أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد زهير الخطيب - الدولة المدنية هي الحل














المزيد.....

الدولة المدنية هي الحل


محمد زهير الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 2689 - 2009 / 6 / 26 - 09:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بعد انفتاح العالم على بعضه وتعدد الاديان والطوائف والقوميات في معظم البلدان، الحل اليوم هو الدولة المدنية وليس الدولة دينية.
دولة مدنية تقوم على عقد اجتماعي للمواطنة أساسه الحرية والمساواة والعدل واستقلال السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية. ومصدر التشريع فيها هو البرلمان والمشرعون هم البرلمانيون وعندما تكون أكثرية أعضاء البرلمان ذات مرجعية ليبرالية تاتي التشريعات ليبرالية، وعندما تكون أكثرية البرلمان ذات مرجعية محافظة او إسلامية تأتي التشريعات بتلك التوجهات وهكذا...، مع ملاحظة أن الاكثرية لا يجب أن تلغي اسس العقد الاجتماعي للمواطنة القائم على الحرية والمساواة والعدل.
الدولة المدنية تقوم على مبدأ المواطنة التي ليس فيها مفاهيم أهل الذمة والجزية والطائفية والتكفير. وتقوم على الحرية فليس فيها عقوبة على تغيير الدين أو الالحاد وليس فيها حواجز أمام الدعوات الدينية والفكرية، وتسمح بجميع أنواع الاحزاب من اليمين إلى اليسار وفيها صحف لخالص جلبي ووصال بكداش وسومر الاسد وجهاد خدام وعلي الاحمد ومحي الدين لاذقاني وبثينة شعبان... ولاشك أن كل هذا يخضع للوائح وضوابط وحدود يبينها القانون الذي يسنه البرلمان الذي يمثل الشعب بنزاهة.
وعلى ذكر الحزب الشيوعي فان في كندا حزب شيوعي رسمي مغمور ضعيف العضوية مهمل الذكر ليس له أي صوت في البرلمان ولا يذكره أحد لا بخير ولا بشر لشدة ضعفه، وهذا في بلد حر لا علاقة له بالاسلام وليس فيه محاربة للالحاد أو الشيوعية، ولكن الناس تعزف عنه لعدم إحساسها بان هذا الحزب يمثلها أو يلبي توجهاتها.
الدولة المدنية فيها حماية للقوميات والثقافات واللغات التي ينظر إليها نظرة إيجابية كمصدر إثراء وحيوية للمجتمع وأنا عربي ولكن عندي حفيد كردي إسمه أمير من حقه أن يتكلم ويتعلم لغته الكردية، ولوعدنا إلى سوريا فسارسله إلى مدرسة تعلم باللغة الكردية إن شاء الله.
الدولة الاسلامية أو الكاثوليكية أو اليهودية أو القبلية دولة قد يدعو إليها شعب متجانس من نوع واحد وهذا شأن داخلي تقرره الشعوب المتجانسة إن وجدت، فمادام كل الشعب راض بذلك فهذا شأنه، وهذه ليست حالتنا في سورية على الاقل التي هي مدار بحثنا.
أما عن علاقة العلمانية بالديمقراطية، فينسب للدكتور جورج طرابيشي قوله لا ديمقراطية بلا علمانية... ولكي نفهم الكلام فهما صحيحا من المناسب الاتفاق على مدلول المفردات وأخص منها (العلمانية). العلمانية هي ترجمة للكلمة الانجليزية ( Secular) والترجمة الصحيحة هي (دنيوي) وبما أنه لا مشاحة في الاصطلاح فسنقبل تعريف كلمة (سكيولار) على أنها علمانية، ولكن محددا بمعنى دنيوية أي (مرتبطة بالدنيا والواقع ولا تخضع لسلطة أبوية او شمولية أو غيبية أو فلسفية) ويشمل هذا الاديان والايديولوجيات الشمولية كالشيوعية... وولاية الفقيه...
فمظاهر التفكير الايديولوجي الشمولي لا تنفرد به الاديان إنما له تطبيقات كثيرة وأشهرها التفكير الشمولي للقائد الضرورة الذي يسمح بديمقراطية شكلية ثم يعطل القوانين بتوجيهاته المعصومة الملزمة المستعصية على المحاسبة. وعليه وبهذا الشمول يصح القول أن لا ديمقراطية بلا علمانية (دنيوية).
وبعد هذا الاقرار الواضح بأن الحكم للشعب والاكثرية وأن لا سلطة لاحد فوق سلطة الشعب، لابد من قبول اطروحات جميع الاتجاهات السياسية الديمقراطية على اختلاف مرجعياتها، هذه الاطروحات التي تقدم للمناقشة والحوار دون فوقية ودون أن تقدم كواجبات دينية واطروحات لولاية الفقيه أو ايديولوجيات يسارية أو يمينية، عندها لكل تيار سياسي مرجعيته ورؤيته المحترمة للتشريع والقوانين يتم الحوار حولها في البرلمان وتتخذ فيها القرارات بالاكثرية.
إذن هناك دين وايديولوجيا ولكنها ليست فوقية والزامية بل منضبطة بالدستور والديمقراطية، وحتى لا يكون كلامنا استنبات بذور في الهواء، يمكن أن نستشهد بالتجربة التركية كنموذج مناسب لهذا الفهم وللدولة المدنية التي نريد.



#محمد_زهير_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلخيص وتعليق على خطاب اوباما
- لمحة عن المعارضة السورية
- الزنجبيل والذاكرة الحديدية
- من كابول الى مقديشو الى غزة
- المعارضة السورية وترحيل الديمقراطية
- الرئيس وفلسفة الظلم
- ثرثرة فوق السين
- رحيل الدكتور حسن الهويدي
- التمثيل النسبي للنساء
- هل عام 2009 عام حاسم حقا؟
- سبل القضاء على الغلاء التي نسيها الشيخ
- جالاوي ومؤتمر القمة العربي
- الوزير الفقير
- المهمات التي تنتظرنا
- خواطر غير سياسة من مؤتمر جبهة الخلاص في برلين
- نعم لتركيا الديمقراطية كما يريد الشعب التركي لا كما يريد نضا ...
- هل هناك شيء غير عادي في الانتخابات السورية؟
- اربع اسئلة في الانتخابات السورية
- الهذيان … وخلط حبش لاوراق البرلمان
- النسخة الانجليزية من كتاب خمس دقائق وحسب


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد زهير الخطيب - الدولة المدنية هي الحل