أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رشدي علي - رملة الشاطئ














المزيد.....

رملة الشاطئ


رشدي علي

الحوار المتمدن-العدد: 2690 - 2009 / 6 / 27 - 05:36
المحور: كتابات ساخرة
    


اصدق الفكرة التي تقول ان الحياة اختيار. واحتار فيها ايضا.. لهذا انا دائما افحص نماذج البشر من حولي, واراقب الناس عن كثب. في اجواء العلم يقال ان الانسان تطور بسبب الادوات, ولكن هل يعني هذا ان تطوره مستمر باستمرار ظهور ادوات جديدة؟ وبعبارة مختلفة اقول, هل يتطور الانسان باستخدامه اداة صنعها آخر؟ ببساطة نعم. وهنا تكمن المشكلة في رأيي المتواضع, لان الحصول على هذه الاداة يتطلب صراعا.. ولست بصدد عرض رؤية اخلاقية, لانها في النهاية اخلاق القوة, ولكني بصدد تعريف بسيط ببعض طرق العيش والتي يمكن ان تكون احداها خياري في الحياة.
يقول ماركيز: انه كان يجلس في غرفة مغلقة لمدة ساعتين "لانه لايستطيع التفكير وهي مفتوحة" ويدخن علبتي سجائر, ليكتب خمسة اسطر, يمزقها في اليوم التالي. في ذات الوقت وعلى رمال شاطئ خلاب هناك رجل (يسميه البعض غبي وغير مثقف) يتسطح وحوله فتيات شقر, اجسادهن صغيرة, والى جانبه خمرة غالية الثمن, صنعها رجل (يسميه البعض حمار). هناك مجموعة من الناس تطلق على ماركيز لقب معتوه. ان هذه المعادلة: ماركيز.الغبي.الحمار, لطالما اثارت اهتمامي ولسنوات لم اعد اذكر عددها.
في احيان اخرى استبدل البشر بالاشياء: القلم.الشقراوات.صانع الخمرة, لكن الامر يزداد تعقيدا, بسبب ضبابية العلاقة بين الثلاثة, بالاخص علاقة الشقراء مع العامل.

اخيرا قررت ان اعرف كل على حدة, لارى بوضوح طراز الحياة الذي يلائمني.

ماركيز: بعض الناس, وقد اصبح صوتهم عاليا في الفترة الاخيرة, ينعتوه بالاحمق. كيف يجلس رجل عاقل في غرفة كلها دخان؟ في الطرف الاخر يوجد اناس قضوا نصف حياتهم في غرف مغلقة, بعضها بدخان وبعضها الاخر بدونه.. يعرفون معرفة تامة عذابات والم ماركيز واهمية ما يقوم به.. وهم متكلمون من الطراز الاول, حيث لديهم قدرة على العودة من حيث بدأوا في الكلام, وتعقيد للجملة, ولا يستخدمون عبارات واضحة مثل "حمار" بل عبارات غامضة مثل مفكر المعي, او كاتب عميق.
اضاف لي احد اصدقائي وهو كاتب, ان هذه الثلة من الناس لا يذهبون الى الفراش دون ان يأخذوا معهم اوراق, واقلام, وكعك, وحليب, ومسجل للصوت.. وبعضهم مدمني مخدرات, وخمور, وبعضهم يمجد المال, واخرون يمجدون القمع, مثل عبد الرزاق عبد الواحد, وماركيز الذي تمنى ان يعيش كاسترو الى الابد. و يستمر صاحبي وهو يضحك.. اغلبهم يحب ان يأتيه المال دون عناء, كذلك الطعام الجاهز, وهذا القسم يكون اناني ومستعد للهرب في اي لحظة. اما القلة منهم, فهم كالاشباح, ينخرون رعب القوم ببطئ شديد.. لا نعرف عنهم الكثير, لكن كل شيئ يبدأ عندهم وينتهي اليهم, و هم "والعبارة لنيتشة" ورعين في نزواتهم. الحياة عندهم مواقف, لا يوجد امر مهجور.. في حياتهم كلها أمرأة واحدة او اقل.. مهيمون على الاطلاق, لانهم على نقيض ازلي مع السلطة, لذلك حياتهم خالية من المتع الحسية. دائما يموتون بسبب البرد.

الغبي: وهو في الحقيقة رجل يملك مالا.. ينتهز الفرص, لنقل ان مذبحة حدثت في بلد ما, والجميع منشغل بالعويل, يقول لصاحبه: تعال نضع فلوسك على فلوسي ونفتح مكتب للدفن السريع.. ودائما يضيف: سنصبح اغنى الاغنياء في شهر. ما يثير اهتمامي في هؤلاء او حفيظتي! ليس الانتهازية بل امتلاكهم اجمل فتيات الدنيا, وربما الاخرة ايضا, فتيات تخر لهن الجبابرة ساجدين, يمسحن كروشهم المشعرة والمدورة بحنان لا يوصف. وهم اسخياء في الظاهر, لكنهم في حقيقة الامر اشد الناس بخلا, بعضهم مدمن للقمار.. والاخر مدمن طعام, واغلبهم مدمني خمرة ومخدرات, كلهم تقريبا يؤمنون بأن الالف يأتي بالالف, والمليون يأتي بالمليون. اكثر الناس ترغب ودهم. يتحدثون عن الانتصارات اينما كانت.. يحفرون الصخر اذا كان فيه متعة ما, ايمانهم بالله لا ينتهي. لا تراهم الا وفي ايديهم سيكار وهم يضحكون.

الحمار: تجده في كل مكان. قالت عمتي يوما, في حديقة الحيوان يقتلون الحمار ليطعموا به الاسد, ارعبتني الصورة.. لكني مع الزمن تقبلتها. يمجدهم اغلب الناس, كأن يقولوا "طوبى للفقراء" او "الفقراء لهم الجنة" ومرة يقولون " الفقراء ملح الارض". لا يعرفون وسطا للامور: صيف وشتاء, حب وكره, اخلاص وخيانة, او الاهم من ذلك كله حلو ومر, حياتهم من البداية الى النهاية ركض وراء الفلوس, اشداء بينهم, رحماء مع الاغنياء, لذلك هم على الشاطئ, في الفنادق, البارات, وكل مكان فيه نقود. يؤمنون بالحياة الثانية ايمانا مطلقا, المرأة عندهم حبلى في كل الاوقات.. يسرقون اذا حانت الفرصة ايضا.. وهي عادة سرقات صغيرة.

بعد تفكيرطويل اخترت حياة الغبي, لان شيئا في الدنيا لا يساوي ان ينام الرجل كل ليلة مع أمرأة مختلفة, على شاطئ مختلف.



#رشدي_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعالوا نقتل القمر حتى لا ينعق ثانية
- قنبلة مهجورة
- شهرزاد منسية
- من اجل تحرير العقل من التخلف


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رشدي علي - رملة الشاطئ