أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - نضال نعيسة - العرب والبكاء على الديمقراطية في إيران















المزيد.....

العرب والبكاء على الديمقراطية في إيران


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2691 - 2009 / 6 / 28 - 10:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


ما إن اندلعت الأزمة الديمقراطية الانتخابية الأخيرة في إيران، والتي تعتبر ومهما كان وقعها، وأفضت تطوراتها، وجهاً وشكلاً وممارسة ديمقراطية نابعة من عمق حضاري وإنساني متأصل لدى هذه الشعوب العظيمة المبدعة يواكبون فيها، على الدوام، قيم أي عصر يعيشون فيه ويتقمصون تطوراته، (فحين أتى الإسلام أيضاً، تحولت هويته الإبداعية، حصراً، إلى الفارسية وصار كبار المبدعين والعلماء والعباقرة الأفذاذ من "الأعاجم" والفرس فيما كان خلفاء الأعاريب غارقون في برك الدماء والمتع والملذات والمؤامرات ومعاشرة طوابير النساء والغلمان)، واستطاع الإيرانيون، من خلالها- الديمقراطية والاحتجاج- التعبير عن مكنوناتهم ورفض ما يشككون به أو يعتبرونه غير متوافق مع تطلعاتهم وطموحاتهم، وإنها، لعمري، واحدة تحسب لإيران وللإيرانيين وللجمهورية الإسلامية وليس عليها، نقول ما إن اندلعت هذه الأزمة، حتى انبرت جحافل الأعاريب القبائلية المشيخية المستلحقة بالأسياد في واشنطن، بكاء، وعويلاً ونحيباً على الديمقراطية المسفوحة على عتبات إيوان كسرى وحضارة بني فارس.

وطبعاً، كنا سنقتنع ونسلـّم بهذه الاحتجاجات، وما "اعتبر" تزويراً للانتخابات الإيرانية، لو أن ذلك الرفض أتي من المنظومة الاسكندينافية، أو الأوروبية، مثلاً، وحتى بعض الدول الآسيوية والأفريقية والأمريكية الأخرى، أومن سكان بعض مجاهل الأدغال في أستراليا، والأمازون، فلديهم من القيم الإنسانية والحضارية ما يؤهلهم لذلك، أما أن تأتي من قبائل الأعاريب البدوية الجاهلة الأمـّية المتوحشة القاحلة، إياها، والتي لا تقيم، عادة، وزناً لا لجمال، ولا لقيمة ولا لاعتبار ولا لإنسان والتي ما تزال تعيش في العصور الغابرة، وتغفو غفوة أهل الكهف، فإن هذا ما لا يقبله عقل، ولا طاقة لنا به على الإطلاق. (معترضة وتصحيح لمعلومات "الكاتب من الكاتب نفسه"- هم يقدسون فقط سيدهم وتاج رأسهم الرجل الأبيض الأنغلوساكسوني المتعجرف ويؤلهونه، ويمنحونه كل الامتيازات والاستثناءات، وينحنون أمامه كالعبيد المشتراة، فهو الذي أتي بهم وجعل من لصوصهم وصعاليكهم زعامات تاريخية).

فلم يحدث، مثلاً، أن حصل، وعبر التاريخ البدوي إياه، ومن يوم يومه، أي انتقال سلمي للسلطة، أو تداول للحكم بشكله الطبيعي في عالم الأعاريب، برمته، وكانت المذابح والمؤامرات والتواطؤ ودس السم وقطع الرؤوس والتمثيل بالأجساد، وفقء العيون وعرض الجثث على الأعواد والمشانق والاقتتال والتصفيات ومراكمة جبال الجماجم هي الطقوس الطبيعية العربية العفوية والتقليدية التي كانت ترافق صعود خليفة ونزول آخر، وقدوم سفاح وخروج جنرال، ومجيء سياف وأفول جزار، وتربع شيخ وترجل أي والي عربي.

ولم يسبق أن حاز، أو أُطـلـِق لقب "الزعيم" العربي السابق، على أي كائن بشري وابن آدم وهو على قيد الحياة، إلا وهو في عالم الحق، والأموات أو القتلى المخضبين بالدماء. ولكن، و"بالمقابل"، وكما يردد دائماً صديقي الرائع فيصل القاسم، هناك أكثر من أربعة، رؤساء ربما، حالياً، في إيران، ممن نستطيع استحضار أسمائهم، ويحظون بهذا الشرف واللقب الحضاري والديمقراطي الرفيع، شاء من شاء، وأبى من أبى من أعاريب الصحوة الديمقراطية، وربما هذا هو أهم ما ينغص الأعاريب اليوم، ويقض مضاجعهم، ويفسر ثورة الغضب والحقد غير المبرر على إيران.

كما لا يوجد، حتى اليوم، أي اعتراف من قبل أولئك الذارفين الدموع على الديمقراطية الإيرانية، وبأي قدر كان، بأي من شرائع حقوق الإنسان، ومواثيق الأمم المتحدة ذات الصلة، فثقافة سبي النساء واضطهادها، وحرمانها من أبسط حقوقها الإنسانية، ووأدها، وتعدد الزوجات، وتبني سياسة الفصل الجنسي العنصري ومنع الاختلاط وتحويل مجتمعاتهم إلى مجتمعات ذكورية تسود فيها الأوبئة النفسية والاجتماعية المستفحلة، وامتهان قيم الأسرة، وازدراء المرأة والحط من شأنها، واحتقارها، وشيوع ثقافة النكاح، وملك الإيمان، والطلاق، والنخاسة والتجارة بالرقيق الأبيض، وهدر الثروات على صناعة وتجارة الجنس الرخيص وإشعال الحروب والقتل هنا وهناك، واحتكار الثروات، والعمولات الخرافية للصفقات المريبة والإجرامية وغير القانونية، والاستبداد، والحرب على الحداثة، والاستئثار بالحكم القبلي العائلي الأبوي "الرشيد"، الذي لا يأتيه الشك والباطل لا من أمامه ولا من خلفه ولا من البيت الأبيض، وتدمير مجتمعاتهم وإلغاء السياسة فيها كلياً وتحويلها إلى مشيخات وممالك وإقطاعات أبوية هيراركية مشيخية قبلية ترث الناس والعباد كما ترث الأملاك والثروات والنعاج، وتتسيد فيها العائلة والقبيلة والعشيرة الواحدة وتوزع مواردها فيما بين هذه النخب القبلية ويحرم باقي "الرعايا" من ثرواتهم الوطنية ويرمى لها بالفتات والفضلات وممارسة التمييز العنصري الممنهج والمبرمج وتطبيق نظام الكفيل والعبودية واستعباد وامتهان كرامة الآخرين، والتنكيل بالمهاجرين وهضم حقوقهم، وإنكار أبسط الحقوق الطبيعية للمرأة والمهاجرين واللاجئين والأقليات وعدم الاعتراف بأية حقوق، فلا انتخابات ولا تجمعات أو جمعيات ولا تمثيل ولا نقابات ...إلخ، فلا يؤهل كل هذا الشطط السلطوي والظلم والجور الاضطهاد أحداً من هؤلاء الأعاريب الثقاة، ويا ما شاء الله، بالتفوه بحرف واحد عن الديمقراطية لا في إيران ولا حتى في مملكة النيبال، التي تعتبر واحدة من أكثر دول العالم فقراً وتخلفاً.

نعم يحق للعرب المتباكين اليوم على الديمقراطية، في إيران، أن يذرفوا الدموع ويلطموا، ويبكوا، ويشقوا الأثواب ليس على الديمقراطية، كلا ولا سمح الله وقدر وحاشى لله، ولكن بإمكانهم أن يذرفوا الدموع على قيمهم الأصيلة فيما لو راحت منهم وخسروها، كالاستبداد والعبودية والديكتاتورية والعسكريتارية والاسترقاق وخسارة امتيازاتهم السلطوية الإلهية والإجرام البدوي المتأصل في عمق التاريخ العربي، وهذه، بحق، هي فقط، السمات والخصائل والشمائل "العربية" الفريدة التي يعرفونها، ولازمتهم وأدمنوها في بيدائهم ومشيخاتهم عبر التاريخ، أما الديمقراطية فـ" بعيدة عن بوزهم وشنباتهم"، ولا علاقة لهم بها لا من قريب، ولا من بعيد وهي دخيلة عليهم، ولا يحق لهم البكاء على "ضحاياهم" ( الديمقراطية وحقوق الإنسان هي من أول ضحايا العروبة عبر التاريخ)، لا بل أن كبار شيوخ الصحوة "البترولية" يرفضون الديمقراطية باعتبارها بدعة، ورجساً من عمل الشيطان، وتشبهاً بالكفار، والعياذ بالله، وكله بفتاو رسمية مصدقة، ومروجة من نفس سلاطين وسدنة البكاء على الديمقراطية.

وكل الحق على إيران هذه المرة، وليس على الطليان، التي جلبت بدعة الديمقراطية وعمـّمتها، ومن دون مقدمات، بين قبائل بني عربان، وباتت، لذلك، تشكل فعلاً صداعاً حضارياً تنافسياً مزمناً للمنظومة البدوية العربية الرثة وقطعتها بأشواط حضارية بعيدة، واستطاعت دائماً عبر التاريخ أن تقف مع الكبار، وتولد وتنتج الحضارات وراء الحضارات، فيما أعاريبنا، وكل الحمد والشكر لله، غارقون في المتع والملذات، ومشغولون، بقطع رؤوس الناس في الساحات العامة، والاحتفال، ضحكاً على الذقون"، بأسلمة "كم" بوذي ونيبالي وسيرلانكي مجرد من أية حقوق إنسانية، وانضمامهم إلى أمة المليار، أو بانتصار سفاحي المحاكم الإسلامية، من قاطعي الرؤوس الآخرين، وتسلطهم على رقاب شعب الصومال.

إن رد الفعل يعكس، عادة، حجم وقوة الفعل، وإن الإهانة المؤلمة، والصفعة الحضارية الكبرى، والإحراج المذل، الذي وجهته إيران للمنظومة البدوية، وذلك عبر إنجازاتها الحضارية والاجتماعية والعسكرية والسياسية العملاقة، وتبنيها، فوق ذلك كله، للخيار الديمقراطي، وكشفها لزيف وكذب وخواء أية ادعاءات حضارية وإنسانية وإبداعية لدى تلك المنظومة الرثة المتهالكة، تفسر لوحدها، حجم هذا الحقد، والغضب البدوي، حيال إيران.

وما أفصحها، ما "غيرها"، حين تحاضر عن الفضيلة والشرف والأخلاق؟










#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين عبير العراقية، وندى الإيرانية
- الموناليزا العارية: حقيقة أم أسطورة؟
- فاغنر والنازية: حقيقة أم أوهام؟
- التكنولوجيا الثورية
- الحيوية الإيرانية
- الزلازل المصرفية تعصف بالخليج
- بدء التحقيقات السرية بشأن الحرب في العراق
- الحل في حل الدولتين
- من يقف وراء فوز أحمدي نجاد؟
- من هو الفائز الحقيقي في انتخابات لبنان؟
- ماذا يحدث في إيران؟
- أوباما وأمريكا والإسلام
- أوباما: المسلم أم اليهودي؟
- هل دخل أوباما دائرة الخطر؟
- يا بلاش، مقال ب 2000 دولار
- المعارضة السورية: والدرس الكبير
- الصحوة المسيحية 1-2
- هل تفلت المعارضة السورية من المحكمة الدولية؟
- هل تكون أفغانستان مقبرة الأمريكان؟
- كيلو: أخطأ ام أصاب؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - نضال نعيسة - العرب والبكاء على الديمقراطية في إيران