أديب كمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2691 - 2009 / 6 / 28 - 08:19
المحور:
الادب والفن
كان من الممكن أن تكوني
أكثر ثراءً
أكثر بهجةً وجمالاً
لو سمحتِ للطائرِ المحلّقِ خلف النافذة
بعينين دامعتين
وجناحين بريئين
بالطيران قليلاً
فوق سريركِ العاري.
وكان من الممكن أن تكوني
أكثر سماءً
أكثر زرقةً وأقماراً
لو سمحتِ لي
أن أقترب من غيمتكِ اللذيذة
لأركع في جنون مؤكّد
لفراتكِ السرّي الذي سحرني
العمر كلّه
ورماني في آخر الدنيا
حرفاً لا معنى له
إلا حين يلهج
بأسطورتكِ المعلّقةِ في الأعالي،
ونقطةً لا تجيد
سوى أناشيد الحبِّ بالأحمر الناري،
أعني بالأحمر الممسوس
باللوعةِ والهذيان.
لكنّك
اخترتِ أن تسلّمي فراتكِ السرّي
وبيادر حنطتكِ الذهبيّة
للقناعِ الذي يلبسُ غرابَ الزوج،
أعني للغرابِ الذي يلبسُ قناع الزوج،
أعني للزوجِ الذي يلبسُ قناع الغراب
والذي لا يجيد سوى نهش لحمكِ البضّ
دونما رحمة
ليدفعك
شيئاً فشيئاً
إلى جفافِ الينابيع
بل ليدفعكِ حيث البئر السوداء
وإصبعكِ الذي رأيته يبكي،
ذات يومٍ،
وجعَ اللذة
وأغنيةَ الحرمان.
*****************************
www.adeebk.com
#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟