أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبدالوهاب حميد رشيد - ما وراء السياسة (الإمبريالية).. بشر للبيع في عالم جائع..















المزيد.....

ما وراء السياسة (الإمبريالية).. بشر للبيع في عالم جائع..


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2693 - 2009 / 6 / 30 - 10:15
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تقرير إدارة الخارجية الأمريكية (16 يونيو/ حزيران) الناقد للمتاجرة بالأشخاص، وصف جهود الحلفاء لمكافحة هذه المشكلة بأكثر من استحقاقها، بخاصة عندما يفحص المرء ألـ 320 صفحة للتقرير، ويقف عند الجهود الضحلة لهذه الحكومات. علاوة على تصنيف عدد من الدول: كوريا الشمالية، إيران، سوريا- الأعداءالأوائل- حسب التصنيف الأمريكي، بالدرجة الأخيرة، رغم أن المشكلة التي تواجه هذه الدول أكثر صعوبة في ظل أشكال المقاطعة الأمريكية المفروضة عليها.
وللمرء أن يوجه سؤاله بشأن مدى المشروعية الأخلاقية للحكومة الأمريكية تصنيف الدول إلى درجات بتهنئة البعض وتأنيب البعض الآخر، بخاصة وأن الولايات المتحدة، وفي سياق تسعة تقارير متعاقبة أصدرتها منذ العام 2000، أعفت نفسها من أي قدر من النقد الذاتي بخصوص المتاجرة بالبشر..
إن المحور السياسي للتقرير باعتماد صفة القناعة واستقامة الذات مقارنة بالدول الأخرى self- righteous التي تشكل أساس التقرير الأمريكي، مسألة مزعجة وتُشعر المرء بقدر من الضجر.. ومع ذلك تبقى الحقيقة بأن التقرير الذي يضم أكثر من 170 دولة، يتصف بالشمول وتزخر بالحقائق. ويؤكد التقرير العالمي بشأن المتاجرة بالبشر والصادر عن مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة UNODC فبراير/ شباط 2009) الكثير من نتائج التقرير الأمريكي فيما يتعلق بإساءة التعامل الحاصل في العالم والأكثر وضوحاً في أفريقيا، الشرق الأوسط، والباسفيك الأسيوي.
فحص التقرير ردود فعل الحكومات تجاه المتاجرة بالبشر، بما في ذلك الأطفال، وبالعلاقة مع العمل الإجباري forced labor، الجنس، وسرقة الأعضاء البشرية.. هناك 12.3 مليون، على الأقل، من الأطفال والراشدين استخدموا في مهمات عبودية مزدهرة معاصرة ، رغم أن الرقم الحقيقي يمكن أن يكون أكبر بكثير في ظروف عدم الرغبة في كشف الأرقام الحقيقية من قبل المستفيدين من هذه التجارة.
فجّرت الأزمة المالية العالمية الطلب على العمل الرخيص، باستغلال الناس الأكثر ضعفاً كعلاج اقتصادي بواسطة الكثير من الشركات، بل وحتى العديد من الدول. وفي مثل هذه الظروف، تتحول الوعود السابقة للأمم المتحدة بالعلاقة مع حملتها لإجتثاث eradicate المجاعة في العالم لغاية العام 2010 إلى أمل كاذب pipe dream.
واحدة من الشهادات الواردة في التقرير الأمريكي تخص محمد سالم خان "نهض من سباته ليجد نفسه في بيت غريب وهو يشعر بألم شديد في بطنه،" سأل شخصاً لابساً قناع جراح.. ماذا حدث له.. أجاب: " نحن أخذنا كليتك.. إذا كشفتَ الأمر فسوف نقتلك.."
مصيبة خالد هذه، توجز epitomize الكابوس الذي تُعاني منه ملايين الناس بالعالم في ظروف كفاحهم توفير ما يسد رمق عائلاتهم الجائعة. وهذا البلاء ليس مسألة سرية.. يمكن ملاحظة أشكال من المتاجرة بالبشر في شوارع مدن كثيرة في العالم من أوربا إلى آسيا، وأمريكا الوسطى ولغاية الخليج.. رجال عليهم إمارات الضعف والهزال وبملابس عمل قذرة يعملون لساعات طوال ويحصلون على مدفوعات ضئيلة. إنهم يواجهون مأزق السقوط بين الحاجات المنزلية الضاغطة وبين الطلبات القاسية للوكالات التي تقوم بتشغيلهم recruitment agencies.
لكن العمل الرخيص أو العمل الإجباري ليس بالشكل الوحيد من أشكال المتاجرة بالبشر. فحسب التقرير العالمي للأمم المتحدة بشأن المتاجرة بالأشخاص، وبالاعتماد على بيانات جمعت من 155 بلداً: إن الشكل الأكثر هيمنة للمتاجرة بالبشر (79%) يتمثل في "الاستغلال الجنسي".
أصدرت وكالة IRIN News- المرتبطة بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون البشرية- تقريراً في 18 يونيو/ حزيران كشف بأن " فتيات من الدول السابقة للاتحاد السوفيتي، وكذلك من الصين ما زلن مادة للمتاجرة عبر الحدود مع مصر إلى إسرائيل بإجبارهن على البغاء من خلال منظمات الجريمة." تم تشخيص إسرائيل باعتبارها المحطة الرئيسة prime destination للمتاجرة في كلا التقريرين الأمريكي والأممي.. "عصابة إسرائيلية واحدة فقط، حسب التقرير، تاجرت بأكثر من 2000 إمرأة في إسرائيل وقبرص على مدى السنوات الستة الأخيرة.
للمرء أن يستغرب في مثل هذه الظروف عن الحكمة وراء المؤتمرات الدولية والجهود العالمية الهادفة إلى مكافحة تهريب الأغذية والأدوية عبر نفس حدود البلد- مصر- لمواجهة الحصار الإسرائيلي على غزة.. في حين لم تُبذل جهود فعالة لإنهاء الاستغلال الحاد وإساءة معاملة آلاف النساء بإجبارهن على دعم وتعزيز صناعة الجنس الإسرائيلية..
أقول متجاسراً (كاتب المقالة)، في حين أن المتاجرة بالبشر في ذاتها مسألة سياسية (إمبريالية) فإن الاعتراف بها ومعالجتها أو الفشل في مكافحتها هي مهمة سياسية بالدرجة الأولى.. أنظر وتأمل أزمة البنوك التي دفعتت الاقتصاد باتجاه الانكماش العالمي.. وكيف جوبهت بأرصدة سخيّة ضخمة لمعالجتها.. ترليونات من الدولارات تم ضخها عالمياً لمكافئة هؤلاء ممن تسببوا، بالدرجة الأولى، في الأزمة.. قارن هذه الجهود بالمحاولات الفاشلة المحزنة pathetic attempts لمكافحة هذه المتاجرة الشائنة disgraceful بالبشر: الاستغلال، أعضاء الجسم، الجنس، الأطفال.. والحصيلة تُجسّد، بالدرجة الأولى، المتاجرة بآدمية/ كرامة الإنسان!
أصبحت المشكلة حالة مركبة.. رسميو الأمم المتحدة يعلنون في 19 يونيو أن المجاعة في العالم، تجازت وعلى نحو غير مسبوق، عتبة بليون إنسان.. وهذا يعني أن واحداً من كل ستة يعانون من المجاعة في العالم. والزيادة التي تنذر بالخطر الرهيب هي تصاعد عدد الجوعى إلى 100 مليون طفل في العالم.. ومع الاعتراف بكفاءة المؤسسات الدولية كشف وإدراك هذه المشكلات، فإن الحلول المقترحة غالباً ما تفتقد إلى المصداقية أو إلى أي قدر من الشعور بالضرورة الملحة لمعالجتها..
"إن عالماً جائعاً هو عالم خطير.. بدون طعام، لن يبقى لدى الناس سوى ثلاثة خيارات فقط: الإخلال بالأمن riot، الهجرة أو الموت.. إنهم يتحولون كذلك إلى ثمار يانعة جاهزة لتكون محل استغلال المتاجرين بالبشر في السوق،" قالها Josette sheeran- برنامج الغذاء العالمي.
عندما كانت Julia (من البلقان) بعمر ثماني سنوات، تم أخذها وأختها إلى بلد مجاور وبيعت لممارسة الاستجداء. تعرضت للضرب في كل مرة فشلت للعودة بحصتها المحددة مسبقاً من النقود. وحالما أصبحت مراهقة، أُجبرت على ممارسة البغاء. بعد هروبها وضِعَتْ في ملجأ حكومي هربت منه أيضاً عائدة إلى الشوارع، حسب تقرير إدارة الخارجية الأمريكية.. وأخيراً تم إلقاء القبض على Julia بتهم التعامل بالمخدرات..
هل يتطلب هذا الظلم أن يكون أكثر وضوحاً؟
مممممممممممممممممممممممممـ
Beyond politics: People for sale in hungry world, By Ramzy Baroud, Aljazeera.com, 28/06/2009.
-- Ramzy Baroud (www.ramzybaroud.net) is an author and editor of PalestineChronicle.com. His work has been published in many newspapers, journals and anthologies around the world. His latest book is, "The Second Palestinian Intifada: A Chronicle of a People s Struggle" (Pluto Press, London), and his forthcoming book is, “My Father Was a Freedom Fighter: Gaza’s Untold Story” (Pluto Press, London)
Source: AJP



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب أهلية.. هدية اوباما ل.. باكستان..
- ثمار من غابة!
- لغز تصاعد التوجه العسكري لدى اوباما
- لعبة كرة جديدة في العراق
- اوباما يرفع مستوى ضبابية -الحقيقة- في خطابه
- اوباما.. أتركْ وأنسَ المفاوضات
- حان الوقت لمقارنة كلمات اوباما السابقة مع أفعاله الحالية
- عنصريون ديمقراطيون!
- مشروع نهر البارد.. يجب أن لا يفشل..
- البنك الدولي: إسرائيل تستحوذ على أربعة أخماس مياه الضفة الغر ...
- توقعات كئيبة بشأن عودة اللاجئين العراقيين
- العراق: الفساد يُقوض برنامج المساعدة الغذائية الشهرية الحكوم ...
- حرب اوباما في أفغانستان وباكستان
- الإمبراطورية المنتفخة والانهيار المالي
- سياسة اوباما الإمبريالية في الشرق الأوسط
- أفغانستان: قصف بالفسفور الأبيض..إصابة طفلة بحروقات مرعبة..
- تجاهل الأطفال ضحايا جرائم حروب بوش
- خطط الولايات المتحدة لإحداث انقلاب في باكستان
- البطالة والفقر في غزة والعقوبات الإسرائيلية ضد العمال
- مذبحة الأقليات في العراق!


المزيد.....




- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
- تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
- هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه ...
- حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما ...
- هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
- زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبدالوهاب حميد رشيد - ما وراء السياسة (الإمبريالية).. بشر للبيع في عالم جائع..