أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حبيب النايف - البطحاء .مدينة امنة يفزعها الارهاب














المزيد.....

البطحاء .مدينة امنة يفزعها الارهاب


حبيب النايف

الحوار المتمدن-العدد: 2689 - 2009 / 6 / 26 - 07:54
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


البطحاء .. مدينة أمنه تشيعها أحلامها لصباحات بهية تلف مقاهيها المكتظة بأناس لم يعرفوا طعم اللذة والفرح سوى التداول باليومي والمألوف الذي لم يتجاوز احتساء الشاي أو لعب الدومينو وقهقهات تطلق هنا وهناك بعد أن تكون الساعات قد أخذت تتجه ثوانيها لتودعها بشمس حارقة لا تترك للمكانات المظللة شيء سوى سكون يلفه فراغ عميق ليعكس صورة ما تعيد للمكان ما عج فيه بالصباح وتلاشت على أعتابه تلك الأحلام الرمزية التي تبخرت مع اشتداد أشعة الشمس اللاهبة وانقطاع الكهرباء الذي غلف الوجوه بكآبة مظلمة لم تستطع الفولتات القليلة الصادرة من المولدات الصغيرة التي تتعثر بحركتها من مسحها نهائيا إلا بالقدر اليسير الذي يمتزج مع أغنيات تبث من قنوات فضائية لا هم لها سوى إشباع رغبات مجنونة بما تيسر لها من أفلام تفوح منها رائحة الزيف والفرح الأصفر الممهور بالضجيج .
في ظل غفوة ما وعلى مدى راحة لم تكتمل ينبعث الصوت مدويا ليحدث ضجيجا ويرسم حزنه في أروقة الموت المتربص للوجوه البريئة والآمنة والحالمة بما لم يتحقق لها لتبقى نضارتها التي ضيعتها السنين العجاف وما تلاها بانتظار من يعيد لها القها المفقود وبريقها الممتلئ بين الآمال والأحلام المنتظرة في ساعات لم تعد تحصى ثوانيها حيث أتعبها الحراك والجري خلف أيام تتباطأ في مسيرها وهي تودع أبناءها عنوة للعذاب والموت واليأس الذي قد يدفع للهاوية .

صباح لم يكن كالصباحات الأخرى الذي تتزاحم فيه الأحلام وتعكره صيحات الباعة وتطرزه ضحكات الأطفال الذين امتزجت أفراح نجاحهم في الامتحانات مع مجيئهم مع الآباء أو الأمهات لشراء شيء أوعدوا فيه من قبل الأهل ليكون قيد التنفيذ لان طريق المستقبل شاق وطويل لم يتنبـأ بما يحمل القدر بين ثناياه وأشخاص تصوروا أن ما في العمر من بقية ليفكر بما هو ابعد من عمره ليعد لباقي أيامه ويتبضع أشياء معمرة يفكر بعمر أطول لها لكن القدر لم يمهل عمره ولو لساعات بعد أن خططت أياد غادرة وفكرت أن تسرق البسمة الخجلة التي أريد لها أن تخرج من شرنقتها وتذبحها على قبلة الحرية وتجعل منها أمل تائه وسراب ضائع على أوهام الحرية التي شهرت بوجهها ألف مدية ومدية مادامت الظلمة لازالت تعشعش في أرقة المكان وترسم خفوتها المتهافت من خلال تغلغلها في زوايا أعطت لها ولو بصيص من الأمل لتحيا عليه من جديد على أشلاء الأبرياء ودم الضحايا وأرواح الشهداء التي طرزت واجهة الوطن بتلك الصور الدامية والأجساد المحروقة
مدينة آمنة تحرسها البراءة وطيبة أهلها الموزعة على الجميع بعد أن ارتوت من نهر الفرات أعذب مائه ونبت على أرضها أشجار مثمرة تفيء بظلالها أناس لم يعرفوا للتعب من معنى ولترحل مع حياتهم صور الإيثار والتضحية ولتكون مضايقهم مفتوحة بوجه الجميع وكان من أضاعت الطرق أقدامه ليجد بوصلتها تومئ له وتشير مزولتها باتجاه تلك المدينة وأهلها البسطاء وهم يحملون للضيف محبتهم ويغتسل بماء عيونهم ويستظل بطيبة قلوبهم بعد أن وفروا له كل ما يحتاج
لكن يد الغدر والمأساة لا تريد لها الاستقرار والأمان لتزرع بين ربوعها صور الموت والدمار وتوزعه على أبناءها الحالمين بعد أن ضاقت بهم سبل العيش وهم يطلبون الراحة من بارئهم وقد تعفرت جباهم بتلك الشظايا الماكرة التي انتشرت بين أرجاء السوق الشعبية وهي تحتضن أبناءها لتودعم بأبهى صور العز بعد أن مزقت أجسادهم لتعلن أمام العالم جريمة العصر التي لا تغتفر والتي نفذت من قبل وجوه كالحة كشرت عن أنيابها الخبيثة وهي تنفذ ما ضمرت في صدورها القذرة لتكون قد تساوت مع الشيطان في فعلتها وتثبت بأنها من نبت لا يمت إلى البشر بصله حيث انعدمت القيم الإنسانية لديها وتحولت إلى أفاعي سامة تزحف باتجاهات ملتوية وصور مرعبة متخفية بين الجحور وسالكة طريق الرذيلة بعد أن أحست إن الشمس قد سطعت بقوتها وقد ينكشف لمعانها الزائف ولا تجد من يوفر لها الغطاء الذي تستطيع أن تمارس أعمالها الظلامية تحته سوى من فقدوا الضمائر وباعوها في سوق النخاسة بحفنة دولارات .



#حبيب_النايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رائحة الذبول
- من يقف الى جانب الوطن
- الدراما العراقية في رمضان
- هل عاد زمن الاوبئة من جديد
- وجوه
- صاحبة الجلالة تبحث عن عرشها المفقود
- حرية المرأة بين الواقع والادعاء
- مؤتمر الكويت ..هل يوقف العنف في العراق ..؟؟
- احداث البصرة وانعكاساتها المتوقعة
- الانفجارات تعود من جديد
- حقوق الانسان في ضوء اللوائح الدولية
- شها ب التميمي نجما هوى لكنه ازداد بريقا
- الثورة الحسينية دروس وعبر
- امنيات مؤجلة من عام 2007
- بوتو ضحية الارهاب


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حبيب النايف - البطحاء .مدينة امنة يفزعها الارهاب