أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سيمون خوري - مؤتمر حركة فتح السادس ومهمات التحول من مفهوم الحركة الى حزب السلطة















المزيد.....

مؤتمر حركة فتح السادس ومهمات التحول من مفهوم الحركة الى حزب السلطة


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2691 - 2009 / 6 / 28 - 10:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


مؤتمر حركة فتح السادس ومهمات التحول الصعبة
من مفهوم الحركة الى حزب السلطة

مع قرار المجلس الثوري لحركة فتح بإنعقاد دورة المؤتمر السادس في أرض الوطن ، فإن هذا يعني أن حركة فتح من الناحية العملية وعلى صعيد أطرها المركزية ، او التي تمارس مهمات دفة القيادة قد انجزت فيما بينها قراءتها للتجربة التنظيمية والسياسية للعقود الماضية التي تلت إنعقاد أخر مؤتمر لحركة فتح في العام 1989 . وبالتالي فإن المؤتمر المزمع عقده هو مفصلا بين مرحلتين . الاولى مضت بكل ما لها وما عليها ، ومرحلة جديدة تتطلب إستراتيجية جديدة مغايرة للبرنامج السياسي القديم لحركة فتح ، وبما يتلائم مع إستحقاقات مرحلة جديدة.
وفي هذا الاطار لسنا هنا معنيين بالخلافات بين الاطر التنظيمية المختلفة لحركة فتح ، أو الحديث عن الجذور الفكرية لحركة فتح . لاسيما أن منشأ معظم هذه الخلافات هي إدارية توظيفية . ترفع كشعارات لتثبيت مواقع البعض القيادية . خاصة الكهول منهم ، بهدف المحافظة على موقعهم القيادي أو توظيف بعض المحسوبين عليهم في مواقع معينة كما جرى مؤخراً . وهي مسألة مفهومة ومستوعبة تماما وممارسة في كافة التنظيمات الفلسطينية بسبب تخلف البنية الاجتماعية وسيادة مفاهيم الآبوية والعشائرية . لأن المجتمع الفلسطيني في الداخل، عمليا لم يعايش مؤسسات حزبية ديمقراطية . ومعظم القوى السياسية من حيث التحليل النظري لبنيتها هي أقرب الى فصائل عشائرية وعائلية منها الى أحزاب سياسية . وإنتقلت كافة الفصائل بعد أوسلو الى الداخل بكل أمراض تجربتها في الخارج . ومع ذلك كيلا نبخس أو نقلل من دور أحد لعبت هذه القوى بشكل أو بآخر دور الرافعة للمجهود الوطني داخل الوطن في مواجهة الاحتلال وسياسية الاستيطان المتواصلة .
بالتأكيد هناك ملفات شائكة وعديدة أمام أعضاء المؤتمر السادس . بيد أن الملف الأهم هوالملف التنظيمي والملف السياسي .
على الصعيد التنظيمي ، من الواضح أن قيادة حركة فتح ممثلة بالسيد محمود عباس ( ابومازن) وعبر تنظير البعض ممن كان سابقا في خانة اليسار تسعى الى تجاوز مرحلة مفهوم الحركة الى مفهوم حزب السلطة. وهذ التحول يتطلب إستحقاقات تنظيمية عديدة تنسجم مع الاستراتيجية الجديدة لفتح في مواجهة مرحلة سياسية مختلفة بالكامل عن المرحلة الماضية . سواء التي قادها الزعيم الراحل ياسر عرفات أو الوزرات التي شكلت برئاسة السيد ابو مازن أو ابو قريع وحتى حكومة السيد سلام فياض الانتقالية الحالية . إذن المسألة تتعلق بالإنتفال من مرحلة تحرر وطني الى مرحلة التمهيد لبناء موسسات دولة او إمارة أو موناكو أو ما شئت من الاسماء . وبالتالي فإن فتح معنية بمغادرة طرحها الايديولوجي والسياسي القديم وتفصيل ثوب سياسي مقصب ومزركش جديد . والدخول بكامل أناقتها في مراحل التسوية السياسية القادمة . وبغض النظر عن الشعارات الكبيرة التي يرفعها بعض النائمين على أحلام الماضي . والسيد أبو مازن شاء البعض أم آبى يملك مفاتيح التغيير وكافة الكهول تدرك ذلك . فهو قائد إستراتيجية التأقلم الجديدة مع الواقع السياسي الجديد .
والحقيقة أن الرجل طيلة مسيرته السياسية كان واضحاً ومنسجماً مع أفكاره التي تتلخص باللجوء الى المفاوضات كحل وحيد للصراع مع المحتل الاسرائيلي . ومعارضته للمقاومة المسلحة ، لاسيما الصاروخية منها .
إن مغزى هذا التحول أو التأ قلم الجديد ، في الحقيقة يتجاوزحدود فتح أو صراعها مع حماس ، لأن الاخيرة بدورها تراقب بدقة ، وبعين بصيرة ما يجري داخل مؤسسة فتح . وربما حسب تعليقات بعض المصادر الاوربية أن الخطاب الأخير للسيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس كان رسالة موجهة للادارة الامريكية وكذا الرباعية ، وحتى الى نتنياهو . معناها أننا مربط الفرس وليس غيرنا ؟ ومن المفارقات هنا أن حماس أيضا غيرت جزء من ملامح خطابها السياسي . صحيح أنها لم تتعلم من تجربة حزب الله اللبناني ، حيث فتح أمامها ابواب كانت مغلقة في العلاقات مع بعض القوى السياسية الدولية ، لكنها تسعي لنيل الحظوة لدى الجانب المصري في مواجهة فتح . وذلك في أعقاب تحسن مستوى العلاقات الامريكية – السورية ، والاوربية – السورية . وبغض النظر أنه لا يوجد قرار فلسطيني مستقل ، بيد أنه من الواضح أن كلا التنظيمين يخوضان معركة كسرعظم حادة . أو صراع إرادات نيابة عن قوى إقليمية . حيث تمكنت حماس كما يقال من عقد مؤتمرها مؤخراً ، وها هي فتح تستعد للرد عليه بقولها نحن حزب السلطة القادمة أياً كانت هذه السلطة. ونحن نملك الشرعية العربية والدولية .إضافة الى أننا ( نحن الجسم الرئيسي في م ت ف ). التي شكلت نواة إجتماعية إقتصادية للمجتمع الفلسطيني خلال عقود من الزمن .
من وجهة النظر السياسية ما تسعى اليه قيادة فتح من إحداث تحولات في بنيتها يعني صياغة مستقبل مفتوح دون عوائق برامجية أو مشاغبة تنظيمية . وهي مسألة صحيحية لا يختلف حولها إثنان . وهذا يعني أن حركة فتح مقبلة على إجراء تغييرات جوهرية في بنيتها التنظيمية ، والتركيز على الداخل الفلسطيني . بحيث تتمكن من إستيعاب اولئك الذين لم يكونوا أعضاءاً تقليديين سابقا في صفوفها ، من ممثلى الشرائح الكومبرادورية الجديدة والعقارية . وكذلك العديد من حالات الانتلجنسيا الفلسطينية التي تلتقي مع أهداف وتطلعات حزب السلطة والمعارضة لبرنامج حماس الذي اصبح مؤخراً ذي صبغة رمادية أو ضبابية حسب ما يعتقد البعض. إضافة الى أن المؤتمر سوف يتخلص من كافة عناصر الشغب أو حالات البطالة المقنعة والتي تعد ارقاماً فلكية تستهلك لوحدها نصف موازنة السلطة التي يفترض أن تتجه نحو الاعمار وبناء أسس المجتمع الفلسطيني الجديد سواء هونغ كونغ أو بدون كونغ . ولسان حالهم من لديه حلول عملية تنهي الاحتلال وتؤسس للمستقبل فليتفضل ؟ من لديه حلول ؟؟ الجواب بالتأكيد لن يكون بشعار الاسلام هو الحل ، ولا بالدولة الديمقراطية الواحدة التي تحافظ على الوحدة الجغرافية والتاريخية لفلسطين ، ورغم صحته لكنه لا يتعدى كونه شعار صعب التحقيق . هناك فارق في السياسية بين ما تريد وبين ما يمكن أن تحققه على الارض . ترى هل بديل هذا الشعار مستقبلا هو شعار وحدة الضفتين .. ربما ..؟ رغم أنني لست سئ النية ، بيد أن المقدمات ستؤدي الى ذات النتائج . وتزواج الاقتصاد مع السياسة له مخرج واحد . أما دولة مسلحة فلمحاربة من ؟ ؟ ما هو مطروح سياسيا بإختصار هو شروط الرباعية وخارطة الطريق وتصورات الرئيس أوباما التي عززتها تصريحات الرئيس الفرنسي ساركوزي مؤخراً وكذلك المستشارة الالمانية السيدة مريكيل، بما فيهم الصديق الروسي وحتى التركي والعرب أيضاً مع تخفيف حدة نتنياهو الصارخة . هذا هو السقف السياسي ، وما عداه مجرد إستعراض خطابات لا تؤخر ، لأنها محسوبة لدى الدوائر العالمية في خانة الاستهلاك الاعلامي الموجه للجماهير التي لم تعد تدري ما العمل ؟
ثمة سؤال آخر هنا يفرض نفسه ، ما هو مصير اللاجئين الفلسطينيين في البلدان العربية او بلدان الشتات الاخرى ؟ لا نعتقد أن الحل في مؤتمرات الشتات والجاليات الخ التي تحولت الى مؤتمرات تشتيت الشتات . بل هذا ما سنلمسه من القراءة الثانية لنتائج حزب السلطة الفلسطينية القادم .
نقطة إضافية ، ما أشرنا اليه قد يعتبره البعض مجرد ثرثرة وإرهاصات فارغه ، فلا بأس لكن ما هي إنعكاسات مؤتمرفتح على بقية القوى السياسية الفلسطينية . وكيف ستتعامل مع نتائج المؤتمر ؟ . وإستحقاقات المرحلة القادمة ؟ حيث من المتوقع أن يسفر المؤتمر عن تغيير في الساسة والسياسة معا . بعد الإنتهاء من مراجعة الذات . لأنه من الحماقة الابقاء على ذات الادوات وآليات العمل التي أدت لخسارة فتح سواءالانتخابات الماضية في مواجهة حماس ، او حتى في العديد المنظمات الجماهيرية والاتحادات والتجمعات المختلفة . حيث بدأت تظهر للعلن منظمات موازية كسرت إحتكار طرف واحد لقيادة العمل النقابي والجماهيري في الخارج والداخل معاً .
ثم ما تأثير مؤتمر فتح على قضية الحوار الوطني ..؟ هل نحن أمام نموذج الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري .. أم ان حوار المستقبل سوف تشارك به تلك القوى التي ضحت وقاتلت خلال عقود من الزمن ، ولذا من غير المعقول أن تخرج من العرس بدون ولو حبة تمر. على طريقة تصدقوا ولو بحبة تمر لفقراء العمل السياسي الفلسطيني .
هناك أسئلة عديدة من المبكر الاجابة عليها قبل إنعقاد المؤتمر، ومع ذلك نتمنى لمؤتمر حركة فتح السادس النجاح وقراءة المستقبل بعيون مفتوحة . لكن السيد ابو مازن على كلا الحالات سيرفع الراية البيضاء ، وهي راية النصر عند الاغريق القدماء .





#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نتنياهو كذاب..أم ..؟
- النرجسية في العمل السياسي والاصل الاغريقي للمصطلح
- لماذا تراجع اليسار اليوناني في الانتخابات الاوربية
- نحو حزب إشتراكي فلسطيني
- حقيقة ماحصل في أثينا


المزيد.....




- -حالة تدمير شامل-.. مشتبه به -يحوّل مركبته إلى سلاح- في محاو ...
- الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن ...
- مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق ال ...
- مشاهد توثق قصف -حزب الله- الضخم لإسرائيل.. هجوم صاروخي غير م ...
- مصر.. الإعلان عن حصيلة كبرى للمخالفات المرورية في يوم واحد
- هنغاريا.. مسيرة ضد تصعيد النزاع بأوكرانيا
- مصر والكويت يطالبان بالوقف الفوري للنار في غزة ولبنان
- بوشكوف يستنكر تصريحات وزير خارجية فرنسا بشأن دعم باريس المطل ...
- -التايمز-: الفساد المستشري في أوكرانيا يحول دون بناء تحصينات ...
- القوات الروسية تلقي القبض على مرتزق بريطاني في كورسك (فيديو) ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سيمون خوري - مؤتمر حركة فتح السادس ومهمات التحول من مفهوم الحركة الى حزب السلطة