أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فائدة آل ياسين - رسالة الى صديقتي التي تسكن القمر














المزيد.....

رسالة الى صديقتي التي تسكن القمر


فائدة آل ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 2689 - 2009 / 6 / 26 - 03:34
المحور: الادب والفن
    


بين فترة وأخرى تراودني فكرة الكتابة اليك ولكنني في الوقت نفسه لا أدري ماالذي يصدني عن تلك الرغبة ،فكأن صوت أقوى مني ينبع من أعماقي يصرخ بي فيقعدني عن همتي تلك ربما لما يعتمل في دواخلي من تساؤلات تخص قرارك الذي اتخذته في الرحيل صوب القمر الحالم ليكون مسكنا ً لك على الرغم من كل أنواع المغريات والجاذبيات التي تمتلئ بها الارض والتي كانت تحاصرك دوماً لما تمتلكينه من مواصفات خاصة تجعلك من أكثر البشر بهاء ًوتألقاً ،لكنني ولكثرة تساؤلاتي تنبثق أمامي الذكريات فتعرض لي مشاهد وصوروحوارات عديدة كنا نتبادلها قبل رحيلك فلقد قلت لي يوما ً(ان الحياة رحلة عبور صعبة محطاتها كثيرة ووقفاتنا فيها طويلة نتمعن متاعبها وآلامها وشجونها حتى يمتلئ الفم دما ً والقلب قيحا ًفنخشى على أنفسنا من هول مانرى ونسمع فنتصور أنها نهاية المطاف ، لكننا في الوقت نفسه نتلفت وندور بأعيننا باحثيين عما يبهج الروح ويرمم النفس لندغدغ به ماتبقى لنا من كيان ٍمتهاو ٍليبعث الحياة واالحيوية فيه مجددا ً عندها نتعجب من أنفسنا كيف نجونا من دائرة الهم تلك وان كان بعد عناء شاق فهذه قوانين الحياة وما علينا الا التسليم والاستسلام بل تسلم كل ماتجود به ألايام حلوا ً او مرا ًوبلا أعتراض )
ألهذا اتخذت قرارك ِفي الرحيل هربا ًمن حالة التسليم والاستسلام لقوانين أهل الارض ولانك وجدت أن لاقدرة لك على عدم الاعتراض فبه ستفقدين عنصرك الاساسي في الحياة ألا وهو (الرأي )
صديقتي الغالية
رغم ترددي في الكتابة اليك ،والذي حدثتك عنه في البداية لم يكن رادعا ً لقلمي فلقد وجدت أصابعي تسابقني فترحل بي لتمسك القلم وتلون لك ِبعضا ً من المشاعر يلفها الشوق بشرائطه الوردية وتصونها المحبة الازلية ،فكم أنا محتاجة فعلا لأحدثك رغم المسافات الشاسعة والسنوات الضوئية لأن مايعتلج في دواخلي لا يمكنني السكوت عليه،انه يؤرقني ولا أجد أحدا ًمن سكان الارض مستعدا ً لأن يخسر بعضا ًمن وقته ليصغي اليَّ ويعالج لهفتي اِلاك ِ لانك ِ ممن عانى طويلا ً،فما بالك بالذي تغترب روحه في وطنه وتتشبع مفردات حياته باليأس بعد أن كان يحلم بالتغيير المنشود ،ويمتلىء رأسه بصرخات الوحشة من كثرة الوحوش البشرية التي تفجر نفسها لا لشئ الا من أجل قتل الحياة أينما تكون ،عندها يتراءى له الواقع أوجها ً مغبرة لبشر غامضة ملامحهم ،شاحبة ألوانهم ،ممسوخة تعابيرهم فقد رسمت من ضياع واسىً ،فاغري الافواه ،تحدق عيونهم في اللاشئ يتحركون في كل الاتجاهات ،يجوبون كل الشوارع والازقة بلا هدف معلوم أو أمل منشود وحين يرجعون آخر النهار حيرى بلا هوية فلأنهم لا يعرفون من تفاصيلها اِلا أسمائهم ،وعندما تجلدهم أيامهم بسياط الانحدار نحو الهاوية تمتد أصابعهم لصحون أولادهم فقد بدأوا يفكرون من بطونهم ويلحسون جراحاتهم ومن هنا تبدأ المأساة الحقيقية .
لا أخفيك أنني حاولت أن أمسك قلمي عن صراحته لأبعدك عن معاناتنا ولكي لا ألوث أجوائك النقية التي تعيشينها بعفة وحرية وتعال ٍعن كل الامور الرديئة التي تحيط بنا .
ألا تصدقين أن العالم اليوم أصبح قرية صغيرة في سرعة أنتقال المعلومات بين بني البشر، لا تفرحي كثيرا ً فكما تنتقل المعلومات المفيدة بسرعة تنتقل بالسرعة ذاتها المعلومات والاخبار والتوجيهات الملوثة للعقول والمفسدة للضمائر والقاتلة للنفس المحترمة لأن هناك قوى تبني كياناتها الشاهقة بالخبث والظلم على حساب الشعوب المغلوب على أمرها ضمن تكتلات مشبوهه وانحسارات أخلاقية علنية .
والآن أتجدين أنني كنت محقة في ترددي للشروع بالكتابة لك في البداية فلقد أختنقت أجواء قمرك الحالم بآهات أهل الارض حتى أمطرت سحبه الفضية ألما ً وتشققت صخوره من هول ماوصلته من أخبار لا تبتئسي ياعزيزتي فربما لا أحتاج الى مراسلتك بعد الآن لأنني قررت أن أرحل صوبك وأتخذ من القمر مسكنا ًلي ْ أيضا ً.



#فائدة_آل_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليتم في حياة السياب
- لكي لا نظلم الرجال
- الفراشة /قصيدة شعرية
- الذكاء العاطفي أول اسباب نجاح المرأة في القيادة
- رأي في نقد الادب النسوي


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فائدة آل ياسين - رسالة الى صديقتي التي تسكن القمر