للديمقراطية التي لم يتمتع بمعاصرتها أسلافي يستوقفني صوت شحطة إطارات بسبب كابح لسيارة لا يمكن أن يشاهد احدٌ من فيها مسؤولا كان أم شرطيا من أفراد حماية المسؤول. إذ أن الزجاج المظلل والمعتم يحجب الرؤيا . وليس التزامنا بأوامر العلامات المرورية إلا شاهد على مدنيتنا وحضارتنا وطالما زعمنا بأن مخالفتها ظاهرة غير حضارية ولا يحق لأحد أن يمارس هذه المخالفة إلا سائق سيارة المسؤول أو من يرافقه بل أن المسير بالإتجاه المعاكس والذي يطلق عليه السواقون ( رون سايد ) أصبح من المظاهر ليس الحضارية حسب إنما من تلك التي يفخر بها الشرطي أو السائق خصوصا حين يتسبب بقطع السير والإختناقات ولا بأس عليه إذا توقف لدى أية مفرزة ليقهقه بممازحته زميله الشرطي والذي ينبغي به أن لا ينشغل ويتمتع بحس أمني . وإن العبارة التي يرددها الناس لا يخالف القانون إلا المنتسب للقانون . ولو توهم أي مواطن عادي واعترض على ذلك فسوف يجني ما لا يحمد عقباه . مثل هذه المظاهر والمناظر أصبحت اليوم شبه بالمألوفة والسبب الديمقراطية المفرطة .
إذ أن القانون لا تشمل بنوده من هو فوقه وهؤلاء هم فوق القانون ومن هذا المنطلق يتحتم عليهم أن يتمتعوا أولا بهذه الفوقية ويظهروا بالمظهر اللائق بهم.
وكثيرة هي المواقف والمناظر التي الفناها ولم نكن نالفها ولم نعتد عليها من قبل كتعدد نقاط التفتيش العسكرية المنتشرة وبما يسمى بالسيطرات الداخلية والتي وضعت بفرمان بين سيطرة وسيطرة سيطرة . من تلك التي أحاطت بالمدن لتكون آمنة كما يدعي أهل الأمن ويبدو أن المدينة لا تكون آمنة إلا بإحاطتها بجدران كونكريتية سميكة مع إبقاء المقرات والمكاتب الحزبية والدينية جاثمة في أماكنها لا تزتزح وهي على أتم استعداد لأن تكفِّر وتفسِّق وتخوِّن وأخيرا تلعن كل من يدعو لزحزحتها.



#حسن_كاظم_الفتال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يؤثر الاعلام نفسه !!


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسن كاظم الفتال - إحذروا ... أفراد الحماية الكونكريتية