أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل حزين - لماذا يكره المسلمون الأقباط؟














المزيد.....

لماذا يكره المسلمون الأقباط؟


عادل حزين

الحوار المتمدن-العدد: 2688 - 2009 / 6 / 25 - 10:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل يكره المسلمون المصريون مواطنيهم الأقباط؟ أتطوع بالإجابة حسب خبرتى فى الحياة أن "ليس تماما". غالبية المسلمون المصريون لا يكرهون مواطنيهم الأقباط بالمطلق. بل أننى لا أتجاوز إن قلت أن غالبية المسلمون فى العالم كله لا يكرهون المسيحيين. إذن لماذا بين الوقت والآخر سواء فى مصر أو العراق أو فلسطين أو الباكستان يقوم بعض المسلمون بحرق كنائس الأقباط والتعدى على ممتلكاتهم ونهبها والإعتداء على نسائهم وأولادهم. ولماذا وحتى وقت قريب جدا كان دعاء الصلاة الجامعة ينتهى بالدعاء على المسيحيين بترمل نسائهم وتيتم أولادهم وجعل أموالهم غنيمة للمسلمين؟ لماذا فى مصر بالذات لا يحتمل بعض المسلمين قيام الأقباط بالصلاة فى مبنى مملوك لهم, ولماذا تستفز مشاعرهم الدينية رفع الأقباط لصليب فوق مبنى كنيسة لهم يتم بناؤها من حر مالهم؟
فى رأيى أن المسلمين لا يكرهون المسيحيين بوجه عام. فى السعودية التى لا يستطيع أحد أن يزايد على إسلامهم المتشدد يستخدمون أقباطا ومسيحيين, كذلك فى بلاد الخليج والأردن, بل إن بعض تلك البلاد أجازت بناء كنائس ليتعبد فيها المسيحيون حسب معتقدهم. فى رأيى أن المسلمين المصريين أيضا ليس فقط لا يكرهون مواطنيهم الأقباط بل هم بالعكس يحبونهم ويتعاملون معهم ويصادقونهم وأغلبهم لا يرضى عن الظلم المحيط بهم. فى رأيى أن من يحرقون الكنائس فى بلاد الإسلام هم فقهاء الفتنة وأدعياء الإمامة والقوامة والدعوية.
لنتخذ مثالا قريبا لما حدث فى "غزوة" محرم بك و"غزوة" العديسات بل وقبلها فى "غزوة" الكشح المشئومة. كان أغلب المعتدين من غير أهالى المناطق محل الغزوات, كانوا فى أغلبهم من أرباب السوابق وأهل الإجرام. فى محرم بك كان المعتدون من حلوان ودمنهور, وفى العديسات كانوا من أهالى البلدات المحيطة, وفى الكشح –التى جرى فيها ذبح واحد وعشرين قبطيا وحرق منازلهم ومحلاتهم- كانوا من أهالى دار السلام. وهكذا يعلم النافخون فى نيران الفتنة أن أهالى منطقة ما لن يسهل عليهم أن يقتلوا ويحرقوا جيرانهم وإنما يسهل عليهم أن ينهبوا ويقتلوا ويحرقوا ممتلكات وأشخاص بعيدين عنهم أو لايعرفونهم بالإسم, وخاصة إن تم تسليحهم بفتوى حقيرة تجيز لهم فعل ذلك بل وتعدهم أيضا بالجنة وبغفران ذنوبهم, ماتقدم منها وما تأخر.
إذن لماذا يكره أدعياء الإمامة والقوامة الأقباط والمسيحيين بوجه عام؟ فى رأيى هم لا يكرهونهم بصفة شخصية بل هم يكرهون المسيحية كعقيدة. العجيب أنهم لا يكرهون البوذية ولا الكونفوشية ولا الهندوسية بمثل ما يكرهون العقيدة المسيحية فلماذا؟ بل أتجاوز الى القول أنهم لا يكرهون اليهودية كمثل كرههم للمسيحية, وإلا فليدلونا على كم المعابد اليهودية التى أحرقت فى مصر أو إيران أو فى المغرب؟ معبد يهودى أحرق فى جربة التونسية من جانب القاعدة فقامت قيامة العالم كله ولم تقعد بعد!
لماذا دعا الظواهرى –فقيه القاعدة وزعيم الإرهاب العالمى- الرئيس بوش للإسلام ووعده بالعفو عما سلف إن فعلها؟ إذن هو لا يكره بوش بصفة شخصية ولا حتى من أجل أعماله وإنما هو يكرهه لمسيحيته (رغم أنى أظن أن بوش من أبعد الناس عن المسيحية) لكن هكذا هى قناعات الرجل الثانى فى أكثر المنظمات إرهابا فى العالم. فلماذا يكره الإرهابيون المتأسلمون المسيحية بالذات؟ هم يكرهون صلبان المسيحيين وطيبتهم ووطنيتهم وإخلاصهم ونظافتهم وصلابتهم وسلامهم الداخلى. هم يكرهون قساوستهم وتعاليمهم وبعدهم عن العنف وتمسكهم بتعاليم مسيحهم, هم يكرهون تعاليمهم الدينية التى تحض على التسامح وتقبل النقد وعدم مقابلة الشر بالشر. هم يكرهون مسيحيين العرب بأكثر كثيرا مما يكرهون مسيحى الغرب, لأن المسيحيين العرب يعيشون بينهم ويذكرونهم كل دقيقة بحطة نفوسهم, فبتضادها تعرف الأشياء. فالسواد أشد كلحة إن جانبه بياض, والحقارة أظهر إن جاورها النبل, والحقد أوضح إن جانبه الحب والتسامح والرقة.
للأسف يتواطأ الأعلاميون العرب مع دعاة الفتنة ورؤوسها, بل ويروجون لبضاعتهم بدون أن ترمش عيونهم. فمرة يجعلونهم أبطالا على فضائياتهم, ومرة يسمونهم بأسماء لا تنبىء عن إجرامهم كمثل دعوتهم بالإصلاحيين أو الصحويين وما هم إلا مخربين ومضللين.




#عادل_حزين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين أوباما ونيكسون
- إنتهت السكرة ولم ولن تجىء الفكرة أبدا.
- إنهم يجلدون المصريين.
- بين رضاع الكبير وبول الرسول هناك فرق.
- عن قتل الأسرى المصريين!
- عن قتل الأسرى المصريين
- أساطير الجنة والنار!ا


المزيد.....




- الخارجية الأمريكية تطالب الموظفين بالإبلاغ عن حالات التحيز ض ...
- أحد الشعانين: مسيحيو غزة يحتفلون في -ثالث أقدم كنيسة في العا ...
- أنور قرقاش يهاجم -الإخوان المسلمين- ويثير جدلا على منصة -إكس ...
- عاجل | أبو عبيدة: فلسطين وشعبها لن ينسوا الوقفة المشرفة من ا ...
- قائد الثورة الإسلامية: ضرورة الحفاظ على جاهزية القوات المسلح ...
- فتوى الجهاد المسلح دفاعاً عن فلسطين
- -حماس- تدين منع إسرائيل المسيحيين من الوصول إلى القدس لإحياء ...
- بسبب منعها -المظاهر الإسلامية-.. شكاوى ضد ثانوية دولية في ال ...
- ما دور الطرق الصوفية في السياسة المصرية؟ وكيف تمكنت الدولة م ...
- قائد الثورة: العدو محبط وغاضب إزاء تقدم الجمهورية الإسلامية ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل حزين - لماذا يكره المسلمون الأقباط؟