حبيب فارس
الحوار المتمدن-العدد: 2689 - 2009 / 6 / 26 - 08:15
المحور:
الادب والفن
حينَ بَكاها فأبْكاني
- إلى الشاعر وديع سعادة –
الأيامُ العابرة ُكأنها لم تكنْ / غيومٌ مُصابة بالعقمْ / وظيفتها حجب زُرقة السماءْ / تعودُ ذات معنى / بمعاقرة دمعة ْ/ والحياة الخالية من الحياهْ / المستمرّة بفعل إضراب الموت عن العملْ / تتنفسُ بعض وجودْ / بحضور شاعرْ...
***
محتشدٌ في جوف الوحش الأسودْ / حبيسُ الأنفاسْ / أستعيدُ خارطة الافتراسْ / كيف ابتُلِعْتُ دون مَضْغ ْ / قمعاً للصراخْ / ضرورة الوجعْ / كيف اختواني البلعوم الضيّق الطريّ / معصرة التمزّق باطناً / تمديداً لجسم الألمْ / حيث الانعصار خارجاً / انتعاش الأرواحْ...
***
نهارذاك / داخل خيمة من دخان السجائرْ / سألتُ وديعاً / كيفك وكتابة الشعر هذه الأيامْ؟ /"بالنسبة لي كتابة الشعر ليست احترافْ" / أجابْ...
***
كأنّهُ لا يعلمُ أنّ غباره* المنثور في القصائدْ / أطيب من الزعتر والسمسم والسُمّاق / "أمنيتي أن أعود إلى شبطين* لأزرع السُمّاق" / قالْ / ودّعتُ "كوكتيل" البراءة، التواضع والوداعة ْ/ متموضعاً خلف إسمنتٍ من القناعة ْ/ القصيدةُ بطانة الشاعرْ / أجمل ما في قصائده هو أنها هوَ / وأرقّ ما فيه هو أنه هيَ...
***
مساءً...حيث الوحشة في أحشاء الوحشْ / رنّ الوحيْ / دمعة سقطت من السمّاعة ْ / اخترقت القلب المتجمّد الجنوبيّ / أذابت الجليد المضبوعْ / تعثر الكلام على لسان الحالم بزراعة السُمّاقْ / فجّر البركانْ / سجينَ سجين ِ الوحشْ / اسْتَطيَرَ فراشة ْ/ تبدأ بحرف الجيمْ / وانصرفْ...
***
تنفس الظلامْ / دفءَ دمعة ْ...
***
ليلتذاك انبلج ضوء اليقينْ / الشاعر لا يتوقف عن الكتابة ْ / إن هو بالحبر لم يكتبْ / بالحلم يكتبْ / غبار سُمّاقْ / بالقلق يكتبْ / كآبة ْ/ بالدمعة يكتبْ / فراشة ْ/ بالصمت يكتبْ / انبعاثاً...فانفراج ْ...
---------
*غبار:أحد دواوين الشاعر وديع سعادة
*بلدة شبطين اللبنانيّة: مسقط رأس الشاعر
#حبيب_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟