أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - لماذا يحتفي إعلامنا بالفساد في الأرض؟















المزيد.....

لماذا يحتفي إعلامنا بالفساد في الأرض؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2694 - 2009 / 7 / 1 - 08:20
المحور: كتابات ساخرة
    


ما إن يقرع طبل، أو تعزف ربابة، أو يضرب دف، أو يهز خصر غانية في لندن وواشنطن وباريس وتل أبيب، حتى تبدأ بعض من جوقاتنا الإعلامية، ما غيرها، بشيبها وغلمانها، وفحولها وخصيانها، بالرد الفوري، والعزف، والرقص طرباً، وشخلعة على أنغام ذلك. وهذه هي السنة الإعلامية "الكريمة" التي سنـّها، على الدوام، وسار على خطاها، والحمد لله، بعض من هذا الإعلام، ومن والاه، من يوم يومه، والتزم بها أي التزام.

فالشغل الشاغل، والانشغال الكبير، اليوم، مثلاً، لبعض إعلامنا، وأدواته الأخرى، هو الحديث المحموم، والبكاء، وبذل المراثي الحزينة على "الديمقراطية الموؤودة"، في إيران، والتمجيد بالمظاهرات، والاحتجاجات التي تقوم فيها ضد ما اعتبر "تزويراً" للانتخابات، التي أفضت إلى إعادة فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية، هذا الرئيس الذي ارتكب، وعن سابق إصرار وترصد، إثم إنكار المحرقة اليهودية الذي لا يغتفر، ونسف الإيديولوجية والشرعية الصهيونية الابتزازية، من أساسها، وغفر الله ، ولنا، على كل حال.

وما كنا لندلي بدلونا في هذا الشأن الإعلامي، إلا من باب النصرة، ودرء المفاسد، وتقديم النصح والمشورة لأخوة لنا، وإحقاقاً لشرع الله وحقه، وعملاً بهدي سنة رسولنا الكريم (ص)، والصحابة والتابعين الكرام، والالتزام بما صدر من فتاوى لشيوخ الإسلام الكبار حول هذا الموضوع، بالذات.

فقد كان سماحة الشيخ صالح اللحيدان (قدس الله سره)، رئيس المجلس الأعلى للقضاء في السعودية، قد وصف المظاهرات والاحتجاجات التي قام بها فقراء العرب والمسلمين وشرفائهم الصناديد الأبرار ضد الغزو البربري الصهيوني الإجرامي الوحشي الغاشم على غزة بـ" الفساد بالأرض"، وقائلاً، سماحته، وبالحرف الواحد، بأن تلك المظاهرات " تصد عن ذكر الله، حتى وإن لم يحصل فيها تخريب". (هكذا).
وقال سماحته: "إن أول مظاهرة شهدها الإسلام، في عهد الصحابي الجليل عثمان بن عفان، ( رضي الله عنه)، كانت شراً وبلاءً على الأمة الإسلامية"، ووصف تعبير الجماهير عن مواقفها عبر التظاهر بأنه "استنكار غوغائي، إذ إن علماء النفس وصفوا جمهور المظاهرات بمن لا عقل له.
واعتبر الشيخ الجليل العارف بالله، وقدس سره، بأن المظاهرات التي شهدها الشارع العربي ضد غارات إسرائيل على غزة من قبيل "الفساد في الأرض، وليست الصلاح والإصلاح."

ووفقاً للـ CNN، في حينه، وهي الاختصار لـCable News Network ، التي نقلت عن سماحته: "إن المظاهرات حتى إذا لم تشهد أعمالا تخريبية، فهي تصد الناس عن ذكر الله، وربما اضطروا إلى أن يحصل منهم عمل تخريبي لم يقصدوه، وأضاف متعجباً: "متى كانت المظاهرات والتجمعات تصلح؟"

وتابع، سماحته، استهجانه للمظاهرات بالقول: "المظاهرات مسألة فوضى، فهم يخربون ما يمرّون عليه من المتاجر، ويرون أن هذا غضب منهم على العدوان، وهذا مما ينمـّي العدوان بينهم."

طيـّب الله عيشك يا شيخنا الجليل، وأيدك بنصر من عنده، وهذا هو، وأيم الله، قول الحق الذي فيه يمترون، وإما "بلاش". غير أن الإعلام "إياه"، وأدواته وأزلامه، وللأسف أيها الشيخ الجليل، لم يلق بالاً ولا أذنا صاغية لهذه الدرر والتحف الإيمانية الفقعاء. ونراه على النقيض من ذلك، يحتفل اليوم، وأيما احتفال، بالمظاهرات الاحتجاجية، أي الفساد في الأرض، ما غيره، ويقيم له الأعراس والأهازيج والدبكات ويدبج له المقالات العصماء، ويعلقها على أستار جدرانه الإعلامية الهذراء. ويـُطرب، وأعوذ بالواحد القهار، لأعمال التخريب، ويفرح كثيراً للانشغال واللهو عن الصلاة، الذي يجري في إيران، ويفرد لها الوقت والمساحة والتعليقات، ويمجـّد "الغوغاء" ومن "لا عقل لهم"، ويسخـّر أذرعه الإعلامية الإخطبوطية، ويهدر وقته الثمين للتركيز على "شوية" محتجين، أو مفسدين في الأرض، والعياذ بالله، وتقديمهم لأمة المليار على أنهم أبطال ومناضلون، ومن دون أي اعتبار، أو نظر، واحترام لفتوى سماحته، ولحساً لكلامه، وفتواه وعدم إيلائه أي وزن وحسبان. ناهيكم عن انشغال أولئك المحتجين الإيرانيين، أو المفسدين في الأرض، وكله طبقاً لشيخنا الجليل، عن الصلاة، وهذه هي أم الكبائر، فليس من بعد ترك الصلاة من إثم، وأستغفر الله لي، ولهم، ولكم على أية حال.

فـ"شهيدة الديمقراطية"، الإيرانية ندى آغا سلطاني، مثلاً، التي تناقلت وكالات الأنباء، و"بعض" من إعلامنا المهذار، وبحفاوة بالغة، لحظات مفارقتها الحياة، هي ليست سوى مجرد غوغائية، و"مفسدة في الأرض"، وبلا عقل، وكله حسب فتوى مولانا طويل العمر، رئيس المجلس الأعلى للقضاء، أدام الله ظله علينا، وعلى أمة الإسلام.

ومع ذلك، وفي غمرة الأحداث الأخيرة، ورغم الفتوى المعمول بها، والمثبتة في دار الإفتاء العليا واعتمادها رسمياً وإلزام المؤمنين بها، فإننا لم نسمع أي صوت من نفس تلك "الأوساط"، التي تبغي وجه الله، طبعاً، يندد بهؤلاء الإيرانيين المحتجين والمفسدين في الأرض الغوغاء، اللاهين عن ذكر الله، والتاركين لصلاتهم. والأنكى من ذلك أن إعلامنا الهمام، إياه، مجـّدهم، أي مجـّد الفساد في الأرض، والغوغاء وهلل لترك الصلاة، وتاركيها، والعياذ بالله، داعياً الناس، ومحرضاً إياهم، بذلك، على المزيد من "الإفساد في الأرض"، وهذا ليس من عندياتنا، كلا وحاشى لله، ولكن من فم الشيخ الجليل، إياه، رئيس المجلس الأعلى للقضاء العارف بالله، وفتواه التي جاد بها، أثابه الله، في يوم أغبر، على أمة المليار، يوم كان أولئك "المفسدون في الأرض"، من "غوغاء" العرب والمسلمين، المحتجون اللاهون عن صلاتهم، الصادون عن ذكر الله، يحتجون ضد البربرية والنازية الصهيونية التي كانت ترتكب جرائم الإبادة الجماعية ضد أطفال المسلمين، وتقصفهم بالفوسفور الأبيض.

ونتساءل، ببراءة الأطفال، لماذا لا يلتزم بعض إعلامنا بفتاوى شيوخنا الأبرار؟ ونبارك، في ذات الوقت، ونردد، التزاماً بالفتوى، مع شيخنا الجليل نفس قوله الرائع متى كانت المظاهرات والاحتجاجات تصلح، وهذا على ما يبدو ما لم يلحظه الإعلام، "إياه"، في فتوى الشيخ، ونزيد عليه، وبالإذن من شيخنا، وليس إفتاء، وتعدياً على مصلحة طويل العمر: لا بل متى كان كل هذا التسذيج والاستغفال والهباء والإسفاف يصلح، وينفع ويفيد في أي شيء، أو يعول عليه، ويفضي لأية نتيجة، ذات قيمة، على الإطلاق؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنها لم تنقرض يا...أدونيس
- صفقة دمج عملاق بين إنتل، ونوكيا
- العرب والبكاء على الديمقراطية في إيران
- بين عبير العراقية، وندى الإيرانية
- الموناليزا العارية: حقيقة أم أسطورة؟
- فاغنر والنازية: حقيقة أم أوهام؟
- التكنولوجيا الثورية
- الحيوية الإيرانية
- الزلازل المصرفية تعصف بالخليج
- بدء التحقيقات السرية بشأن الحرب في العراق
- الحل في حل الدولتين
- من يقف وراء فوز أحمدي نجاد؟
- من هو الفائز الحقيقي في انتخابات لبنان؟
- ماذا يحدث في إيران؟
- أوباما وأمريكا والإسلام
- أوباما: المسلم أم اليهودي؟
- هل دخل أوباما دائرة الخطر؟
- يا بلاش، مقال ب 2000 دولار
- المعارضة السورية: والدرس الكبير
- الصحوة المسيحية 1-2


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - لماذا يحتفي إعلامنا بالفساد في الأرض؟