كلا لو تعلمون

محمد حسن الأحمر

الحوار المتمدن-العدد: 2696 - 2009 / 7 / 3 - 09:33
المحور: الادب والفن
    

ثلثمائة .. أو يزيدون
أشلاء .. دماء .. رؤوس مقطوعة ..
أيدٍ مبتورة ..
دعهم يعبرون ..
أمهات ثكلى ..
أجساد عارية ترقص فوق الموتى ..
أنه عرس الدم ..
ثلثمائة .. أو يزيدون ..
المشيعون من أطفال بلا رؤوس ..
نساءٍ مقطوعات الأثدى ..
رجال بلا وجوه ..
دعهم يعبرون
ثلثمائة .. أو يزيدون..
*****
ألا تكفي مئات المقابر؟
ألا يكفي .. كذب على المنابر ؟
الذئاب تفترس الأجساد ..
تنهش اللحم ..
المحاصص .. آه .. من المحاصصة ..
هل من مجيب؟
هل من معين؟
يصرخون ..
مدن الخراب .. تزداد خراباً ..
الأرض المالحة تزداد ملحاً ويباباً
ثلثمائة .. أو يزيدون ..
دعهم يعبرون ..
*****
هذا يصرخ .. تلك تنادي .. أين رأسي؟
الأم تنادي .. ثدياي تدران حليباً ..
أين رضيعي؟ .. أصبح فحماً .. لا ناراً لا رسماً ..
لا .. لا .. لا ..
ثلثمائة .. أو يزيدون ..
دعهم يعبرون ..
*****
من لاينتخب الموتى مجنون ..
من لا ينتخب الدمعة ..
يوقد .. ألف شمعة .. وشمعة
ثلثمائة .. أو يزيدون ..
دعهم يعبرون ..
*****
أين النور؟ .. أين الطعام؟ ..
هل تبخر في ظلمة اللعبة!..
هل تمت محاصصته!..
هل تمت مقايضته!..
صدام .. قائد لازال!..
قائد من؟
أسراب القطعان البرية ..
أسراب القطعان الوحشية ..
ألا زالوا يأكلون؟
ألا يشبعون؟
ثلثمائة .. أو يزيدون ..
دعهم يعبرون ..
*****
الغضب الساطع آتٍ ..
الموت القادم آتٍ ..
ثلثمائة .. أو يزيدون ..
دعهم يعبرون ..
*****
هل تمت مقايضة الطاغي؟
هل تمت مقايضة الباغي؟
بدم .. بالقمة طفل!
بثديّ أم .. أم بيدٍ مبتورةَ ..
ثلثمائة .. أو يزيدون ..
دعهم يعبرون ..
*****
الطاغية يضحك ..
يعبث بلحيته..
ثلثمائة .. أو يزيدون ..
دعهم يعبرون ..
*****
( كلا لو تعلمون ..)
ماذا ستجنون؟
الغضب القادم آتٍ ..
الموت الأسود آتٍ ..
لأنهم سيّقطعون ..
كل دربٍ .. سيمشون .. نحو ..
غد مضمون .. غدٍ حرٍ ..
أنهم آتون ..
دعهم يمرون ..
ثلثمائة .. أو يزيدون ..
*****
نحو الشمس يسيرون ..
( كلا لو تعلمون ..)
أن الشهداء ..
لآتون ..
في كل دربٍ يسيرون ..
بالسيوف .. بالمطارق ..
بالمناجل .. يهتفون ..
( وما صاحبكم بمجنون ..)
أنهم يتزاورون ..
وبالوطن المجروح ..
يقسمون ..
وبالثكالى .. وجيوش الجياع ..
يقسمون ..
انهم سينتقمون ..
من الكروش المنفوخة ..
والجيوب المملوءة بالسحت ..
أنهم سينتقمون ..
أنهم آتون ..
وفي كل دربٍ يسيرون ..
( وما صاحبكم بمجنون ..)
( كلا .. لو تعلمون .. )
في الجدار يرسمون ..
الأيدي المقطوعة ..
الوجوه المحروقة ..
البقايا المتفحمة ..
الارض المحروثة ..
الدماء المهدورة ..
دعهم يمرون ..
ثلثمائة .. أو يزيدون ..
*****
( أنهم في كلِ وادٍ يهيمون ..)
سلاماً الى عابري الحتوف ..
ينشدون ..
انهم سيرجعون ..
وأنهم آتون ..
( كلا لو تعلمون ..)
أنهم يقسمون ..
بالشجر الأخضر ..
بالماء الأحمر ..
بدم القتلى ..
بنياح الثكلى ..
يقسمون ..
ان الجياع سيخرجون..
( في كل وادٍ يهيمون .. )
ومن كلِ أرضٍ ينبعون ..
في ضحكةِ طفلٍ ..
في صرخةِ أمٍ ..
في لطخةِ دمٍ ..
من طلقةِ رحمٍ ..
يخرجون ..
( كلا لو تعلمون ..)
أنهم لآتون ..
وبالغد المشرق ..
يحلمون ..
بالزهر البري ..
وبطير النورس ..
وبحمامة الفرات ..
يقسمون ..
بدمهم ..
الوطن الجريح سيبنون ..
ثلمائة أو يزيدون ..
دعهم يعبرون ..
*****
دع الموتى ..
يتقاسمون ..
أبالدولار أم اليورو ..
يتحاسبون ..
ماذا بعد ستبيعون؟
أبالعقول تضحكون؟
أم بالفقراء تلعبون؟
دعهم يتسكعون ..
وبالمناصب يتداورون ..
والمستعمر يخدمون ..
انهم يتحاصصون..
وبالدين يتملطخون ..
دعهم يلعبون ..
وبالاخلاق يتبارون ..
( كلا لو تعلمون ..)
أنهم لآتون ..
وبعروشكم الخاوية يهدمون ..
علام تضحكون؟
وإلامَ ستبقون!
أنكشف الستار ..
وظهر الممثلون ..
أنهم الوطن الجريح يبيعون ..
يتقاسمون ..
يتحاصصون ..
وبالمقابر يتاجرون ..
أبدولار .. أم اليورو يتحاسبون ..
(( وماصاحبكم بمجنون .. ))
كلا أنهم آتون ..
ومن كل وادٍ سيخرجون ..
أين ستهربون ..
أتعودون من حيث كنتم تلعبون ؟
لموائدكم تسكرون ..
وماذا تَبقّى لتبعون ..
أبلأخلاق تتاجرون؟
أم بالدين تعبثون؟
( كلا ستعلمون ..)
أنكم ستندمون ..
الغضب الساطع آتٍ ..
وبهِ يقتربون ..
وكل صنمٍ سيحطمون ..
أنكم تحلمون !
ايها المتفيقهون !
أبالعقول تلعبون ؟
أم بالالفاظ تتمشدقون؟
كلا ايها المدربون ..
على موائد الغرب تتسامرون ..
ماذا تبقى لتبيعون؟
وماذا بقي لتتاجرون؟
أبغنيمةٍ ستهربون؟
وتتركون القائد المجنون!
ثلمائة أو يزيدون ..
دعهم يعبرون ..
*****
وللغد المشرق ..
عشبٌ اخضر ..
زهرةً بيضاء ..
حمراء ..
صفراء ..
يتنشقون ..
وللحرية الحمراء يتسابقون ..
وللغد المشرق يمضون ..
وبالفجر الآت يحلمون! ..

#محمد_حسن_الأحمر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات