أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب بوعزة - خواطر في نقد الالحاد 1














المزيد.....


خواطر في نقد الالحاد 1


الطيب بوعزة

الحوار المتمدن-العدد: 2694 - 2009 / 7 / 1 - 05:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن ملكات الكائن الإنساني كلها محدودة تماما ككيانه في جملته؛ غير أن في قرارة كيانه النفسي تستقر فكرة غريبة عن محدوديته ، حيث تجاوز إمكاناته ، وهي فكرة الكمال المطلق. وهي الفكرة المثالية التي تقوده نحو الدنو ارتقاء واقترابا من الله. وبالنظر إلى محدودية ملكات الكيان البشري.


وسيكون من تكرار الحقائق المألوفة المشهودة أن نقول إن ملكة السمع والإبصار لا تطال كل الأصوات ، ولا تبصر كل الموضوعات، بل يند عنها أكثر مما يتناوله السمع أو يحيط به النظر... وكذلك الشأن بالنسبة لباقي ملكات الحس .
لكن إذا كانت محدودية الحس وقصر إمكانياته أمرا لا يناقش فيه اختلافا ، بل لا يجادل فيه حتى مماحكة وعنادا ، فإن الوعي البشري قلما ينتبه إلى محدودية إمكانية أداته العاقلة. لذا تجد النظر الفلسفي قد انطلق منذ تأسيسه واثقا من قدرة اللوغوس (بمدلوله كجوهر مفكر) على عقلنة الوجود وتفسيره، والبت فيما وراءه من غيوب.ولم يتم التواضع والاعتراف بمحدودية الإمكان العقلي إلا بعد قرون من ممارسة التفكير الميتافيزيقي القائم على إطلاق العقل إلى الماوراء.
وهنا يصح القول إن حقل الفكر الديني بمجاله الماورائي هو الذي أظهر محدودية فعل التعقل.
بالنظر إلى تاريخنا الفكري نلقى توجيها نبويا لملكة التفكير العقلي ، وتحديدا لمجال اشتغالها (في حديث سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله .؛ وفي حديث محمد بن عبيد عن الأعمش عن عمرو بن مرة قال مر النبي(ص) على قوم يتفكرون فقال تفكروا في الخلق ولا تفكروا في الخالق) ؛وفي حديث بن عباس : إن قوما تفكروا في الله عز وجل فقال النبي (ص) " تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله فإنكم لن تقدروا قدره ").
لكن هنا يجوز الاستفهام : لماذا هذا التوجيه النبوي للحد من إطلاق التفكير في مبحث الماوراء ؟
هل هو قيد لحرية التفكير ؟ ومنع لطلاقة النظر وفعل السؤال؟ أم أنه حفظ لطاقة العقل من أن تستهلك في غير مجال إمكان إثمارها الفعلي؟

إن الدلالة الإيمانية لمحدودية العقل هو احتياج هذا العقل. وهو الاحتياج الذي يؤكد ضرورة وحي السماء الذي هو وحده القادر على أن يمنح الكائن البشري إجابة عن الأسئلة الوجودية الكبرى التي يرتهن بجوابها استقرار القلب واطمئنان النفس. ومن هنا فالحديث النبوي ترشيد منهجي للتفكير.

لكن في المقابل نجد أن الكثير من الفلسفات المعاصرة ستستثمر فكرة محدودية العقل وعدم إمكان بته في شأن مبحث مابعد الطبيعة لتسفيه الأديان . لكن السؤال الذي ينبغي طرحه هنا هو : هل منع هذا النقد المعرفي المؤكد على محدودية العقل نزوعَه نحو الماوراء؟ هل استطاعت الفلسفة الوضعية بتسفيهها لمبحث ما بعد الطبيعة أن تحد من تعلق الإنسان بأسئلة الوجود الكبرى؟هل استطاع العقل الفلسفي المادي بنزوعه الإلحادي أن يطفئ جوعة الإيمان في النفس البشرية؟
إن البديل الذي قدمته الفلسفة المادية هو الإيقاع بالوعي في عدمية المعنى ، بسبب من تجاهلها للأساس الديني القادر وحده على إعطاء دلالة الوجود.
---------------------
*



#الطيب_بوعزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع ...
- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...
- أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة ...
- لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م ...
- فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب بوعزة - خواطر في نقد الالحاد 1